وضع علماء الرياضيات نظرية الألعاب وطبّقها علماء السياسة
الثلاثاء، 27-09-2016 الساعة 19:42
مي خلف
حياتنا عبارة عن سلسلة من القرارات الصائبة والخاطئة، العقلانية والعاطفية،
لذا من المهم أن ندرك في أثناء اتخاذ القرار أي استراتيجية نسلك،
وذلك لنحسن مهارتنا في إدارة الأزمات
والتوصل لقرارات أقل ضرراً؛ على الأقل، إن لم تكن أكثر فائدة.
الإدارة الجيدة للأزمة
تبدأ من الوعي الكامل بآلية وتحليل معطيات الموقف،
إضافة إلى معالجة هذه المعلومات
الإدارة الجيدة للأزمة
تبدأ من الوعي الكامل بآلية وتحليل معطيات الموقف،
إضافة إلى معالجة هذه المعلومات
بطريقة تأخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة والمتضادة،
إن كان هناك أكثر من طرف متورط في الأزمة؛
إن كان هناك أكثر من طرف متورط في الأزمة؛
هذا إلى جانب حساب النتائج المتوقعة بأسوأ السيناريوهات وأفضلها.
من هنا، تأتي الحاجة لفهم استراتيجيات اتخاذ القرار العقلاني،
الذي يحسب الربح والخسارة ويهدف إلى اتخاذ القرار الذي يزود الربح ويقلل الخسارة،
لذلك ليس من الغريب أن نعرف أن علماء الرياضيات هم من وضعوا "نظرية الألعاب".
وعلى الرغم من وضعها كنظرية اقتصادية
من هنا، تأتي الحاجة لفهم استراتيجيات اتخاذ القرار العقلاني،
الذي يحسب الربح والخسارة ويهدف إلى اتخاذ القرار الذي يزود الربح ويقلل الخسارة،
لذلك ليس من الغريب أن نعرف أن علماء الرياضيات هم من وضعوا "نظرية الألعاب".
وعلى الرغم من وضعها كنظرية اقتصادية
على يد كلّ من جون فون نويمان وأوسكار شتيرن في أربعينات القرن الماضي،
فإن "نظرية الألعاب" أصبحت مرجعاً أساسياً لعلماء الاجتماع والنفس والسياسة،
إذ ازدهرت ونمت في كليات العلوم الاجتماعية،
حيث استخدمت لتفسير مواقف كثيرة
فإن "نظرية الألعاب" أصبحت مرجعاً أساسياً لعلماء الاجتماع والنفس والسياسة،
إذ ازدهرت ونمت في كليات العلوم الاجتماعية،
حيث استخدمت لتفسير مواقف كثيرة
طلب فيها تحليل استراتيجية اتخاذ القرار العقلاني.
وفي سياق الحديث عن نظرية الألعاب،
تذكر لعبتان أساسيتان تعدان مرجعاً في العلوم السياسية والاجتماعية،
خاصة فيما يتعلق بمهارات المفاوضات وحل الصراعات وإدارة الأزمات؛
الأولى
وفي سياق الحديث عن نظرية الألعاب،
تذكر لعبتان أساسيتان تعدان مرجعاً في العلوم السياسية والاجتماعية،
خاصة فيما يتعلق بمهارات المفاوضات وحل الصراعات وإدارة الأزمات؛
الأولى
هي اللعبة الشهيرة
"معضلة السجين" أو المعروفة باللغة الإنجليزية باسم "Prisoners Dilemma"
– كتب عنها بالتفصيل في موسوعة ستانفورد للفلسفة (من هنا).
تعد هذه اللعبة مثالاً يجسّد النظرية،
إذ تتحدث عن مشكلة تناقض المصالح في "نظرية الألعاب"،
والتي تبيّن أن التصرف العقلاني الخالص (من وجهة نظر الفرد)
لا يؤدي بالضرورة إلى النتيجة المثالية وللربح الكامل الذي أراده.
وتتجسد هذه المعضلة في القصة الشهيرة التالية:
قبضت الشرطة على مجرمين اثنين ارتكبا جرماً معيناً،
وفصلت بينهما في التحقيق،
إذا تمكنت الشرطة من إدانتهما معاً فستحكم على كل منهما 15 عاماً من السجن،
لكن في حال لم يعترف أي من السجينين بالجرم فسوف يسجن كلّ منهما سنة واحدة فقط.
ولأن الشرطة لا تمتلك أدلة كافية لإدانة المتهمين،
تدفع كل متهم للاعتراف على صديقه،
وتعِد من يعترف بعقوبة مخففة مدّتها 5 سنوات،
ومن هنا تنتج 4 حالات محتملة:
إذا تمكنت الشرطة من إدانتهما معاً فستحكم على كل منهما 15 عاماً من السجن
إذا اعترف كلاهما يسجن كل منهما 5 سنوات،
إذا لم يعترف أحد سيسجنان سنة واحدة،
إذا اعترف الأول وسكت الثاني فسوف يطلق سراح الواشي ويسجن الساكت 15 عاماً.
من هنا، تنبع المعضلة؛
ففي ظل منع المتهمين من التواصل لا يمكن لأي منهما تخمين تصرف الآخر،
إلا أن التصرف الأمثل
– كتب عنها بالتفصيل في موسوعة ستانفورد للفلسفة (من هنا).
تعد هذه اللعبة مثالاً يجسّد النظرية،
إذ تتحدث عن مشكلة تناقض المصالح في "نظرية الألعاب"،
والتي تبيّن أن التصرف العقلاني الخالص (من وجهة نظر الفرد)
لا يؤدي بالضرورة إلى النتيجة المثالية وللربح الكامل الذي أراده.
وتتجسد هذه المعضلة في القصة الشهيرة التالية:
قبضت الشرطة على مجرمين اثنين ارتكبا جرماً معيناً،
وفصلت بينهما في التحقيق،
إذا تمكنت الشرطة من إدانتهما معاً فستحكم على كل منهما 15 عاماً من السجن،
لكن في حال لم يعترف أي من السجينين بالجرم فسوف يسجن كلّ منهما سنة واحدة فقط.
ولأن الشرطة لا تمتلك أدلة كافية لإدانة المتهمين،
تدفع كل متهم للاعتراف على صديقه،
وتعِد من يعترف بعقوبة مخففة مدّتها 5 سنوات،
ومن هنا تنتج 4 حالات محتملة:
إذا تمكنت الشرطة من إدانتهما معاً فستحكم على كل منهما 15 عاماً من السجن
إذا اعترف كلاهما يسجن كل منهما 5 سنوات،
إذا لم يعترف أحد سيسجنان سنة واحدة،
إذا اعترف الأول وسكت الثاني فسوف يطلق سراح الواشي ويسجن الساكت 15 عاماً.
من هنا، تنبع المعضلة؛
ففي ظل منع المتهمين من التواصل لا يمكن لأي منهما تخمين تصرف الآخر،
إلا أن التصرف الأمثل
يكمن في تعاون الاثنين بعضهما مع بعض، أي ألا يعترف كلاهما،
لكن التفكير العقلاني الهادف إلى الربح
يدفع كلاً منهما للاعتراف
على أمل أن يصمت الطرف الآخر ويتحرر هو.
لكن التفكير العقلاني الهادف إلى الربح
يدفع كلاً منهما للاعتراف
على أمل أن يصمت الطرف الآخر ويتحرر هو.
ومن الأمثلة التقليدية على هذه اللعبة في عالم السياسة،
الحرب الباردة، وسباق التسلح الدائر في الشرق الأوسط بالسنوات الأخيرة،
ففي الوقت الذي انقطع تواصل الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفياتي
–والخليج وإيران هذه الأيام-
اتجه كل طرف لتعزيز قدراته العسكرية تحسباً لرد فعل الطرف المقابل،
هذا إلى جانب رفض مستمر لعقد اتفاق مصالحة
اتجه كل طرف لتعزيز قدراته العسكرية تحسباً لرد فعل الطرف المقابل،
هذا إلى جانب رفض مستمر لعقد اتفاق مصالحة
يجبر كلا الطرفين على التخلي عن السلاح،
استناداً إلى المخاوف المشتركة والتشكيك
استناداً إلى المخاوف المشتركة والتشكيك
في تطبيق الطرف "المعادي" للاتفاق إذا عقد.
اللعبة الثانية
اللعبة الثانية
المرتبطة أيضاً بنظرية الألعاب وبعالم العلوم السياسية والعلاقات الدولية
هي "لعبة الدجاجة".
إذ تعد هذه اللعبة نموذجاً
إذ تعد هذه اللعبة نموذجاً
لحالة من الصراع يفضل فيها الطرفان عدم التنازل للآخر،
لكن التصرف وفقاً لذلك سيؤدي إلى أسوأ نتيجة ممكنة للطرفين.
وتتجسد اللعبة بالتالي:
هناك مركبتان تتجهان بسرعة بعضهما باتجاه بعض،
وبطبيعة الحال، إن لم يبتعد أحد السائقين عن المسلك سيحصل الاصطدام.
لكن في حال ابتعد أحد الطرفين عن المسلك لتجنب الاصطدام
لكن التصرف وفقاً لذلك سيؤدي إلى أسوأ نتيجة ممكنة للطرفين.
وتتجسد اللعبة بالتالي:
هناك مركبتان تتجهان بسرعة بعضهما باتجاه بعض،
وبطبيعة الحال، إن لم يبتعد أحد السائقين عن المسلك سيحصل الاصطدام.
لكن في حال ابتعد أحد الطرفين عن المسلك لتجنب الاصطدام
سيطلق عليه لقب "دجاجة"-كناية عن الجبن.
وحسب النظرية،
سيفضل الطرفان المخاطرة والبقاء في المسلك
ومن ثم يزداد احتمال حدوث أسوأ سيناريو للطرفين.
هذه المرة أيضاً
وحسب النظرية،
سيفضل الطرفان المخاطرة والبقاء في المسلك
ومن ثم يزداد احتمال حدوث أسوأ سيناريو للطرفين.
هذه المرة أيضاً
يمكن تطبيق النظرية على العلاقات الدولية بين الجهات المتنازعة،
وتحديداً حين تستمر الأطراف المتعادية في التصعيد المستمر
وتحديداً حين تستمر الأطراف المتعادية في التصعيد المستمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق