جمال حمدان
1999-07-08
كانت هناك قافلة من الجمال تسير في صحراء فأخذت الجمال تتذمر وتشكو للحادي ...
فقال الأول....
- أنا غاضبٌ لأننا نسير مسافات طويلة !
الثاني ...
الثاني ...
- وأنا غاضبٌ لأننا نضطر لحمل أحمال ثقيلة !
الثالث :
الثالث :
- وأنا غاضبٌ لأننا تجوع كثيرا !
الرابع...
الرابع...
- وأنا غاضبٌ لأننا نعطشُ كثيرا !
الجمل الخامس:
يلتزم الصمت ويبكي ...
فيسأله الحادي .. ولماذا لا تشتكي كبقية هؤلاء الفجَّـار ؟ .
- سيدي أنا لستُ أشكو من السير لمسافات طويلة ,
ولكن شكواي هي ...
لماذا نحن مربوطون بذيل حمارٍ ونسير من ورائه ؟؟
4/22/2011
بقلم خرموش :
الجمل له تاريخ عظيم في حياة العرب ،
. لا بد لكَ أن تتكلم !
- سيدي أنا لستُ أشكو من السير لمسافات طويلة ,
ولا من أحمال ثقيلة ,
ولا من جوعٍ أو عطش ...
ولكن شكواي هي ...
لماذا نحن مربوطون بذيل حمارٍ ونسير من ورائه ؟؟
4/22/2011
بقلم خرموش :
الجمل له تاريخ عظيم في حياة العرب ،
فقد كان وسيلة النقل الوحيدة لبضائعهم و تجارتهم ،
والجمل معروف بصبره واحتماله للجوع والعطش لفترات طويلة ،
والجمل يختلف اختلافا كليّا عن بقيّة الحيوانات سواء بتركيبة شكله او بصفاته ،
كما أنّنا لا ننسى أن الله سبحانه وتعالى ضرب لنا مثلا لنعتبر
فقال : أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ... ،
كما أنّ في الجمل طبعا ًخاصّا ً لايتحلى به أيّ حيوان آخر ،
ولربّما بعض البشر لا يتحلون بهذه الصّفة الأخلاقيّة النّادرة ..!!
إذ أنّ الجمل لا يمكن أن يقرب الناقة أو يجاملها ، على مرأى من البشر ،
فهو خجولٌ لدرجة لا يتصورها العقل ..
ولكنّه وبرغم صبره وخجله إن هاج لا يرحم وإذا صمّم على شيء و رآه بنظره صحيحا لا شيء يردعه أبدا ..
كما أنّ العرب كانوا يطلقون عليه إسم سفينة الصّحراء ،
والجمال نوعان :
الجمل العربي ذو السّنام الواحد ، و الجمل الفارسي ذوالسّنامين ..
يُحكى أنّه في أحد الأزمنة السّالفة
يُحكى أنّه في أحد الأزمنة السّالفة
حمار يقود جمال
بينما قافلة طويلة من الجمال محمّلة ببضائع ثقيلة وبحرّ الشّمس اللاذع ،
وإذا بالحمار الذي تسير خلفه القافلة قد شاهد أتانا وأراد معاشرتها ،
فارتبكت الجمال الخجولة ،
و تضعضع وضعها وتمايلت أحمالها وناخت جميعها على أرض الصّحراء القاحلة ...
هنا استغرب صاحب القافلة من هذا الوضع الإستثنائي لتلك الجمال ،
وحاول معرفة السّبب ،
ولكنّ الجمال بدأت تجترّ ولا همّها الأمر ،
فحاول صاحب القافلة استعمال العنف مع الجمال كي تنهض وتسير وتواصل المسير
ولكن دون جدوى ،
فالعنف لا يولد إلا عنفا ،
حيث هاج أحد الجمال ،
وبدأ بالحمار الذي يقود القافلة ، فحمله بأسنانه الحادّة ، وألقاه أرضا وهو يلتقط أنفاسه ،
ثمّ نهض جمل آخر ، وعضّه عضّة قويّة كادت أن تقتله ،
لولا أن تداركه احد أصحاب القوافل القادمة من الإتجاه المعاكس وكان يقود قافلته بنفسه ،
فاستنجد به صاحب الجمال المتمرّدة ، وطلب مساعدته ،
و بعدما قصّ عليه القصّة .. فوجيء بردّة الفعل ،
حيث قال له صاحب القافلة المعاكسة :
بأنّ الجمال على حقّ وأنت على باطل ،
وهنا سمع أحد الجمال هذه المجاملة والمناصرة من صاحب القافلة المعاكسة ،
فتشاور مع ذوي الرّأي من بقيّة الجمال وقرّروا الإنضمام إلى القافلة المعاكسة
وأصرّوا على ذلك ،
غير أنّ صاحب القافلة وبرغم تفهّمه لوضعهم رفض منحهم حقّ الإنضمام ،
وعندما سألهم عن سبب تمرّدهم ،
وهو عالمٌ بما سيجيبون ..
قال مندوب الجمال :
إنّ صاحب قافلتنا مجرّد من الضّمير الإنسانيّ والحيوانيّ ،
ولا يهمّه سوى مصلحة نفسه ، إنّه يجوّعنا ويلوعّنا ، ونحن صابرون ،
إنّه يضع على ظهورنا الأحمال الثقيلة ونحن صابرون ،
إنّه ُيدخل إلى ساحاتنا ومهابطنا حيوانات غريبة دون أن يسألنا إن كنا نرضى بذلك أم لا ،
وأشياء كثيرة أخرى ومثيرة قد تغاضينا عنها مسيّرين وليس مخيّرين ...
أمّا ما أثار شعورنا وأهاج قلوبنا وجرح كرامتنا أكثر ..
فهو أن يجعلنا مسيّرين وراء حمار ،
وهذا ما دعانا للتمرّد بعد أن كظمنا غيظنا السّنين الطوالْ .
موقع " فلسطين في الذاكرة "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق