الاثنين، 9 يوليو 2012

تحول العقارات إلى أصول مسمومة

تحول عقارات إلى أصول مسمومة في الجفير والسيف

تحول عقارات إلى أصول مسمومة في الجفير والسيف










المنامة - عباس المغني
تحولت عقارات في منطقة الجفير والسيف والعاصمة إلى أصول مسمومة، نتيجة استمرار تراجع الأسعار إلى مستويات حادة منذ اندلاع شرارة الأزمة المالية العالمية في منتصف سبتمبر/ ايلول 2008 في الولايات المتحدة الأميركية حتى الآن. 

والأصول المسمومة هي عقارات رهنها المستثمر للحصول على قرض من البنك، وأصبح سعرها أقل من حجم القرض الممنوح؛ أي أن البنك لو باع العقار في السوق فإنه لن يحصل على أمواله التي قرضها للمستثمر المتعثر عن سداد القرض.
والأصول المسمومة مشكلة تظهر في أوقات الركود وانكماش الأسعار وتراجعها بشكل مستمر.

وانخفضت أسعار الأراضي في الجفير من 180 ديناراً للقدم في مطلع العام 2008 إلى 30 و40 ديناراً للقدم مطلع العام الجاري (2010)، وبنسبة انخفاض تبلغ 80 في المئة، بحسب العقاري سيد شرف جعفر. 
وذكر جعفر، أن «بناية في الجفير كانت مطلوبة بسعر 9 ملايين دينار في 2008، وبيعت الآن بنحو 4 ملايين دينار».
كما بيَّن جعفر أن مجمعاً سكنياً في الجنبية كان مطلوباً بأكثر من 4 ملايين دينار في 2008، أما اليوم لا يوجد من يشتريه بسعر مليونين دينار.
ورأى أن الانخفاض الحاد للأسعار، جعل قيمة كثير من العقارات المرهونة أقل من قيمة القرض، وسواء قام المستثمر أو البنك ببيع العقار فإنه لن يغطي كامل القرض.
وأكد أن الأسعار في الجفير والسيف والمنامة هبطت إلى مستويات مخيفة للمستثمرين، إلا أن الشيء الإيجابي أن البنوك لم تمارس ضغوطاً على المستثمرين، وسمحت بتأجيل فترة سداد القروض مع حساب الفائدة، على أمل تعافي سوق العقارات.
وقال: «ما يزيد الطين بلة أن الأسعار لم تتحسن، والسوق تتجه من سيئ إلى أسوأ (...) نحن إلى الآن لم نتجاوز الأسوأ، 
ونتوقع استمرار ركود السوق العقارية إلى نهاية العام 2011».
وأضاف «مشكلة القروض، أنها منحت في وقت قيمت فيها العقارات بأسعار خيالية غير واقعية، من كان يتوقع أن يباع سعر القدم الواحد في الجفير بنحو 180 ديناراً، و250 ديناراً في السيف؟! وسرعان ما انهارت الأسعار لأنها لم تقيم على أسس صحيحة وإنما على قواعد مضاربية بحتة».
وتابع «المستثمرون المتورطون هم الذين أخذوا قروضاً أثناء ذروة الأسعار في 2007 و2008، والآن هبطت الأسعار إلى مستويات متدنية».

ويرى اقتصاديون، أن دول الخليج ومنها البحرين تعاني من مشكلة انكماش الأسعار وهي أخطر من التضخم؛ 
إذ إن الانكماش يؤدي إلى تراجع أسعار الأصول كالعقارات، وغالباً ما تستخدم هذه الأصول كرهونات لدى البنوك للحصول على قروض، ومع تراجع الأسعار تتحول هذه الأصول إلى أصول مسمومة، وهو ما قد يؤدي إلى خسائر للبنوك ربما تصل إلى الإفلاس، 
مثلما حدث في أزمة الرهونات العقارية في الولايات المتحدة الأميركية التي أدت إلى الأزمة المالية العالمية في منتصف سبتمبر 2008 عندما انهار بنك ليمان براذر بسبب الرهون العقارية التي تحولت إلى أصول مسمومة.


صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2910 - الأربعاء 25 أغسطس 2010م الموافق 15 رمضان 1431هـ
 



http://www.alwasatnews.com/2910/news/read/471265/1.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق