بواسطة ياسر العبدالله بتاريخ 7 سبتمبر 2011
أعلم
أن هذا العنوان مثار للاستغراب، ولكن أحببت أن أنقل لكم هذا الموضوع نظرا
للفوائد الجمة التي يحتويها .. لا أعلم المصدر الحقيقي لهذا الموضوع لكن
وصلني هذا الموضوع عن طريق البريد الالكتروني وسأنقل منه الجزء الذي يخص
المواطن السعودي.
لو ولدت سعودياً لطرحت سؤالاً مفاده, ما
الذي سيزيد من أهميتي بالنسبة لدول العالم؟
حتماً إنه ليس رملي ولا جمالي
بل إنه بترولي, فهذا المورد مورد نادر جداً.
والسؤال هو كيف نفعِّل قيمة
هذا البترول مع ندرته في المستقبل؟
بهذه الكلمات, بدأ لي كوان يو, باني
دولة سنغافورة الحديثة, خطابه أمام منتدى التنافسية العالمي الذي جرت
فعالياته خلال الفترة 20- 22 يناير 2008م في العاصمة السعودية الرياض.
وقال لي كوان يو مخاطباً الحضور، أريدكم
أن تقيموا صناعات تسمح لمواطنيكم بالاستثمار فيها, ولابد أن ترسلوا أبناءكم
للعمل في الدول المتقدمة ثم العودة إلى تأسيس أعمال صناعية ومصارف إسلامية
جديدة في بلدكم, فالمهم أن تتعلموا كيفية استثمار احتياطكم البترولي
وكيفية إدارة مواردكم لتحقيق أكبر فائدة ممكنة.
وأضاف يو: لقد أدركنا الحكمة الصينية التي
تقول سنة واحدة ضرورية لكي تنمو بذرة قمح, وعشر ضرورية لكي تنمو شجرة,
ومائة ضرورية لكي ينمو إنسان, وعملنا على إنتاج مجتمع آمن ومستقر, وركزنا
على الثقافة والفنون, فتمكنَّا من تكوين أشخاص قادرين على اختيار مواقعهم
ووظائفهم يؤمنون بأن الحياة تستحق العناء من أجلهم وأجل أبنائهم.
وحول الوضع في المملكة العربية السعودية,
قال يو: أنتم في بلادكم لن تجدوا صعوبة في تطوير التعليم من التعليم الديني
إلى التعليم العلمي الذي ينقلكم إلى مراتب متقدمة من التطور, فبالنسبة لكم
العالم القديم كان مكوناً من بدو وجمال ولكن الآن أمامكم خيارات عظيمة
لتطوروا أسلوب حياتكم, وأمامكم الفرصة المواتية لأن تتساءلوا عن كيفية
تطوير حياتكم واقتصادكم لكي تعيشوا حياة ذات مستويات مرتفعة للغاية بعد
حقبة البترول.
وانفرد لي كوان يو لأكثر من 60 دقيقة
بالحديث وحده أمام جموع غفيرة من الحضور, يقدر عددهم بألف رجل وامرأة,
كانوا يتطلعون إليه بإعجاب ولهفة شديدين, وهو يروي قصة نهضة سنغافورة من
على منصة منتدى التنافسية العالمي.
وتأتي أهمية هذه الكلمات كون قائلها هو لي
كوان يو, صاحب معجزة دولة سنغافورة الحديثة, والذي قاد مسيرتها نحو
الاستقلال وترأس حكومتها لأكثر من ثلاثة عقود من عام 1959م إلى 1992م.
ويعرف يو على نطاق واسع بصانع معجزة
سنغافورة التنموية وارتقائها من بلد نام في العالم الثالث, على حد تعبيره,
إلى مصاف الأمم المتحضرة في العالم الأول.
ففي ظل قيادته, تحولت سنغافورة إلى أنشط
ميناء بحري في العالم, وثالث أكبر موقع لتكرير البترول, ومركز عالمي رئيسي
للصناعات التحويلية والخدمات, ليرتفع بذلك المتوسط السنوي لدخل الفرد
الحقيقي فيها من أقل من 1000 دولار أمريكي إلى قرابة 30.000 دولار أمريكي
خلال ثلاثة عقود فقط.
وتمثل رحلة الصعود المذهلة لسنغافورة
واحدة من معجزات القرن العشرين الميلادي الماضي. فعند استقلال سنغافورة في
مطلع الخمسينيات الميلادية كانت عائدات القاعدة العسكرية البريطانية تمثل
ثلاثة أرباع دخلها القومي مما عزز التشاؤم حول قدرة هذه الدولة الصغيرة على
النمو بمفردها والدخول إلى مصاف الدول المعترف بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق