الأربعاء, 21 سبتمبر 2011
الساعة 09:25
ولد هذا الرجل الخارق في سان فرانسيسكو في العام 1955 لأم عزباء، أي أن أباه هرب من المسؤولية، ولتضمن الأم مستقبله عرضته للتبني لأسرة ميسورة، سماه أبواه بالتبني ستيفن، ولحقت كنيتهما باسمه، فصار ستيف جوبز، التي تعني وظائف بالإنجليزية، بعد عقود وفر ستيف وظائف وفرص عمل للآلاف، من خلال «آبل» ومؤسسات أخرى، أما أبوه البيولوجي فيقال إنه عربي اسمه عبد الفتاح.
لم يكمل دراسته الجامعية كما تمنت أمه الحقيقية، وبرز اسمه مع ظهور جهاز «آبل 2»، كان في الثالثة والعشرين حينها ويمتلك مليون دولار، واليوم يرد اسمه 338 مرة في سجل براءات الاختراع الأمريكية، وهو من ضمن أغنى 50 أمريكياً.
في السنوات الأولى من عمر «آبل» أسهم جوبز بشكل مباشر في تحويل الحاسوب إلى وسيلة لإدارة الأعمال بعد أن كان هوساً للشباب، من خلال أول برنامج جداول (شبيه بالإكسل اليوم) على جهاز «آبل 2»، ثم جعل استخدام الحاسوب أمتع وأسهل من خلال أول نظام تشغيل له واجهة مستخدم رسومية (شبيه بالإصدارات الأولى من ويندوز) على جهاز «آبل ليزا»، فتخلصنا من الشاشات السوداء والكود الممل.
لم يتوقف عن تغيير العالم بعد أن ترك «آبل» في العام 1985، فخرجت علينا شركة «نكست» التي أسسها ببريد إلكتروني يتيح تعديل الخطوط ولونها وإضافة صور ومقاطع صوتية إلى محتوى الرسائل، إضافة إلى الوجوه الصلعاء الصفراء التي نستخدمها اليوم في التعبير عن مشاعرنا في برامج الدردشة، وأنتجت شركة «بيكسار» التي اشتراها أول فيلم كرتون يتم رسمه بالحاسوب، وهو «حكاية لعبة» وبعد 12 عاماً من السبات والاختراعات الفاشلة عاد إلى «آبل»، فأعاد لها روح الإبداع، وأنتجت «آي بود» ثم «آي فون» ثم «آي باد»، إضافة إلى أجهزة حاسوب «ماك» المذهلة، وعدد هائل من البرامج الرائعة.
الشهر الماضي أعلن جوبز استقالته من منصبه كرئيس تنفيذي لـ«آبل» بسبب تردي صحته، واستقبل عشاق الشركة وحملة أسهمها الخبر بخوف من المستقبل، فانخفضت قيمة أسهمها بعد الإعلان، أما العرب فعبروا عن فخرهم بأصله في المواقع الإخبارية والمنتديات.
شكراً أيها الرجل الخارق لأنك جعلت حياتنا أفضل، وشكراً لأبيك الذي لو تحلى بالمسؤولية لربما كنت اليوم تدرس مادة الحاسوب أو الفنون في مدرسة عربية، وتغفو في الحصة بينما الطلاب يلعبون «سوليتير» أو يتراشقون بالصواريخ الورقية، أتمنى لك الشفاء.
للتواصل مع الكاتب:
a.hammad@alrroya.com
http://alrroya.com/node/150252
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق