الجمعة، 9 يونيو 2017

كلامك صحيح .. لكن غير صادق


علاقة الصحة بالصدق في نتيجة الحجة

الفرق بين الصدق والكذب و الصحه والبطلان في نتيجة المقدمة (الحجة)

الفرق بين الصدق والكذب والصحة والبطلان في الحجة الاستنباطية .
######################################

1- يتعلق الصدق والكذب بأمور الواقع الفعلية : 

فيقال عن نتيجة الحجة أنها صادقة

إذا جاءت مطابقة للواقع الفعلي .

ويقال أنها صادقة إذا كانت مقدماتها تستلزم نتيجتها بالفعل

أعني من زواية الواقع

وإذا لم يكن الأمر كذلك كانت كاذبة .

2- أما الصحة والبطلان 

فيرجعان إلى

علاقة معينة بين المقدمات والنتيجة

بصرف النظر عن الواقع الفعلي ؛

فيقال عن الحجة المنطقية أنها صحيحة

إذا كانت النتيجة تلزم عن المقدمات لزوما ضروريا

وإذا لم يكن الأمر كذلك كانت باطلة ؛

وهذا يعني أن صحة نتيجة الحجة الاستنباطية أو بطلانها

إنما يعتمد على صورة الحجة وليس على مادتها

ولذلك توصف الصحة هنا ( أو البطلان ) بأنها صحة صورية .

شرح تفصيلي
###########

ما الفرق بين الصدق (والكذب) في الحجة الاستنباطية من ناحية

وبين الصحة ( والبطلان ) فيها من ناحية أخرى

وهل هناك علاقة بين هذين المفهومين ؟

يتعلق الصدق والكذب بأمور الواقع الفعلية

فيقال عن نتيجة الحجة إنها صادقة إذا جاء مطابقة للواقع الفعلي

ويقال أيضا عن الحجة أنها صادقة إذا كانت مقدماتها تستلزم نتيجتها بالفعل

أعني من زاوية الواقع

وإذا لم يكن الأمر كذلك كانت كاذبة .

أما الصحة والبطلان فيرجعان إلى علاقة معينة بين المقدمات والنتيجة

بصرف النظر عن الواقع الفعلي

فيقال عن الحجة المنطقية أنها صحيحة

إذا كانت النتيجة تلزم عن المقدمات لزوما ضروريا ،

وإذا لم يكن الأمر كذلك كانت باطلة .

وهذا يعني أن صحة الحجة الاستنباطية أو بطلانها

أنما يعتمد على صورة الحجة وليس على مادتها

ولذلك توصف الصحة هنا ( أو البطلان ) بأنها "صحة صورية".

والآن هل هناك علاقة بين الصدق ( أو الكذب ) والصحة ( أو البطلان ) ؟ 

ليس هناك في الواقع علاقة مباشرة بين صدق نتيجة الحجة وصحتها 

ولبيان ذلك نأخذ الحجة التالية:

(أ‌) القطط من الحيوانات ، وكل الحيوانات في حاجة إلى الطعام ،

إذن القطط في حاجة إلى الطعام .

(ب‌) الكلاب من الزواحف ، والزواحف ثابتة الحرارة ،

إذن الكلاب ثابتة الحرارة.

(ت‌) الأسماك من النباتيين ، والنباتيون لا يأكلون سوي الخبز ،

إذن الأسماك لا تأكل سوي الخبز .

(ث‌) الطيور تبني أعشاشها ، والعصافير تبني أعشاشها ،

إذن العصافير من الطيور.

(ج‌) الثعابين مؤذية، والثعابين شعبية ، إذن الأشياء الضارة شعبية .

(ح‌) الأحصنة أصبحت أقوي مما كانت عليه ،

وكل ما يصبح أقوى  يحتاج إلى مزيد من الطعام ،

إذن الأحصنة تحتاج لمزيد من الطعام .

ولننظر الآن في صدق القضايا التى تدخل في تأليف هذه الحجج أو كذبها 

لنري علاقة ذلك بصحة النتيجة في كل حجة

ويمكن أن نلخص ذلك في القائمة التالية :

الحجة المقدمة الأولي المقدمة الثانية النتيجة

أ صادقة صادقة صحيحة وصادقة

ب كاذبة كاذبة صحيحة وصادقة

جـ كاذبة كاذبة صحيحة وكاذبة

د صادقة صادقة باطلة وصادقة

هـ كاذبة (؟) كاذبة باطلة وكاذبة

و ؟ ؟ صحيح و؟

ونلاحظ في هذه القائمة 

أن النتيجة قد تكون صحيحة وصادقة كما هو الحال في ( أ ، ب)

وقد تكون صحيحة وكاذبة كما هو الحال في (جـ)

أو باطلة وصادقة كما هو الحال في (د)

أو باطلة وكاذبة كما هو الحال في (هـ)

أما الحالة الأخيرة فهي ذات أهمية خاصة 

حيث أننا نلاحظ أن النتيجة يمكن أن تكون صحيحة

حتى على الرغم من عدم معرفتنا بصدق النتيجة والمقدمتين

وتوضح لنا هذه الأمثلة 

أن معرفة صحة النتيجة أو بطلانها

لا يقوم على أي معرفة محددة تتعلق بصدقها أو بكذبها .

ومن هنا يكون من الصعب إيجاد علاقة بين الصدق والصحة

وكل ما نستطيع أن نخرج به من القائمة السابقة 

ويمكن صياغته على شكل قاعدة

هو أن النتيجة تكون صادقة متى كانت المقدمتان صادقتين

وهذا ما يتضح في الحالة الأولي من قائمتنا

ويمكن أن نعبر عن ذلك

من زاوية علاقة الصحة بالصدق

فنقول

إن الحجة الصحيحة

لا يمكن أن تكون كاذبة

إذا كانت المقدمتان صادقتين .

وهكذا فإننا حين نقول 

إن المنطق يهتم بصورة الحجة الاستنباطية وليس بمادتها

فإننا نعني بذلك أيضا

أن جل اهتمامه موجه إلى صحة الحجة الاستنباطية أكثر من صدقها .

(( دكتور عصام جميل ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق