أسماء بدو من وسط شبه الجزيرة العربية
لمؤلفه جوهن جاكوب هيس وترجمة محمود كبيبو
بيت الوراق للنشر بغداد 2010- 102 صفحة
الدكتور حيان
يتضمن هذا العمل بمعظمه
أسماء شخصية لبدو من وسط شبه الجزيرة العربية
لكنه يحتوي أيضاً إلى جانب ذلك
على بعض الأسماء لبدو من غربي شبه الجزيرة العربية ومصر ولحضر من قصيم
طالما كانت هذه الأسماء مشابهة للأسماء البدوية.
عند القراءة الأولى لهذه الأسماء
سيلاحظ المرء
أن الأسماء المركبة مع كلمة "الله"
وكذلك الأسماء الإسلامية الشائعة جداً مثل أحمد وطه وإلخ...
تكاد تكون معدومة عند البدو،
خلافاً لما عليه الحال عند الحضر،
بالمقابل سيجد أسماء تعبّر عن صفات وأشياء طبيعية من نباتات وحيوانات وإلخ...
كما يلفت النظر تتكر الأسماء المنتهية بالألف والنون
مثل
دغيمان وبطيحان وضحيان وزهيان
وهي تدل على صفة لحالة عابرة يمر بها الانسان,
كما يدل الانتهاء بالألف والنون على المذكر
كما في أسماء الجمال المنتهية بألف والنون
مثل
عتران وظبيان وريمان
فهي تعني انه ابن الناقة عترة وظبية وريمة,
كما تدل النهاية بالألف والنون على جمع المذكر في الألوان
مثل
حمران أي الرجال الحمر
وسودان أي الرجال السود
وكذاك سمران وبيضان وشقران.
وكذلك الاسماء
على وزن فُعَيل: خليف وسحيم ومطير وهديف.
وعلى وزن فعَيِّل: مثل: حميّد وغزيّل وضحيّة.
وتعطى الأسماء غالباً بعد الولادة استناداً إلى الاعتبارات التالية:
1-استناداً إلى الظروف الخارجية المرافقة للولادة:
ماطر لأنه ولد في يوم ماطر.
2-استناداً إلى الحالة النفسية للأم:
موهق أي جالب الهم
أعطي هذا الاسم لأن أمه طلقت قبل عشرة أيام من ولادته
وقد اعطيت زعلة اسمها لسبب مماثل.
3-استناداً إلى زمن الولادة:
رميضين، لأنه ولد في رمضان.
محارب لأنه ولد في زمن الحرب
4 -استناداً إلى مكان الولادة:
أ -بصورة عامة:
نفيّد: لأنه ولد في صحراء النفود.
وادي لأنه ولد في أحد الوديان.
ب-بصورة خاصة:
رمثان: لأنه ولد في الرمثي وهو موقع مائي عند النهر.
بريدة لأنه ولد في مدينة بريدة.
5-استناداً إلى شكل الطفل:
جليميد لأن مستدير كالصخرة (الجلمود),
خشيم لأن أنفه كبير,
جريذي لأنه كان عند الولادة أحمرا مثل فرخ الجرذ.
6-استناداً إلى الأمل المعلق على الطفل:
جمل لأن أهله يأملون أن يصبح قوياً كالجمل.
7 -اشتقاق من اسم أحد الأقارب كالأب او الأخ:
مثل مطيران ومطرة لو كان ألاب أو الجد اسمه مطر,
وكذلك عجب وعجاب من معجب
وكذلك عواض وعوض من عايض.
8- استناداً إلى أسماء الأشياء دون سبب واضح
مثل اسم
دلًة (ركوة الفهوة)
وصلبيخ اسم تصغير لحجر ناري.
وإلى جانب الأسماء الحقيقية لكل شخص
هناك أيضاً الألقاب والكنية والتسمية باسم الابن.
أما الكنية الدائمة الموجودة عند حضر نجد
فلا وجود لها مطلقاً عند بدو نجد.
أما التسمية باسم الأب
فيعبر عنها بدو نجد بكلمة ابن
بينما يستعمل اولاد علي والعبابدة كلمة بو.
فيقولون مثلاً
حامد بو علي أي حامد ابن علي.
كما أن كلمة ابن تستعمل أحيانا بالمعنى الواسع كتعبير عن المنشأ والأصل,
فشيخ العتيبة روقة كان يسمى ربعان ابن ربعان نسبة إلى أحد أسلافه القدامى.
وهذه الحالة تبين لنا
كيف أن اسم الشخص يصبح فيما بعد اسماً للعائلة أو القبيلة.
وعند حضر نجد يتم التعبير عن البنوة بال التعريف
فيقال مثلا
محمد البسام أي محمد بن البسام أو محمد ابن البسام.
وعند التقدم في السن
يُعطى الأشخاص غالباً لقباً مأخوذا من صفات بارزة،
أو في أحداث متميزة تحل شيئاً فشيئاً على الأسماء السابقة،
ويذكر المؤلف مثلاً على ذلك
فيقول أنه قد سمي أخو موهق بعد إصابته بمرض خطير جداً ناجي،
وسميت مفيديبة ابنة الشيخ شليويح من العتيبة في وقت لاحق بسبب وجاهتها:
العاتي أي المعتزة بنفسها.
الكتاب شيق وظريف أدعوكم لقراءته.
يقول المؤلف في مقدمة الكتاب:
نشأت مجموعة من الأسماء الشخصية المذكورة هنا
في صيف 1909م في دائرة من حضر نجد
الذين كنت ألتقي بهم كل يوم،
وذكروا لي ثلاثمائة اسم من الأسماء البدوية التي تبدو لهم غريبة ومتميزة،
وفي وقت لاحق دققت هذه الأسماء مع بدو أكدوا لي صحتها،
ثم أضفت إليها أسماء أخرى حتى وصلت إلى حجمها الحالي،
وذلك بأن سألت جميع بدو نجد وغربي الجزيرة العربية الذين تعرفت عليهم في مصر
في أسماء أصدقائهم ومعارفهم،
والغالبية العظمى من هذه الأسماء تنتمي إلى قبيلتَيْ عتيبة وقحطان.
كتاب: أسماء بدو من وسط شبه الجزيرة العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق