أحلاف بني خالد مخزوم

أحلاف بني خالد المخزوميين


اهتمت القبائل العربية ومنذ القدم بإقامة الأحلاف 

فتحالف بعضها مع البعض الآخر

والغاية من التحالف 

زيادة قوة القبائل المتحالفة بكثرة العدد والعدة

لتقف أمام القبائل الكبيرة 

مهابة الجانب يحسب لها أعداؤها ألف حساب

وكلما زاد عدد المتحالفين زادت قوتهم وهيبتهم

ومكنتهم قوة التحالف

 من التحول من الدفاع عن نفسه ضد الغزاة والمعتدين

 إلى المهاجم المتمكن من غزو القبائل الضعيفة وبسط نفوذه عليها.

وتعتبر القوة والهيمنة من محاسن الأحلاف 

ومن محاسنها الأخرى 

توحيد القيادة والرأي والمصير والراية والاسم والنخوة(370)


ومن المعلوم 

أن توحيد الاسم والراية والنخوة 

يعطي لقبائل الحلف هوية موحدة تحل محل هوية النسب

بما في ذلك اسم النسب ورايته ونخوته


ولكن ميزات ومحاسن الحلف 

تقابلها مساوئ أهمها ضياع اسم النسب ونخوته أحياناً 

ويحدث ذلك بسبب الاعتزاز باسم الحلف ونخوته

وإذا مرت مدة طويلة على قيام الحلف

 تنشأ خلالها أجيال قد تضيع هوية النسب ونخوته

ويحدث هذا 

عندما لا يخضع تاريخ القبيلة إلى التوثيق بالكتابة والتدوين

بسبب انتشار الأمية والجهل وحياة البداوة غير المستقرة

وعند غياب التوثيق يعتمد رجال القبائل على تلقين وتحفيظ أنسابهم 

وما يتعلق بها إلى أولادهم وأحفادهم.


إن طريقة التلقين والتحفيظ قد تحرف وتشوه النسب 

فعند اعتمادها لمعرفة نسب القبيلة 

فإنها تحتاج إلى أدلة تقنع الباحث وتعينه على الوصول إلى الحقيقة،


هذا هو رأينا الخاص في الأحلاف


أردنا من خلاله الدخول إلى موضوع أحلاف قبيلة بني خالد 

وهو المهم بالنسبة لبحثنا 

على أننا نركز على التوصل إلى كشف الجوانب الإيجابية والسلبية 

الناجمة عن تحالفات هذه القبيلة 

عسى أن تعتبر وتستفيد منها 

وتعمل على نبذ السلبيات وتتمسك بما هو إيجابي ومفيد.


تحالفت قبيلة بني خالد وفروع منها 

مع قبائل أخرى في أماكن وأوقات مختلفة


ومن خلال الدراسة التاريخية 

وجدنا أن أشهر أحلافهم ثلاثة أحلاف وهي:


1- حلف آل الفضل وهو أقدم أحلافها.

2- حلف خالد جبشة.

3- حلف الداينية.

وفيما يأتي دراسة مفصلة عن كل حلف منها:

1- حلف بني خالد مع آل فضل

من أقدم وأشهر أحلاف بني خالد هو حلفهم مع آل فضل(371) الطائيين


هذا الحلف الذي مهدت له المصاهرة التي تمت بين 

أمير بني خالد مهنا بن فضل بن محمد بن عبدا لرحمن بن سيف الله خالد بن الوليد 

وأمير ربيعة فضل بن ربيعة


ولأهمية هذه المصاهرة(372) 

ولما نتج عنها من توثق العلاقة ثم التحالف بين القبيلتين

 حري بنا أن نورد هنا


ما قاله عنها الصيادي في هذه القصة


وهي ( إن فضل بن ربيعة

 نزل عليه 

مهنا بن فضل بن محمد بن عبدا لرحمن بن خالد بن الوليد (رض)

 قافلاً من نجد مع طائفة من بني مخزوم فأكرم مثواه وأعزه


ولم يكن لفضل أمير ربيعة سوى بنت اسمها البيضاء ويلقبونها الفاطر 

وكان قد أسن ولم يكن إذاك بآل فضل بن ربيعة من يقوم مقامه 

ويشاكله في شأنه وعظيم بيته


فتوسم النجدة والغيرة وعلو الجانب 

بمهنا بن فضل الخالدي فزوجه ابنته البيضاء


وكان لمهنا الخالدي المذكور زوجة أخرى من بني عمه 

وله منها ولداً اسمه مصلت سبق ذكره


فأعقب من البيضاء بنت الأمير فضل الطائي الربيعي سليمان وعيسى 

وإليهما انتهت إمارة آل فضل)(373)،


ومن المفيد أن نشير هنا 

إلى الجملة الأخيرة من رواية الصيادي عن إمارة آل فضل


وهي (وإليهما انتهت (إمارة آل فضل))

 التي كان يعني فيها 

أن الإمارة على آل فضل صارت قيادتها 

إلى سبطي فضل بن ربيعة سليمان وعيسى

أما كيان الإمارة ومقومات وجودها ومكانتها 

فهي باقية لم يتبدل فيها شيء

ولا غرابة في انتقال أمرة القبيلة إلى شخص ليس منها 

ولكنه يرتبط معها برابطة الحلف والمصاهرة 

وتتوسم به القبيلة علو الشأن والصفات الحميدة


وهناك عدة قبائل أمرت على نفسها أشخاصاً ليسوا منها

 وذلك لمقتضيات مصلحة القبيلة وتماسك وحدتها

 ولتمتع من ارتضته أميراً عليها 

بمزايا تؤهله تسلم المكانة القيادية فيها


ومن هذه القبائل على سبيل المثال لا الحصر

قبيلة بني زريج القحطانية

 التي كان المرحوم خوام(374) العبد العباس الفرهود شيخاً عليها 

ومن المعروف أنه من الشحمان من قبيلة ربيعة العدنانية

كذلك فإن أمراء قبيلة المنتفق آل السعدون(375) هم من الشرفة سادة 

ولا يتصلون بنسب 

مع أثلاث المنتفق التي ترجع أصول هذه القبيلة إليها.

بعد هذه النبذة المختصرة عن إمارة آل فضل 

نعود إلى التحدث عن الحلف


ونقول إن حلف آل فضل ضم عدة قبائل


ومنها قبيلة بني خالد


ونبدأ بذكر فروع بني خالد التي كانت موجودة قبل الحلف 

ثم دخلت مع قبيلتها فيه وهي الآتية: 

آل بيوت وآل منيحة والجبور والدعم والمطايير وآل جناح والضبيبات والقرشة(376)


وتنتشر قبائل هذا الحلف على مساحة واسعة 

وتنتقل من مكان لآخر فيها متى شاءت

وحدود هذه المساحة 

هي من حمص(غرب سوريا قرب طرطوس) 

إلى قلعة جعبر(اسفل شرق بحيرة الأسد حاليا-محافظة الرقة )

 إلى الرحبة(قرب الميادين حاليا)

 آخذين إلى سقي الفرات وأطراف العراق 

حتى ينتهي حدهم قبله بشرق (الفرات)

إلى الوشم (نجد) 

آخذين يساراً إلى البصرة (العراق)

وينظم إليهم خالد حمص وخالد الحجاز(377)

ومن هذا يستدل 

أن بدو بني خالد ينتقلون من مكان لآخر على هذه المساحة

 ولا فرق بني خالد حمص وخالد الحجاز


وتقسيم بعض مؤرخي الأنساب لبني خالد 

إلى قسمين – خالدحمص وخالد الحجاز – 

هو تقسيم جغرافي لأماكن تواجدهم

 وفيما عدى ذلك 

فإنهم أينما حلوا وارتحلوا ومهما تحالفوا وتخالطوا واندمجوا

 فهم قبيلة واحدة تنتسب إلى خالد بن الوليد (رض) من بني مخزوم،


أما القبائل الأخرى الداخلة في حلف آل فضل مع بني خالد

فهم 

بنو زيد من سعد العشيرة من القحطانية 

وبنو صخر بطن من جذام من القحطانية 

وبنو عنزة بطن من أسد ديارهم عين التمر 

وبنو كلاب بطن من عامر بن صعصعة 

وبنو لام بطن من طي من القحطانية 

وعشائر أخرى غير ما ذكرنا(378).


إن المصاهرة بين مهنا بن فضل الخالدي وفضل بن ربيعة الطائي

 ثم تحالف بني خالد مع آل فضل 

وما نتج عنه في تسنم مهنا الخالدي لإمارة أحد فروع آل فضل 

كما أشرنا فيما تقدم


جعل وقائع وأخبار الأمراء من أبناء وأحفاد مهنا المذكور 

متداخلة مع أخبار ووقائع آل فضل 

وما يذكر عن تاريخ أحدهما يعني ضمناً ذكر تاريخ الآخر


إذ أن العلاقة بينهما توطدت وازدادت رسوخاً 

خلال المدة الطويلة من عمر الحلف

 التي عاش فيها الحليفان بانسجام ووئام

 إلى أن تفرق هذا الحلف وانفصلت أكثر العشائر عنه.

2- حلف خالد جبشه(379)

مالت فروع من بني خالد نحو العراق

 في القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي

وقد جاءت مجتمعة وبزعامة الشيخ صافي بن دغيم الخالدي

 ونزلت في أنحاء الرماحية

وفي ذلك الوقت كانت هذه المناطق وما جاورها

 بما فيها من عشائر تحت نفوذ وسلطة مهنا بن علي(380) الخزعلي

فأكرم مهنا وفادتها 

وأقطعها أرضاً زراعية على عمود نهر الرماحية 

بجوار أراضي عشائر جبشة

بحكم هذا الجوار تحالفت مع جبشة

 وامتتزجت بعشائرها امتزاجاً كلياً 

وصار لا يذكر اسمها إلا وهو مقروناً باسم جبشة

فيقال (خالد جبشة) 

ومنذ ذلك التاريخ صارت جبشة في الراية وفي النخوة 

وهي لا تزال حتى اليوم تنتخي بـ (منصور) نخوة عموم عشائر جبشة(381)

وكتمت ونست نخوة بني خالد وهو (هبوس) أو (هباس)

وكذلك فإن الأجيال الجديدة منها نشأت وهي تعرف نخوة الحلف 

وتنتخي بها وتجهل نخوتها الأصل 

حتى زمن كتابتنا لهذه الدراسة

مع أن الحلف أصبح لا وجود له على صعيد الواقع.

كان حلف جبشة يتكون من مجموعة من العشائر 

متباينة في النسب متحدة في الرأي والراية 

وحدتها المصالح الآنية المشتركة

وهذه العشائر هي:

كعب وبنو سلامة وبنو عارض وطفيل وخفاجة

والبو هيل – بالتصغير – والسادة العجام وغيرهم،


أما عشائر من بني خالد التي دخلت هذا الحلف 

بعد استقرارها في الأراضي التي كانت تشغلها عشائره


فهي الدغفل والمعيان – بتشديد الياء – 

وآل سنيد ويقال لهم السنيدات أيضاً

 والبو مطر والثواير والبو صبي والبو مسيجة والحسني

وكانت معها فرق من عشائر أخرى 

ولكنها تعد من بني خالد 

جاءت مجتمعة معها في نفس الوقت ودخلت حلف جبشة أيضاً

وهذه العشائر هي:

النهيرات وآل جودة – بضم الجيم – وبني منصور وآل عيسى

 وآل نوام – بفتح النون وتشديد الواو–


وقبل أن تدخل هذه العشائر ومن معها حلف جبشة 

كانت عشائر الحلف تنتشر مساكنها على معظم الأراضي 

الواقعة في الجهة الغربية من فرات الديوانية


وفي ذلك الوقت كانت منقادة لرؤساء الخزاعل 

تلتزم منهم الأراضي الزراعية وتأتمر بأمرهم

وهكذا استمر الحال 

بعد دخول العشائر التي ذكرناها فيما تقدم إلى الحلف

 ولفترة من الزمن ثم تغيرت الأحوال

 بسبب تحول مجرى فرات الحلة/ ديوانية عن مجراه سنة 1113 ﻫ(382)

فجفت أراضيهم مما اضطرهم إلى تركها 

والتحول عنها متفرقين إلى فرات الهندية 

الذي تحولت إليه معظم مياه الفرات آنذاك

وهذا التفرق كان البداية لتفكك هذا الحلف 

وتشتت العشائر المكونة له 

وظهور عجزه عن لملمة هذا التشتت

 بعد أن زالت المصالح المشتركة لعشائر الحلف 

وارتحل كل منها إلى المكان الذي يحصل فيه على أراضي مروية

فاتجهت عشيرة طفيل إلى منطقة الكفل واستقرت فيها

وعشائر أخرى من الحلف صارت تنتقل في مقاطعات نهر الشامية 

المتفرع من فرات الهندية بحثاً عن أراضي مروية 

حتى استقرت أخيراً 

في مقاطعة الحمام بتشديد الميم في بزايز نهر الشامية 

ومنهم كعب


كذلك فإن فروع من بني خالد في الحلف 

توجهت إلى فرات الشامية

ولكن الحكومة التركية آنذاك طاردتها وشتتها 

بسبب مساندتها للخزاعل ضدهم

ونزل الباقون من عشائر جبشة

وهم بنو سلامة وبنو عارض وخفاجة والبو هليل على فرات الشنافية


وفي ذلك الوقت إنظم إلى هذا القسم من جبشة

 آل عياش وهم من الدهاشة من عنزة

بانظمام آل عياش إلى جبشة 

صارت هذه المجموعة تعرف باسم (جبشة وعياش)

 بعد ما كانت تعرف باسم (خالد جبشة)

ولم يقف التدهور الذي أصاب الحلف عند هذا الحد

 بل استمر التفكك والتشتت والتباعد بين العشائر 

التي كانت مجتمعة فيه

 بسبب التغييرات الاجتماعية والاقتصادية

 وتحولات مجرى الفرات 

وثقل أعباء التزامات الأراضي 

وعبىء إحياء الأنهار الرئيسية التي كانت تطمرها الفيضانات

 وغير ذلك مما كان يحدث 

في ظل التسلط الأجنبي على قطرنا في القرون الماضية

وهكذا إنهار هذا الحلف ولم يبق منه إلا اسمه وذكره

ومن نتائجه الضارة 

إن فصائل صغيرة من فروع خالد التي كانت فيه 

تشتت واندمجت مع عشائر أخرى غير عشيرتها الأصل

فأدى ذلك إلى غموض هويتها

 فوجدت نفسها منسوبة إلى عشيرة هي ليست منها(383)

والأدهى من ذلك

 أنها مسجلة في سجل الأحوال المدنية بلقب تلك العشيرة خطأ

وقسم من هؤلاء ينتابهم الخجل عندما يقدمون على تصحيح ألقابهم

أقول لا مبرر للخجل والتردد في معالجة هذه الحالة

وليحتل المرء بالجرأة والإقدام لحسمها

فتصحيح الخطأ واجب لا مناص منه إن عاجلاً أو آجلاً.


3- حلف الداينية ودخول البو مهدي من بني خالد فيه:

من أحلاف بني خالد في العراق حلف الداينية(384) 

تأسس في بداية القرن التاسع عشر الميلادي

وهو حلف ضم عدة عشائر

ومنها 

عشيرة البو مهدي وهم من بني خالد من آل عريعر

 ينتسبون إلى جدهم 

بزيع بن عريعر وبني خالد من بني مخزوم من العدنانية

إن عشائر هذا الحلف تسكن في قضاء بلدروز وما جاورها

وقد دخلت هذا الحلف عدة عشائر وهي:

1- البو محب والرؤساء فيهم (بيت صريم) 

    وهؤلاء من زبيد (البو سلطان).

2- البو مهدي رئيسهم الشيخ مستر كاظم المروح 

   وهم من بني خالد وصلاتهم بعشائر بني خالد مستمرة.

3- الحلوف رئيسهم جواد كاظم الجواد وهم من الفضول من بين لام.

4- الفريجات رئيسهم علوان المحمد البراك 

    وهؤلاء زبيد من (البو سلطان).

5- الأركية رئيسهم برج الحسن ويدعون أنهم من عبادة.

6- الزردكية رئيسهم خليل البراهيم وهم (سادة).

7- المحيات رئيسهم نجرس السالم وهم (أصل الداينية) 

   ومنه الهريطان في أنحاء ربيعة(385).

وقد امتزجت هذه العشائر فكونت قوة مكنتها من غزو عشيرة بني عز 

التي كانت تسكن هذه المنطقة قبل قدوم عشائر هذا الحلف إليها

وقد تغلب حلف الداينية على بني عز في معركة جرت بينهما

وبعد هذه المعركة استقرت عشائر الحلف (الداينية) في مكانها 

واستمر سكنها فيه لحد الآن


وبعد هذا الانتصار ازداد تماسك الحلف 

بعد أن أكسبهم قوة ومنعة في المنطقة 

كما ازداد اعتزاز المتحالفين به

ولذلك تغلب اسم الحلف (الداينية) على اسم العشائر الداخلة فيه 

فأصبح الانتساب لاسم الحلف بدلاً من اسم العشيرة الأصل

واستمر الحال كذلك في فترة قدرة الحلف على تحقيق مصالح نسبيه 

بعدها ضعف ثم انهار سنة 1958 م

بعد هذا التاريخ تفكك 

وأصبحت كل عشيرة من العشائر الداخلة فيه لها كيانها واستقلالها 

ولم يبق من هذا الحلف إلا اسمه

 الذي ظل يلاحق الأفراد من العشائر 

التي كونته بلقبه في هوياتهم وعناوين وظائفهم وعناوينهم الشخصية


وفيما عدا ذلك فإن كل عشيرة كانت ضمنه 

ولكل فرد من أفرادها يعرف نسبه وعشيرته الأصل التي ينتسب إليها 

فصار ولاؤه وانتسابه إلى عشيرته الأصل

ولكن الرجوع إلى الانتساب 

إلى النسب الحقيقي للعشيرة قبل امتزاجها بالحلف

يحتاج إلى توعية وتنبيه الجيل 

الذي شب على معرفة انتسابه لاسم الحلف 

ويجهل انتسابه للأصل

 تنبيه إلى واقع الحال الذي لجأ الآباء والأجداد إلى التحالف 

وأسباب انتفاء الحاجة له في زماننا هذا 

ويتطلب ذلك تصحيح الهوية والتمسك باسم العشيرة الأصل.


محاسن ومساوئ الأحلاف


إن المغريات التي تشجع على التحالف بين القبائل

 تحجب عنها في البداية النظر 

إلى الأضرار التي ستلحق بها في المستقبل البعيد

ومن المغريات التي تشجع على التحالف بين القبائل 

احتماء القبائل الضعيفة بالقبائل القوية 

والتخلص من الضغوط والتجاوزات 

التي تقع عليها من القبائل الأخرى

 يضاف إلى ذلك الأمل في تحقيق مغانم ومكاسب مادية ومعنوية 

كالحصول على المراعي الوافرة العشب والأراضي الخصبة المروية 

لاستقرار الحلفاء والعيش الرغيد الآمن فيها 

والظهور بمظهر الهيبة والاحترام بين العشائر المجاورة


وقد أدى هذا الاتجاه في التحالف

 إلى ظهور قبائل غير متجانسة في أنسابها 

ولكنها مندمجة ببعضها البعض بسبب اعتزازها بالحلف 

مع أنها لا تنتسب إلى نسب واحد

ويزداد هذا الاندماج بزيادة تحقيق المصالح المادية والمعنوية 

ويترسخ كلما مرت فترة أطول على قيام الحلف


وإذا كتب له البقاء مدة طويلة

 فإن الأجيال الجديدة التي نشأت في ظله

 ستنسى انتسابها إلى العشيرة الأصل 

وتنسى اسمها ونخوتها 

وتضيع صلاتها بالعشائر التي ترتبط معها بصلة النسب

وتبقى في حالة انفراط عقد الحلف بعد مدة طويلة تائهة 

لا تستطيع تلمس الطريق الذي يوصلها إلى من تنتسب إليه في الأصل

وهذا يدل على 

أن للحلف مساوئً وأضراراً لا تراها العشيرة عند الشروع بدخوله 

وتبقى كامنة تغطيها حلاوة المكاسب الآنية

ولكنها ستظهر إن عاجلاً أو آجلاً عندما يتفكك الحلف

 ويصبح عديم الفائدة 

عاجزاً عن لملة شتات وبعثرة العشائر التي كانت فيه

وإذا حصل هذا التفكك

 فإن الأضرار ستنصب على العشائر الصغيرة والضعيفة

 التي كانت تعتمد على قوته وحمايته


فتعود إلى الاعتماد على الذات وبناء نفسها من جديد 

ويتحتم عليها إصلاح الخلل الذي أصابها من جراء ضياع هوية النسب 

بالرجوع إليه والتمسك به رسمياً وعشائرياً

وينطبق هذا على العشائر التي غلبت اسم الحلف على اسمها الأصل

 وصارت تسمى باسمه وتنتخي بنخوته وتستظل برايته

وذهبت أبعد من هذا

 فوثقت انتسابها للحلف بدلاً من الأصل 

وتلقبت باسمه في سجلات الأحوال المدنية

وبذلك تكون قد قطعت الصلة الرسمية والنسبية بأصلها 

وانحازت للحلف انحيازاً أعمى لا مبرر له 

ونسيت صلة ذي القربى بما يرضي الله ورسوله 

ويمتن أواصر المودة والتعاون على البر والتقوى

سيما وإن الحاجة للأحلاف زالت في زماننا

وتمدنت وتحضرت عشائر كثيرة في ظل الحكم الوطني 

الذي وفر الأمن وسيادة القانون والاستقرار 

والعدالة والمساواة بين المواطنين(386).

(370) (أ. ﻫ): النخوة هي كلمة أو جملة معينة ترمز للعشيرة 

يرددها رجالها في المعركة والشدة لإثارة حماس من يسمعها منهم 

لينحاز إلى قبيلة ويستبسل في القتال معها.

(371) الحمداني: سبائك الذهب ص66 والقلقشندي: نهاية الأرب ص299.

(372) سعيد: آل ربيعة الطائيون ص43-44.

(373) الصيادي: الروض البسام ص10.

(374) السامرائي: القبائل العراقية ج1، ص274.

(375) النبهاني: التحفة النبهانية ص46-47.

(376) القلقشندي: نهاية الأرب ص98، ص113، ص132، ص160.

(377) القلقشندي: قلائد الجمان للتعريف بقبائل عرب الزمان ص77.

(378) سعيد: آل ربيعة الطائيون ص68-78.

(379) الساعدي: دراسات عن عشائر العراق ج1، الخزاعل ص15 وج2، ص46.


(380) (أ. ﻫ): مهنا بن علي: هو أول أمير من الخزاعل

 يظهر اسمه مدوناً في التاريخ سنة (1032 ﻫ/
1622 م) إلى جانب الوقائع والمعارك التي خاضها 

وهو يقود عشيرته في صراعها ضد الأتراك.

(381) الساعدي: دراسات عن عشائر العراق ص46.

(382) الساعدي: دراسات عن عشائر العراق (الخزاعل) ص18 

(إن السلطات التركية عمدت إلى سد نهر ذياب- فرات: حلة/ ديوانية – 

لكبح تمرد الخزاعل بزعامة شيخهم سلمان بن عباس ضدهم).

(383) (أ. ﻫ): من خلال جولات البحث الميداني تبين لي

 أن فصائل من بني خالد 

ألحقها بعض مؤرخي الأنساب إلى عشيرة الجبور في محافظة بابل 

لأنها تسكن بجوارهم 

وهناك حالات مشابهة لفصائل أخرى من بني خالد 

ألحقت بالعشائر التي تسكن معها في منطقة واحدة 

ولكنهم صححوا ألقابهم وتمسكوا بإنتسابهم الصحيح في الفترة الأخيرة.

(384) السامرائي: القبائل العراقية ج1، ص234 قال عن هذا الحلف 

(سمي هذا الحلف بالداينية لأنهم أقسموا بالله وبالإيمان الغليظة ليقتلوا (بني عز) الذين اعتدوا عليهم ونهبوا أموالهم وفعلاً أبروا بإيمانهم فقتلوا من بني عز 95 رجلاً وثمانية نساء وكانت الحادثة قرب أمام منصور).

(385) العزاوي: عشائر العراق ج4، ص206.

(386) (أ. ﻫ): يذكر على سبيل المثال لا الحصر من الأحلاف التي تفرقت 

وأصبحت أن بعض حلف آل فضل وحلف خالد جبشة وحلف الداينية.




http://www.banyoqail.com/vb/showthread.php?t=67