الدكتور حكيم العبادي
أنا لا أحب الحديث في السياسة ... ولا في الدين ... واعتبرالحلف المشؤوم الناتج عنهما هو سبب تخلف الأمة ... ولكنني أجبرت على كتابة هذا الموضوع لصلته العميقة بالمثقف ودوره في المجتمع.
لا أريد أن أسهب في تعريف المثقف ... ولا أريد أن اضيع وقتي ووقتكم بما قيل فيه ... وما يؤمل منه ... وكل ما سوف أتناوله لا يتعدى الملاحظات العامة .
من أبرز معاني المثقف في لغة العرب هو الرمح ... إذ يقول عنترة بن شداد في معلقته :
ومدجج ٍ كره الكماة ُ نزالـَه ... لا ممعن هربا ً ولا مستسلم ِ
جادت له كـَفـَّي بعاجل ِ طعنة ٍ ... بمثقف ٍ صدق الكعوب مقوَّم ِ
فشككت بالرمح الأصم ثيابه ... ليس الكريم ُ على القنا بمحرم ِ
وثـَقـَّفَ الشيء : سـَوَّاه ُ وعـَدَّلـَه ... وسُمِّي الرمحُ مثقفا ً لأنه يتصف بالإستقامة ...
وإستقامة الرمح صفة ضرورية تضمن إنطلاقه بسرعة ليصل أبعد ما يمكن وأقوى ما يمكن ، إذ يفقد الرمح تأثيره ما لم يكن مستقيما ً...
حيث تكون الطعنة أكثر نفوذا ً كلما كان مركز ثقل الرمح متحركا ً يثبات على خط الانطلاق المستقيم دونما اهتزاز ... وهذا من مباديء الفيزياء التي أعشق .
من هذا نستنتج أن من صفات المثقف أن يكون مستقيما ً ... ليكون قويا ً قادرا ً على التأثير في مجتمعه وفي وسطه ...
فالثقافة ليست في كثرة القرائة ... وليست في نيل الشهادات ... وليست في كم المعرفة المكتسب ...وليست في التحذلق واللعب بالكلمات ... الثقافة سلوك واستقامة وهدف وتمكن قبل هذا وهذا وذاك .
مارس المثقفون العـرب ، دورالنموذج السيء للمثقف طيلة التأريخ العربي والاسلامي ...خدمة ً للسلاطين كمزيفين ومُدَلـِّسين ومحرفين للحقائق ... أو معارضين مهرجين ومطبلين سُوقة ...وصنف ثالث سذج اغبياء يرددون دون وعي ولا حكمة ما قاله غيرهم من أصحاب الاهداف ...إلا ّ ما ندر طبعاً ...حيث أفرزت الثقافة العربية قامات ٍ شامخة بوعيها واستقامتها وتضحيتها ونبلها ومقاومتها أعتى رياح التسلط وأحابيل الإغواء .
من الأمثلة القريبة التي تبين تأثيرالكلمة مقروءة أو مسموعة في التأثير على الناس...
كما تبين سعي السلطات المحموم للتدليس من ناحية ثانية ... وتبين تأثير الإغراء وشراء الذمم والرضوخ للضغوط من قبل بعض المثقفين من الناحية الثالثة ...
ما مورس ضد الكاتب أحمد حسين هيكل في كتابه : ( قصة حياة محمد ) في منتصف القرن المنصرم ...
حيث اضطر إلى حذف كلمة واحدة من الطبعة الثانية من الكتاب بثمن مسبق وهو شراء 5000 نسخة من الطبعة الثانية للكتاب من قبل المملكة العربية السعودية ( القصة اشهر من قصة قيس وليلى لمن يبحث عنها ) ...
فالفرق بين الطبعتين الأولى والثانية كلمة واحدة فقط لا غير ...
كان نصف ثمنها هو ثمن 5000 نسخة من الكتاب ... ونصفه الآخر شرف الكاتب وسمعته وأمانته .
كان المعلم في العراق يقوم بهذا الدور في القرى التي يعمل فيها ...
ومع ان المعلم في العراق في الربع الأول من القرن العشرين كان من خريجي الدراسة الابتدائية ...
ويتعين معلما ً بموجب إرادة ملكية ... إلا أنه كان يمارس دورا ً ثقافيا ً كبيرا في القرية ... وكان يحظى برعاية شيوخ القرى ووجهائها واحترامهم ... وكان مجلسه قرب الشيخ دائما ً ... ويمارس عمله كمستشار للشيخ في أغلب الأمور ...
وما يقوله يعتبر من المسلمات
( أسست دار المعلمين العالية في العراق سنة 1923
بأربعة أنظمة يعرفها المهتمون بتاريخ العراق الحديث وهي 4 و5 و 6 و7 سنوات بعد الدراسة الابتدائية ...
والفرق بينها كان درجة واحدة في التعيين ، أي : ثلاثة دنانير لكل سنة في المرتب عند بداية التعيين ، كما يوجد إختلاف في الدرجة النهائية في سلم الرواتب ...
وقد تم تخريج الدفعة الأولى سنة 1927 حيث توقف العمل بنظام الإرادة الملكية إلا للوساطات الكبيرة ).
جئت بهذه الأمثلة لتتبينو أهمية دور المثقف ، أو المتعلم ، أو من يـُفترض به أن يقوم بهذا الدور منهما في المجتمع العربي ...
حيث أن أي كلمة يسمعها الأنسان البسيط من هؤلاء تترسخ في الذهن كحقيقة ثابتة لا يجادل فيها إلا متعنت ...
مما يفرض عليهم أن يحسنوا القول ... ويتحروا الصدق والحقيقة والدقة فيما يقرأون ويسمعون وينقلون ...
وأن يتمتعوا بقدر كبير من الوعي ...
وإلا كانوا كالرماح العُوج ... وهذا هو السبب الرئيسي لانحطاط الثقافة العربية للأسف ... فرماحها ليست مستقيمة .
كنت البارحة في دعوة عشاء ... حضرها أحد أساتذة التاريخ الاسلامي ، ممن يتصدون للكتابة وشؤون الثقافة ...
والرجل صديق لصاحب الدعوة ... كما حضرها عدد آخر من المدعوين من الجنسين ...
ولأن الحديث شجون فقد جرى شرقا ً ومغربا ً ...
وكان لا بد من التعريج على زيارة الحسين والسير مشيا ً الى كربلاء التي تجري في العراق هذه الايام ...
ومع اني لا أحبذ هذه الأحاديث إلا أن الرجل كان متحمسا ً فقررت أن أسمع منه بصفته مختصاً ...
بدأ الرجل حديثه بعبارة : ( نحن العراقيون ، قتلنا الحسين ونبكي عليه !!! ) ...
فأدركت فورا ً ضحالة ثقافته ... عامدا ً أو غافلا ً...وقد آلمني حقا ً وجود طائفة غير عراقية من المدعوين ... أغلبهم يعرفونني ويعرفون مدى استماتتي في الحق ... وانكاري لكل باطل مهما كان ... ويعرفون ان سكوتي بمثابة الموافقة مني على ما يقول ....
لذلك قررت أن لا أضيع وقتي ووقت الاخرين ... وأن أصحح له هذا المفهوم الذي ردده المسلمون دون وعي لقرون طويلة قاربت 14 قرنا ً بما فيهم أدعياء الثقافة والمتطفلين عليها ...
وكان ردي هو موضوع هذا المقال .
الان دعونا نفكر بهدوء أولا ً ثم نسأل :
من قتل الحسين بن علي ؟؟؟؟
ومن إرتكب جريمة كربلاء البشعة ؟؟؟
ومن نـَكـًّل قبلها بعلي بن ابي طالب وأذاقه المر في العراق ؟؟؟؟
ومن دفع الحسن الى الصلح مع معاوية ؟؟؟ هل كانوا اهل العراق ؟؟؟؟
لقد قتل أهلُ الكوفة الحسين بن علي وأخوته وأطفاله وأصحابه واستباحوهم ، لا خلاف في هذا ...
ولكن هل أهل الكوفة من العراقيين ؟؟؟ .
سندرس معا ً حيثيات القضية قبل أن نـُصدر الأحكام ... وسأجعلها نقاطا ً لكي تسهل عليكم متابعتها أوالتعليق عليها :
أولا ً: من هم أهل الكوفة ؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دعونا نتأمل بناء الكوفة .... ونراجع ظروف نشوئها ... ونتحرى سكانها .
جرى التقليد الاسلامي خلال الفتوحات أن تؤسس معسكرات كبيرة لسكن الجيش بعد الفتح ، تستوعب الجيش الفاتح القادم من الجزيرة واليمن وحضرموت ....والذي سيقوم ( بمسك الأرض ) في اللغة العسكرية ...
تتحول هذه المعسكرات تدريجيا الى مدن ... وقد سميت هذه المدن ب : ( الثغور ) ...
والغاية منها أن تكون قريبة من أراضي العدو في البلاد المفتوحة فتقوم مقام الحجابات للجيش ... تتحرك في حالة تجمع العدو ثانية ومهاجمته الدولة الاسلامية ... فتمتص صدمة الهجوم ... وتعيق تقدم الاعداء حتى يستعد الناس في الداخل فلا يؤخذون على حين غرة ...
كما أنها تقوم مقام نقطة التحشد و الانطلاق ، في أي هجوم قادم عند التوسع في الفتح نحو اراض ٍ جديدة ... وواضح جدا ً ما لهذه الثغور من دور معقد لكثرة فوائدها العسكرية .
بعد فتح المدائن ( عاصمة بلاد فارس أنذاك ) عام 17 للهجرة ... كتب القائد سعد بن ابي وقاص للخليفة عمر بن الخطاب بأنه سيبني معسكرا كبيرا يلائم جيش الفتح ...
فالمدائن لا تلائم الإبل التي ترافق الجيش ... حيث تفضل الإبل المناطق الصحراوية ...فوافقه على ذلك ...
فتم إختيار منطقة الكوفة لملائمتها ...
فهي قريبة من المدائن أولاً... وتقع بينها وبين جزيرة العرب ثانيا ً... كما أنها تقع على حافة الصحراء ثالثا ً ... ووجودها قريبة من مصدر للمياه هو نهر الفرات رابعا ً (هذه الصفات تكررت في البصرة قبل هذا التاريخ بفترة قصيرة ) ...
وستتكرر في الفسطاط في مصر...وفي جميع المدن التي تم إنشائها في البلاد المفتوحة ...
حيث قام سعد بتقسيمها الى 16 رَّبـْعا ً ... أسكن كل قبيلة من القبائل التي تشكل كتلة الجيش الفاتح في رَبْع منها ( الربع هو الحَيّ في بعض معانيه في العربية ) ...
وكانت هذه القبائل من سكان اليمن وحضرموت والحجاز ... ولم يكن بينها عراقي واحد على الاطلاق ...
حيث أنه من غير المعقول أن يترك العراقي بيته لينام في المعسكر ... فهذا المعسكر إنما أنشيء سكنا ً للغرباء عن البلد ...
والموضوع يشبه تماما ً الاقسام الداخلية وبيوت الطلبة في زماننا هذا ...إذ من غير المعقول أن يترك الطالب بيته ليسكن في القسم الداخلي ... فهذا القسم إنما هو لأبناء المدن الأخرى ... كما أن العراقيين كانوا على دينهم الأول حينها وهو المسيحية .
أحاطت بالمعسكر الرئيسي ( الذي سيصبح مدينة الكوفة ) 24 قرية لبقية الجيش .... سكنتها القبائل التي تملك عدداً كبيرا ً من الجمال كقبيلة كندة مثلا ً ... حيث تحتاج الإبل لفضاء أوسع ومساحات أكثر إمتدادا ً .
كان أقرب مسكن للعراقيين يقع في الحيرة التي تبعد عدة أميال عن الكوفة ... وكانوا من المسيحيين العـِباديين و المناذرة ...
ولا علاقة لهم بالكوفة لا من قريب ولا من بعيد ... حتى انهم لم يكونوا من المسلمين ...وهؤلاء هم قوم ( عَدي بن زيد العبادي )
وهم غير قبيلة العباديين ( عبادة ) العقيلية الكعبية القيسية المضرية النزارية العدنانية ...
والذين ينتسبون ل ( عبادة بن عقيل بن كعب ) ... حيث أن هؤلاء دخلوا العراق مع رهطهم بنو عقيل وبنو كعب في وقت لاحق
حيث أسقطوا الدولة الحمدانية في الموصل وحلب واستولوا عليها وأسسوا إمارتهم فيها وفي الجزيرة في حين كان أبناء عمهم بنو كعب قد سبقوهم بسكن الاحواز .
تم دخول بعض الموالي لهذه المدينة كسبايا وعبيد ...
ثم دخلها بعض العراقيين لاحقا ً كحرفيين وصُنـَّاع وأصحاب متاجر منتقلين من الحيرة لغرض الارتزاق ..
وذلك بعد اتساع المدينة ...
لكنهم لم يكونوا مقاتلين ولا مؤثرين ولا مَعـْنـِيـِّيـن بذلك النظام العسكري القائم على قوة القبيلة أساسا ً... والذي يمارس الحرب للعيش والارتزاق ، بالغزو سابقا ً وبالفتح لاحقا ً .
هؤلاء الصحراويون من القبائل التي سكنت الكوفة كانوا يمارسون لعبة الاقتراب والابتعاد عن السلطة حسب مصالحهم وعطاياهم ورضاهم عن الولاة ...
فكانوا يثورون أحيانا ً كما حصل مع عثمان حين ثاروا عليه وقتلوه (بمشاركة أهل البصرة وأهل الفسطاط ) ...
وكان شيوخهم ورؤسائهم ، هم من يحدد رضاهم وسخطهم ...
لذلك كان الحاكمون يحاولون شراء ذمم هؤلاء الرؤساء وتقريبهم وإغداق العطايا عليهم لكسب سيوف أفراد القبيلة .
لم تبلغ الكوفة درجة النضج كمدينة ...
وكانت لا زالت معسكرا ً فـَجـّا ً ، خشنا ً ، حديث النشوء ، يفتقد مجتمعها وعي التمدن وثقافته ...حين صارت عاصمة لخلافة علي بظروف قاهرة معروفة ...
فقد سارت عائشة بجيشها ، يرافقها طلحة والزبير الى البصرة ...
ولما كان وفد أهل ( الكوفة ) ممن بايع عليا بعد مقتل عثمان في المدينة ... كان لزاما على علي اختيارها مركزا ً لجيشه وعاصمة لحكمه ....لأنها تحوي نصف القبائل المقاتلة التي قدمت من الجزيرة الى العراق ...
حيث كان نصفها الآخر قد أصبح مع عائشة في البصرة ... كما أنها المدينة الأقرب من مدن الجند للشام حيث جيش معاوية .
لكن سكان هذا المعسكر – المدينة ، سرعان ما انقلبوا على عَلـّي الذي لم يأتهم بما كانوا ينتظرون ...
فعـَلـّي لا يـُماليء على باطل ... وليست لديه عطايا ولا هدايا ... والجميع سواسية عنده ، كبيرهم وحقيرهم ...
وهذا لا يـُرضي شيوخ هذه القبائل الذين أتقنوا لعبة التقلب وبيع المواقف والسيوف ...
وهكذا فسرعان ما بدأت الانشقاقات على عـَلـّي ... وقد بدأت احتجاجاتهم واضحة بعد معركة الجمل مباشرة ...
حين منعهم علي من سلب المنهزمين من أصحاب عائشة وسبي نسائهم ...
فصَرَخَ قائلهم بوجه علي : ( أتحلل علينا دمائهم وتحرم اسلابهم و نسائهم ؟؟؟) ...
إذن هذا ما كانوا ينتظرون ... وقد خاب رجائهم بعلي ...
ومنذ هذه اللحظة ستبدأ معاناة علي معهم ... وسيعملون على تعطيل حكمه ما دام فيهم .
ثانيا ً : الحسين كان مقتولا ً حين وصل كربلاء !!!!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في كربلاء تـَم َّ تنفيذ حكم القتل في الحسين وآل بيته ... هذا صحيح ... ولكن متى تـّم َّ إصدار هذا الحكم ؟؟؟؟ .
حين أرسل يزيد رسوله يطلب من ابن عمه أمير المدينة ( الوليد بن عتبة بن ابي سفيان ) بأخذ البيعة ليزيد من الحسين وعبدالله بن الزبيربأي ثمن أو قتلهما ... أرسل هذا في طلبهما ... فذهبا معا ً نحو قصر الوليد ...
وفي الطريق سأل عبدالله بن الزبير الحسين عَمـَّا يمكن أن يكون السبب في استدعائهما ؟؟
فأخبره الحسين بشكـِّه بأن معاوية قد هلك ... وأن يزيد قد صار الخليفة ... وأن الوليد يريدهما للبيعة ...
فقرر عبدالله بن الزبير أن يعود ويخرج من فوره إلى مكة للإحتماء بها ...
أما الحسين فليس ممن يخشون موقفا ً ... وليس ممن يتحاشون المواجهة ... فاصطحب معه بعض اخوته وابنائه وابناء عمومته وذهب ليقابل الأمير ... وحين طلب هذا بيعته ... قال له : ( يا وليد : ليس مثلي من يبايع في السر ... إجمع الناس غدا ً وسنرى ما يكون ) فسمح له في الخروج في موقف يحسب للرجل ...
وقيل في تفسير هذا ان الوليد كـَر ِه َ أن يرتكب إثم قتل الحسين ... وأيـّا ً كان السبب فإن الحسين حين خرج جمع أهله وعياله وارتحل نحو مكة .
حين جاء مروان بن الحكم وعلم بالقصة وَبـَّخ الوالي وعنـًّفه وقال له لقد تركت الحسين يفلت وكان عليك أن تقتله !!! ...
وهكذا أصبح الحسين مُطاردا ً منذ هذه اللحظة ...وانطلق السهم الأموي متعقبا ً أثره ...
وكان على الصدفة فقط أن تحدد أين سيصيبه ذلك السهم بمقتل .
في الطريق إلى مكة جاءت رسل أهل الكوفة ... فغير الحسين وجهته ... وباقي القصة معروف جيدا ً.
إذن فالحسين نظريا ً لم يقتل في كربلاء .... الحسين قـُتـِلَ في اللحظة التي صار فيها يزيد خليفة للمسلمين ...
فرجل كالحسين لا يمكن أن يبايع يزيداً وتحت أي ظرف كان ... ولا يمكنه أن يعطي يده لمثل يزيد ...
كما أن يزيد ليس ممن يتصفون بالحكمة والتعقل والمروءة والنبل ناهيك عن معرفة الدين ...
وهكذا فقد تم إتخاذ القرار بقتل الحسين ... وبقي اختيار مكان التنفيذ وساعته وتسمية الجلاد ...
لأن َّ الحسين سوف لن يبايع ولن يتنازل مهما حصل ...
وهكذا شاءت الظروف أن يكون جند الكوفة وقبائلها التي فتحت بلاد فارس هي الجلاد ...
وقد ساعد وجود علي بينهم في السابق وقتالهم معه في صفين في إحكام خديعة الحسين واستدراجه الى مذبحه.
ثالثا ً : من هم جلادو الحسين وآل بيته ؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دعونا الآن نرى من شارك في قتل الحسين ؟؟؟...
ومن كانوا في قيادة الجيش ؟؟؟
ومن هم رؤساء القبائل الذين قتلوه مع قبائلهم ؟؟؟ .
وهل كانوا من أهل العراق ... كما يزعم الحاقدون أو الفارغون أو المدلسون ؟؟؟ .
1. والي الكوفة هو : عبيدالله بن زياد بن ( ابيه) او ( ابي سفيان )... ووالده هو ( زياد بن ابيه ) الذي ألحقه معاوية بنسبه وقصته ونسبه وسيرته معروفة .
2. قائد الجيش هو : عمر بن سعد بن ابي وقاص الذي كان أبوه قائداً لجيش الفتح في القادسية ... قرشي زهري غني عن التعريف .
3. نائب قائد الجيش وقائد الميسرة هو : شمر بن ذي الجوشن بن شرحبيل بن معاوية ...ويكنى بأبي السابغة ... والسابغة هي الدرع الطويلة ... وهو من بني كلاب ... وهي قبيلة قيسية مضرية من أهم وأعتى قبائل ثقيف والعرب
ومنها ميسون بنت بحدل الكلابية زوجة معاوية وأم يزيد ... التي تركت قصرها في دمشق حنيناً لأهلها وبيتها ووطنها قائلة ً :
لبيتٍ تخفق الأرياحُ فيه *** أحبُّ إلـَيَّ من قصرٍ منيف ِ
ولبس عباءة ٍ وتقرُّ عيني *** أحبُّ إلـَيَّ من لبس ِ الشفوفِ
وأكل كُسيرةٍ من كسرِ بيتي *** أحبُّ إلـَيَّ من أكل ِ الرغيفِ
وأصوات الرياح ِ بكل ِّ فـَج ٍّ *** أحبُّ إلـَيَّ من نقر ِ الدفوف ِ
وكلب ٍ ينبح ُ الطـُرّاق َ دوني *** أحبُّ إلـَيَّ من قط اليف ِ
وخرق من بني عمي نحيف ٍ *** أحبُّ إلـَيَّ من علج عنوف ِ
خشونة عيشتي في البدو اشهى *** الى نفسي من العيش الظريف ِ
فما أبغي سوى وطني بديلا *** فحسبي ذاك من وطن شريف ِ
وكلب ٍ ينبح ُ الطـُرّاق َ دوني *** أحبُّ إلـَيَّ من قط اليف ِ
وخرق من بني عمي نحيف ٍ *** أحبُّ إلـَيَّ من علج عنوف ِ
خشونة عيشتي في البدو اشهى *** الى نفسي من العيش الظريف ِ
فما أبغي سوى وطني بديلا *** فحسبي ذاك من وطن شريف ِ
فلما سمع معاوية قولها وهي تصفه بالعلج العنوف ، طلقها وأرسلها إلى أهلها ، وكانت حاملا ً بيزيد فولدته عند أخواله في ثقيف ...
ومن بني كلاب أيضا ً : ( أم البنين ) : أم العباس بن علي وأخوته عثمان وجعفر وعبدالله ... وهي فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية ... والتي تزوجها علي بعد وفاة فاطمة...
حين سأل أخاه عقيلا وهو من نسابي العرب المشهورين عن إمرأة ولدتها الفحولة من العرب يتزوجها لتلد له فارسا كريما...
فقال له نصا ً : ((وأين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس )) ا.ه ...
وتحقق ظن علي... فولدت العباس ومواقفه معروفة ... وقد منحه بن زياد الأمان هو وأخوته على أن يتركوا الحسين فقال : (( أيريدني بن زياد أن أترك حسيناً ... إن أمان الله خير من أمان بن زياد )) ...
وشمرٌ هذا من رؤساء هوازن ... وكان قائدا ً للميسرة ونائباً للقائد العام ...وقد حاول إستمالة العباس بن علي كونه من أخواله ليترك الحسين ... فكان كناطح الصخر .
4. قائد الميمنة هو : عمرو بن الحجاج الزبيدي ... وهو من فرسان زبيد وهي قبيلة من قبائل مذحج اليمانية المعروفة .
5. قائد رَبْع أهل المدينة هو : عبدالله بن زهير بن سليم الأزدي .... وهو سيد أزد اليمن ...والمقصود بالمدينة هنا يثرب ... حيث سكن في هذا الربع أهل المدينة الذين شاركوا سعدا بن ابي وقاص في الفتح ... والأزد من قبائل اليمن التي تفرقت من مأرب بعد خراب السد كما يذكر النسابون والمؤرخون ... ومنهم الأوس والخزرج وقبائل عديدة أخرى كخزاعة ، وعـَكّ التي قاتلت مع معاوية في صفين وغيرها .
6. قائد رَبْع مذحج وأسد : عبدالرحمن بن أبي سبرة الحنفي ... وهو من بني حنيفة وهي من العشائر المرتدة في اليمامة والتي قاتلها خالد بن الوليد ... وبعد انتصاره عليهم اتبعوه وساروا معه لفتح العراق .
7. قائد ربع ربيعة وكندة هو : قيس بن الأشعث بن قيس .... وقصته وقصة والده مع علي والحسن وما بعدهما معروفة ... وهو من كندة ... ووالده من قبيلة كندة التي دخلت مع جيوش الفتح وسكنت حول الكوفة .
8. قائد ربع تميم وهمدان : الحر بن يزيد الرياحي ... وهو الوحيد الذي مال إلى جانب الحسين في موقف يوصف بأنه واحد من أروع مواقف الرجولة والإباء والشرف ... وأنا لا أراه إلا موقفا ً طبيعياً للإنسان الشريف ... وسنرى ما أرمي إليه في مقال آخر من مفاهيم حين أكتب عن دقة المعنى .
9. قائد الفرسان هو : عزرة بن قيس الأحمسي البجلي ... وهو ممن رافقوا خالدا بن الوليد في فتوحات الشام ثم العراق ثم سكن الكوفة .
10. قائد الرجالة هو : شبث بن ربعي التميمي اليربوعي ... وهو شيخ مضر وأهل الكوفة ... كان ممن ارتد عن الاسلام وتبع سجاح المتنبئة ... ثم عاد الى الاسلام ... وهو ممن ثاروا على عثمان ... وهو ممن شهدوا على حجر بن عدي وجماعته عند معاوية فقتلهم ... سكن الكوفة بعد الفتح .
11. زرعة بن شريك ... صحابي دخل مع جيش الفتح ثم سكن الكوفة .
12. عمر بن حريث المخزومي القرشي ... صحابي دخل مع جيش الفتح ثم سكن الكوفة . .. كان على شرطة الكوفة لابن زياد .
13. يزيد بن الحارث بن رويهم الشيباني ... من رؤساء بني شيبان في الكوفة ... من جيوش الفتح .
14. سنان بن انس النخعي ... من جيوش الفتح .
15. حرملة بن كاهل الاسدي ... من بني أسد الذين دخلوا مع جيش الفتح وسكنوا الكوفة .
16. خولى بن يزيد الاصبحي ... دخل قومه مع جيوش الفتح الى العراق .
هذه هي الاسماء التي تناقلتها السير عن قتلة الحسين بن علي وأهل بيته . ... و ليس فيهم من هو من أهل العراق أبدا ً ، حيث أن جميعهم من أهل اليمن والمدينة والحجاز وحضرموت الذين دخلوا مع جيش الفتح و سكنوا الكوفة باعتبارها أحد الثغور أو ولدوا فيها بعد تأسيسها ...
وإذا كنا سنعتبر هذه القبائل لاحقا من سكان العراق ففي حينها لم يكونوا كذلك.
رابعا ً : لماذا ذهب الحسين إلى الكوفة ؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يروي ابن كثير في ( البداية والنهاية ) ج-8 في أحداث سنة 60 للهجرة ، حيث جاء في آخر ما ذكر فيها ... يقول ان ابن عباس نصح الحسين بالبقاء في مكة وعدم الذهاب الى الكوفة فكان رده :
((لأن أقتل في مكان كذا وكذا أحب إليّ من أن أقتل بمكة.)) ا.ه.
((لأن أقتل في مكان كذا وكذا أحب إليّ من أن أقتل بمكة.)) ا.ه.
إذن فالحسين يعلم أنه محكوم بالقتل ... سواء في مكة أو الكوفة او كربلاء او غيرها من البلدان ...
وقد كانت اسباب خروجه الى الكوفة ما يلي :
1. لم يحب أن تستباح مكة والمسجد الحرام بسببه ... وهذا ما حصل فعلا ً في استباحة مكة لاحقا ً ، ورميها بالمنجنيق ، وحرق المسجد الحرام من قبل الحجاج بن يوسف الثقفي ... حصل هذا حين كان غريمهم عبدالله بن الزبير ... ولو كان غريمهم هو الحسين لما أبقوا فيها حجرا ً على حجر بالتأكيد .
2. أراد إلقاء الحجة على المسلمين ... ورَدْ لوم َ من قد يلومه لاحقا ً ويقول : ( لو ذهبت للكوفة التي دعاك الناس فيها لما حصل ما حصل ) .
3. معركة الحسين لم تكن معركة شخصية ... انما كانت معركة موقف ومبدأ وقضية ... ولهذا كان لزاما ً عليه أن يبحث عمن يقف معه لكي لا يحرم أحدا ً من فرصة التمسك بالحق والدفاع عنه ... وليثبت للجميع وللتأريخ أن المعركة معركة أمة تخاذلت عن الحق بأجمعها وتراجعت عن المبدأ في كل مكان .
خامسا ً : هل خرج الحسين طالبا ً للخلافة ؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لابد في مبحث كهذا من التعريج على هذه النقطة لكثرة ما يرددها مزيفوا التأريخ ...
وسأختصر بحقيقة واحدة :
جميع طالبي السلطة ، وفي كل زمان ومكان يتصفون بالجبن والتخاذل لأنهم يبحثون عن الكسب ، خصوصا ً حين يجد الجد وتبرق السيوف ... وتتهدد حياتهم وهي الخسارة الأكبر ... فالحياة هي القيمة المادية العليا لديهم ... وصغيرٌ كـُلُّ ما عداها بالتأكيد ... حينها تتضخم فيهم مختلف الدعوات والتبريرات والتنازلات التي تدعوهم للتشبث بالحياة ، فيرضون من الغنيمة بالإياب كما يقول امرؤ القيس بن حجر :
وقد طـَوَّفـْتُ في الآفاق ِ ، حـَتـّى ***** رضيتُ من الغنيمة بالإياب ِ
ولهذا نرى عبدالله بن الزبير حين أوشك على النهاية ، وأدرك أن الحجاج بن يوسف الثقفي الذي يحاصر مكة ... قد رمى الكعبة بالمنجنيق وأحرقها ... وإنه سيدركه لا محالة ... صار يبحث لنفسه عن أي عذر يسوغ له التراجع والاستسلام ...فنراه ذاهبا ً إلى أمه يقول لها : ( إنني أخشى أن يمثلوا بي بعد قتلي !!!) ... فتجيبه المرأة الرائعة العظيمة وبطلة الموقف الحقيقية ( أسماء بنت أبي بكر ) بعبارتها الحكيمة موبخة ً له ومعيرة ً إياه بالجبن : ((( إن الشاة المذبوحة لا يؤلمها السلخ !!! ))).
أين هذا من موقف الحسين الإعجازي ...وهو يدفع بفلذات كبده وأطفاله وأخوته من زهور بني هاشم ، وأصحابه ، ونفسه نهبا ً للسيوف ... في موقف ٍ يـُعـْجـِز ُ الزمان تكراره ... تاركا ً نسائه ونساء ابيه سبيا ً ... وثيابه ومتاعه سلبا ً لكل وضيع !!!
وأين هذا من موقف أصحابه وأخوته وأطفاله وهو يعرض عليهم الرحيل ليلاً فلا يشاركوه مصيره لأن القوم إنما يطلبون شخصه ... و يزيد يرى فيه تهديدا ً لخنوع الأمة واستكانتها فقرر قتله ...فيقفون بأجمعهم ذلك الموقف البطولي الذي يجسده قول العباس : ( وما بقائنا ونفعنا بحياتنا من دونك يا حسين !!! ) .
وكأني بهم قد أجابوه حين قال لهم : ( هذا الليل فاتخذوه جملا ً ) ... ( بل غدا سنتخذ الشمس سرجا ً نحو المجد والخلود ... لنريك من نحن ) .
ثم ألا يكفي موقف الحر بن يزيد الرياحي وهو يترك موقعه في قيادة الجيش ليختار طرف المعركة الخاسر فيقتل نفسه ...؟؟؟ ... اهؤلاء طالبو كراسي ؟؟؟
هذا موقف قضية ومبدأ ايها الحمقى .
سادسا ً : الحسين وذكاء مستخدمي كَوكَل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أثارني سؤال غريب على موقع كَوكَل يقول : ( من قتل الحسين بن علي ؟؟؟ ) ...
وكان الجواب العبقري انهم الفرس أهل الكوفة !!!! ...
الجواب ليس غبيا ً قدر ما هو مضحك ... وشر البلية ما يضحك ... فهذه أمة لا تريد أن تعترف بالحقيقة ... وتتقن فن الضحك على ذقنها لا ذقون الآخرين ...
فمقتل الحسين لم ينتهي في كربلاء ... مقتل الحسين عبارة عن موقف انساني امتدت صفحاته حتى اليوم ...
وكانت وقعة (الحـَرَّة ) هي صفحته الثانية ... حيث انتهكت فيها المدينة المنورة ... وقتل فيها جميع البدريين من الصحابة ممن كانوا لا يزالون على قيد الحياة ... وأحرقت دور أهاليها ... واغتصبت فيها الوف النساء في المدينة ، حتى وُلدَ فيها ألف وليد سفاحا ً بعد 9 شهور ...
وكانت صفحتها الثالثة هي حصار مكة من قبل الجيش الأموي مرتين ... المرة الأولى أنقذها فيها موت يزيد ... والثانية تم رميها فيها بالمنجنيق وأحرقت فيها ستائرها على يد الحجاج بن يوسف كما وضحنا ...
وتوالت صفحات القتل والظلم والتنكيل بالناس ...
ولا أدري هل ذهب الفرس لحرق المدينة بعد أن قتلوا الحسين ؟؟؟
وهل ذهب البيزنطيون لرمي الكعبة بالمنجنيق ؟؟؟ .
متى سنعترف بحقائق التأريخ ؟؟؟
ومتى نتوقف عن تغطية عوراتنا بنسيج العنكبوت ؟؟؟
إجابة كَوكَل صفحة من صفحات مقتل الحسين .
رمتني بدائها وانسلت
**************
حين يتحدث العرب عن فتح بلاد فارس ، يقولون فتحها الجيش الاسلامي ...
وحين يتحدثون عن قتل الحسين يقولون قتله العراقيون ... إنها لقسمة ضيزى يا أخوة الحرف والدم والرمال ...
فأهل الكوفة هم من فتح بلاد فارس وقتل الحسين ...
أما أن تقطفوا زهور التاريخ ( إن كان فيه زهورا ً ) ... وتتركون لنا أشواكه فهذا هو الظلم بعينه .
لنفرض جدلا ً أن أهل الكوفة خذلوا الحسين ولم يدافعوا عنه ...
أتراكم ستقومون بما عجزوا هم عنه ؟؟؟
أين كنتم حين استباح الجيش الاموي المدينة في وقعة الحرة ؟؟؟
أين أنتم ممن رمي الكعبة بالمنجنيقات وحرق استار الكعبة ؟؟؟
أين كنتم من مئات المذابح والصفحات السود في التاريخ ؟؟؟؟
كم هو ناصع وزاه تأريخكم لولا العراقيون فهم وحدهم من سودوه !!!!.
شكرا لكم على كل حال .
استنتاجات لابد منها :
******************
1. العرب القادمون من صحراء الجزيرة هم من قتل الحسين بأمر أموي صريح ...
وهم من قاتل في صفين مع علي حين قاتل ابناءعمومتهم مع معاوية ... فقد تفانت قبيلتا همدان ( مع علي ) ... وعـَكّ ( مع معاوية ) في أحد الايام حتى قيل فيهما : ( لو كان كل العرب همدان او عـَكّا ً هذا اليوم ، لفنت العرب ) ...
وهما ابناء عم من اليمن ... وهذا أحد الأدلة على تاثير الصحراء في النفس العربية ...
أما أبناء العراق وسوريا المتمدنتين حينها فلم يتقنوا اساليب القتل والذبح بهذه الصورة ... وإن فعلوا فلغاية ليست كقتل الحسين وأطفاله .
2. معركة الحسين كانت معركة أمة تخاذلت ... وقضية تم بيعها ...
وكان لا بد لشخصية عظيمة بثقل شخصية الحسين أن تستشهد لتعيد بعض التوازن للمفهوم العربي عن الحق والمبدأ والثورة واحترام الذات .
3. اثبتت الايام حكمة الحسين وعبقريته ... فهو مقتول في جميع الاحوال ... واختياره الكوفة لم يثمر شيئا ً لنصرته ...
ولكن أن يـُقـْتـَل ويستباح على يد أقرب أنصاره من العرب ... غريبا ً ، وحيدا ً ، عطشانا ً ، مخذولا ً ... قد أضاف للفاجعة بعدا ً إنسانيا ً ، مأساويا ً ، مؤثرا ً ، صاعقا ً وساحرا ً ... مما جعلها خالدة على مر الزمان .
4. أثبتت الايام أن من قتلوا الحسين من سكان الكوفة ... استفاقت بعض ضمائرهم لاحقا ً ... وتابوا ... ولازالوا يبكونه رغم أنهم لا يحملون أخلاقه بالضرورة ... ولكنهم أقرب إليه ممن ينكر عليه حتى شهادته ، ويسميها قتلا ً لخارجي ... ويساوي بينه وبين قاتله ويعتبره طالبا ً للخلافة .
5. النور يزداد توهجا ً كلما كان الظلام كثيفا ً ... لهذا يضحكني من يحاول إطفاء الحقيقة بالظلام ... الحقائق كالمشاعل ايها الاذكياء ولا يزيدها الظلام إلا تألقا ً... ألقو الضوء على الضوء يضعفه .
6. هذا المقال كتبه صحراوي تعلم بعض تسامح العراق ... وكتبه اعترافا بالمعروف ودفاعا عن الحق .
ملاحظات لابد منها :
ـــــــــــــــــــــــــــ
1. المقال يتحدث عن احترام الحقيقة والتاريخ ... والتعليقات يجب ان تصب في هذا المعنى بعيدا عن الطائفية والسوقية والتخلف ... ولمن يملك شيئا ليقوله ... وأي تعليق خارج هذا المفهوم سيحذف فورا ً .
2. هذا هوالمقال الاول من سلسلة مفاهيم ... التي ستتناول مفاهيما ً مغلوطة أو ناقصة أو سلبية ... عسى أن يكون في التنبيه اليها وتوضيحها بعض الفائدة ، رغم شكي .
3. من الان فصاعدا ً سوف لا اشير لجميع الاصدقاء بمقالاتي وساترك لهم اضافة اسمائهم لكيلا يتقول البعض بان اضافة اسمه تتم رغم انفه ... حيث قام بعض الاصدقاء بحذف اسمائهم من بعض المقالات سابقا .
4. الاسماء المضافة هي اسماء لاصدقاء ادركت تجاوبهم من تعليقاتهم على المقالات السابقة ... وسيكون لمواقف الاخرين أثرا في اضافتهم مسبقا ً .
5. يستطيع اي صديق حذف اسمه من المقال دون الرجوع الي.... كما يستطيع الاصدقاء غير المضافين أن يضيفوا اسمائهم اذا احبوا ذلك .
6. آسف لطول المقال رغم حرصي على أن لايطول ... ورغم بتري لاجزاء مهمة جدا منه وامثلة كثيرة تمنيت ان اتطرق اليها .
http://www.facebook.com/photo.php?
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق