الخميس, 26 إبريل 2012 الساعة 07:24

باستقراء تجارب الأمم والشعوب، لم يعد هناك شك في أن المنطلق الأول لنهوض الأمم هو العملية التعليمية،
فعليها ينبني أي مشروع نهضوي، حيث يتم تشكيلها بناء على إجابتنا لسؤال أولي،
أين نقف الآن وماذا نريد أن نكون، وخلال كم من السنوات؟
ومثلما فعل مهاتير محمد باني نهضة ماليزيا الحديثة الذي بدأ مشروعه بمناهج التعليم تحديداً، بعد أن حدد الهدف الذي ينشده لبلاده بالتحول إلى بلد صناعي حديث،
ومثلما فعل مهاتير محمد باني نهضة ماليزيا الحديثة الذي بدأ مشروعه بمناهج التعليم تحديداً، بعد أن حدد الهدف الذي ينشده لبلاده بالتحول إلى بلد صناعي حديث،
بدأ رجب طيب أردوغان بالإعلان عن مشروعه التعليمي الذي أطلق عليه اسم «مشروع الفاتح» وسيتم من خلاله الانتقال بالتعليم المدرسي التركي إلى العالم الرقمي حيث ستوزع الحكومة لوحاً حاسوبياً (آي باد) على 15 مليون طالب، ومليون مدرس مجاناً.

والمشروع الذي وصف بأنه أكبر مشروع استثماري في مجال التربية والتعليم في تاريخ الجمهورية التركية، إذ قدرت تكلفته بسبعة مليارات دولار سيتضمن تركيب ألواح ذكية في 260 ألف صف مدرسي موزعة على الولايات التركية الواحدة والثمانين خلال السنوات الأربع المقبلة، وبذلك ينقل أردوغان تركيا إلى عالم التقنية،

والمشروع الذي وصف بأنه أكبر مشروع استثماري في مجال التربية والتعليم في تاريخ الجمهورية التركية، إذ قدرت تكلفته بسبعة مليارات دولار سيتضمن تركيب ألواح ذكية في 260 ألف صف مدرسي موزعة على الولايات التركية الواحدة والثمانين خلال السنوات الأربع المقبلة، وبذلك ينقل أردوغان تركيا إلى عالم التقنية،
ومن أطرف ما وصف به المشروع بأنه يهدف إلى إنقاذ الطالب من حمل الكتب الكثيرة التي ينوء بها ظهره، إذ سيتمكن من الحصول على جميع الكتب المدرسية من حاسوبه اللوحي،
ويتضمن المشروع تعليم الطالب باستعمال التركيبات الإلكترونية، والفيديوهات، والصوت، والصور، والخرائط، والرسوم البيانية، واللوحات، ولوحات الرسوم، والمقاطع التركيبية وغيرها.
في التجربة التركية هذه ثمة دروس وعظات وعبر يمكن أن تكون معيناً للدارسين ومنارة يهتدون بها بعيداً عن التغني بتجارب الآخرين بدافع الاستلاب، أو تقصي أخبارهم بدافع من الغيرة والحسد، ليس أولها رصد المال السخي لمشاريع قوامها النشء الذي هو أغلى ما يمكن أن نسخر الجهود والعقول من أجله.
«مشروع الفاتح» الذي يعد ثورة في التعليم التركي وثورة في الفكر التعليمي المتحضر وثورة في فقه الواقع وثورة في فقه التغيير، وثورة في فقه الأولويات، يأتي من شركاء لنا في الثقافة والتاريخ والجغرافيا،
لذلك فإنه يفتح الباب مشرعاً على مراجعة الحالة التعليمية برمتها في العالم العربي، التي ما زالت تتأرجح ضمن قرارات وتوصيات لم ترق إلى مستوى المشروع، بل إنها كلما أعادوا بناءها احتاجت إلى إعادة بناء، في حلقة تستنزف الوقت والجهد والمال من دون مخرجات تعليمية تنبئك عن تقدمها باتجاه خدمة مشروع نهضوي حقيقي مدروس.
للتواصل مع الكاتب:
a.alfaraiya@alrroya.com
http://alrroya.com/node/192620
للتواصل مع الكاتب:
a.alfaraiya@alrroya.com
http://alrroya.com/node/192620
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق