الأربعاء، 8 أغسطس 2012

عشرة حقائق يقوم عليها التمويل



عشرة حقائق يقوم عليها التمويل

كل علم يقوم على مجموعة من الحقائق والمسلمات والتمويل مثله مثل سائر العلوم يقوم على عشرة حقائق وهي لا تحتاج لفهمها ان نكون ملمين بالتمويل ولكن نفهمها لنفهم التمويل ،

وبالرغم من ان هذه الحقائق تبدو للوهلة الأولى بسيطة إلا انها تشكل الأساس الفكري الذي يقوم عليه التمويل ،
وسوف اقوم لاحقا باستعراض بعض التقنيات والأفكار وبذلك نسلط الضوء على منطق الممارسة في الإدارة المالية.

1- المعاوضة بين الخطر والعائد

لن نأخذ خطرا اضافيا ما لم نتوقع التعويض بعائد اضافي: جميعنا نقوم احيانا بتوفير بعض النقود ،
 لماذا نقوم بذلك ؟
الجواب ببساطة : لتوسيع فرص الاستهلاك بالمستقبل .
نحن قادرين على استثمار هذه المدخرات وربح عائد على هذه النقود ، وذلك بإقراضها لبعض الناس الذين لا يريدون تأجيل استهلاكهم للمستقبل بل يريدون الاستهلاك الآن بشكل أكبر .
وربما يريدون الاقتراض لفتح عمل جديد أو نقرضها لبعض الشركات التي تريد سيولة لفتح مشاريع جديدة .


السؤال الآن: كيف نقرر اين نضع نقودنا ؟
 المستثمرين يطلبون عائد كافي ليكون اكبر من معدل التضخم وهو احد اشكال الخطر
 (التضخم هو تناقص القيمة الشرائية للنقد مع الزمن ، اي ماتستطيع شراؤه الليرة اليوم لاتستطيع شراؤه غدا )
فإذا لم يحصلوا على هذا العائد فإنهم يلجأون لشراء سلع لها قيمة في المستقبل كالذهب والعقارات .

او يختار المستثمرون ان يضعوا نقودهم في استثمارات خطرة ، لأن هذه الاستثمارات تقدم عائد متوقع عالي .
أي كلما زاد الخطر كلما زاد العائد المتوقع .
وهذه العلاقة بين الخطر والعائد هي الفكرة الرئيسية لتقدير قيمة الأسهم والسندات وكل المشاريع الأخرى .
وهناك طرق لقياس كمية الخطر سنتطرق لها لاحقا.

2- قيمة الزمن المالية Time Value Of Money:

الفكرة الرئيسة في التمويل هي ان للزمن قيمة مالية مرتبطة به ، بعبارة أخرى الليرة التي نملكها اليوم تستحق اكثر من ليرة غدا.
و السبب وراء ذلك اننا نستطيع ان نكسب فائدة على هذه النقود التي نملكها الان .
وفي علم الاقتصاد فكرة قيمة الزمن المالية تأتي من كوننا نضحي بالفرص الاستثمارية التي يمكن ان نربح منها اليوم .

لقياس الثروة او القيمة ، نستخدم فكرة قيمة الزمن المالية بجلب الفوائد والتكاليف المستقبلية للمشروع الى الحاضر ، ثم نقارن ، اذا كانت الفوائد اكبر من التكاليف فالمشروع يقبل لأنه ينشأ قيمة ، واذا كان العكس فإنه لا ينشأ قيمة وبالتالي يرفض .


ومن دون اخذ فكرة قيمة الزمن المالية في الحسبان من المستحيل علينا ان نقيم ارباح وتكاليف أي مشروع بطريقة صحيحة ومفيدة .

ولجلب ارباح وتكاليف المشروع الى الحاضر ، نفرض نسبة فائدة معينة تتناسب مع خطر المشروع (الحقيقة الأولى ) .

3- النقد – وليس الربح – هو المهم: 
(الحقيقة الثانية)
نستخدم في قياس الثروة او القيمة السيولة النقدية Cash Flow وليس الربح المحاسبي Accounting Profit كأداة قياس .
فعندما يكون لدينا سيولة نقدية نستطيع ان نستثمرها ونربح عليها فائدة .
فعلينا التذكر ان السيولة النقدية Cash Flow وليس الربح هو ما تستطيع الشركة استثماره .

فيمكن ان نربح لكن ليس بالضرورة على شكل سيولة نقدية ، فالربح والسيولة النقدية(التدفق النقدي) CF يمكن ان لا يحدثا سوية.
مثلا مصاريف رأس المال Capital Expenses مثل شراء معدات جديدة او بناء جديد ، تتعرض لتناقص في القيمة مع الزمن Depreciation وهذا التناقص او الاهتلاك السنوي يخصم من الربح ، ويعتبر الاهتلاك مصروف لكنه ليس نقدي أي انه يؤثر على الربح لكنه لا يؤثر على السيولة النقدية . 

من هذه النقطة تبرز اهمية التدفق النقدي.

Incremental Cash Flow . 4- التدفق النقدي الإضافي:  
اي كمية النقد التي تغير بالزيادة كمية السيولة الحالية . عند اتخاذ قرارات في العمل نكون مهتمين بنتيجة هذه القرارات .
ماذا سيحدث لو قلنا نعم مقابل ماذا سيحدث لو قلنا لا ؟
الحقيقة الثالثة تنص على اننا يجب ان نستخدم التدفق النقدي لقياس الفوائد التي تتراكم من جراء اخذنا لمشروع جديد .

فالتدفق النقدي الاضافي : هو الفرق بين التدفق النقدي اذا اخذنا المشروع وبين التدفق النقدي اذا لم نأخذ المشروع.

فإذا كان الفرق موجب فيتم قبول المشروع لوجود تدفق نقدي اضافي ، واذا كان الفرق صفر اوسالب يرفض المشروع لأنه لا يخلق تدفق نقدي اضافي .
اذا شاهدنا لتقرير ما اذا كان هذا المشروع يحقق تدفق نقدي اضافي ان ننظر للشركة مع وبدون المشروع ، ونقارن الوضعين.

5- لعنة الاسواق التنافسية – لماذا من الصعب ايجاد مشاريع مربحة بشكل استثنائي؟ :

مهمتنا كمدراء ماليين خلق الثروة لهذا ننظر بقرب الى آليات تقييم وصنع القرار .
نحن نركز على تثمين التدفق النقدي وتحديد ما يربحه الاستثمار ونثمن المشاريع الجديدة .
لكن من السهل تقييم وتثمين المشاريع المربحة ، لكن من الصعب ايجادها .
ومفتاح تحديد الاستثمارات المربحة هو : فهم كيف واين توجد هذه المشاريع في الاسواق التنافسية.

بعد ذلك تقوم الشركة وفقا لرؤيتها بالإستفادة من بعض النواقص والعيوب في هذه الاسواق .
لكن اذا استطاع قطاع ما تحقيق ارباح كبيرة سرعان ما يدخل منافسون جدد الى هذا القطاع ونتيجة لتزايد عددهم والمنافسة الشديدة بينهم ، تعود الأرباح الى مستواها الطبيعي .

كما حدث في سوريا في قطاع الموبايل والكمبيوتر أو المطاعم الدمشقية القديمة على سبيل المثال.

6- فعالية اسواق رأس المال – الاسواق سريعة والاسعار صحيحة: الأسواق الفعالة او النشيطة Efficient Markets هي الاسواق التي تكون فيها قيمة الاصول والأوراق المالية في أي لحظة من الزمن تعكس وبشكل كامل كل المعلومات المتاحة .

و سأتطرق لهذه الفكرة بشيء من التفصيل لاحقا .

7- مشكلة الوكالة Agency Problem – المدراء لا يعملون لمصلحة المالكين مالم يكن هذا يصب في مصلحتهم: تنشأ هذه المشكلة من الفصل بين الادارة وملكية الشركة .
بعبارة أخرى : ماهو جيد للمالكين ينبغي ان يكون جيدا للمدراء أيضا ، فإن لم يكن كذلك فإن المدراء سيتخذون قرارات تصب في مصلحتهم ، دون النظر لمصلحة المالكين . ( المالكين هم حملة الاسهم ).

8- تأثير الضرائب على اتخاذ قرارات العمل: للضرائب تأثير على قرار الشركة بشأن قبول مشروع أو رفضه على مستويين: المكان والنوعية ؛ فمن حيث المكان توجد بلدان الضرائب فيها مرتفعة وهذا شيء سلبي وهناك بلدان فيها الضرائب منخفضة ، ونفس الشيء بالنسبة لنوعية المشروع.

9- الأخطار ليست كلها متساوية- بعض الاخطار يمكن القضاء عليها والبعض الآخر لا:

 يوجد نوعين من الخطر :
 الاول : خطر ناشئ من عوامل خارجة عن السيطرة وتؤثر على كل السوق كإرتفاع معدلات الفائدة مثلا ، هذا النوع لايمكن التخلص منه. 
النوع الثاني : خطر ناجم عن عوامل يمكن السيطرة عليها تؤثر على قطاع صغير من السوق وهذا النوع يمكن التخلص منه.
حيث يمكن إزالة الخطر بالإستثمار في عدة مشاريع Diversification وليس في مشروع واحد .
وهذا ماتعبر عنه الحكمة الشهيرة: لا تضع كل البيض في سلة واحدة. فخطر المشروع يعتمد على ما إذا كنا ننظر إليه بمفرده ، أو ضمن حزمة من المشاريع، المشروع الذي يبدو خطيرا لوحده ، قد لايبدو كذلك ضمن حزمة من المشاريع .

10- السلوك الأخلاقي أساسي: المشاكل الأخلاقية في كل مكان في التمويل وبالرغم من أن أخطاء العمل يمكن أن تغتفر إلا أن الأخطاء الأخلاقية تؤدي إلى توقف الأعمال وانهاء كل فرص العمل المستقبلية .

لماذا ؟؟

لأن السلوك غير الأخلاقي يقضي على الثقة وبدون الثقة لا يمكن أن تقوم للأعمال قائمة .

ومن أكثر الأشياء ضررا للعمل هو فقدان المصداقية ضمن المعايير الأخلاقية المعتمدة في السوق .

عندما نتقدم معا في موضوعات التمويل سأشير الى هذه الحقائق عند ورود مسألة تعتمد عليهم.

http://financialconcepts.wordpress.com/2009//

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق