
William James, 1842-1910
إطار الدرس :
تحددت الفلسفة منذ نشأتها حتى بداية العصور الحديثة بوصفها بحث عن الحقيقة، لذلك فإن مفهوم الحقيقة ينتمي إلى مجال الفلسفة باعتباره مفهوما فلسفيا بامتياز،
غير أن تعدد أشكال المعرفة التي تجعل من الحقيقة موضوعا لها يؤدي إلى تعدد الحقائق، ومن تم يمكن الحديث عن حقيقة فلسفية وحقيقة علمية وفنية ودينية...
ومن هنا ينبع الطابع الإشكالي لهذا المفهوم التي ستتم معالجته تاريخية بدءا من الفلسفة اليونانية مرورا عبر الفلسفة الحديث وانتماء بالفلسفة المعاصرة.
I- من الدلالة إلى الإشكالية .
أ- الدلالة المتداولة :
ج- الدلالة الفلسفية :
يعطي la lande خمسة معاني للحقيقة :
مناقشة :
إستحالة التطابق
4) الحقيقة بما هي قيمة :
تمهيد :
أطروحة كانط :
إن هذا التأويل للحقيقة على بركسون لايلغي طابعها اللاأخلاقي
ليختم هذا النص في الفقرة الأخيرة بخلاصة يختزل فيها تصوره المام للحقيقة في المفيد والنافع.
I- من الدلالة إلى الإشكالية .
أ- الدلالة المتداولة :
يشير لفظ الحقيقة للدلالة المتداولة إلى معنيين أساسيين : الصدق والواقع،
الحقيقي : هو كل ماهو موجود وجودا واقعيا،
بينما الصادق هو الحكم الذي يطابق الواقع ومن تم، يكون الواقع هو مرجع الحقيقة وأساسها فكل ماهو واقعي حقيقي وكل ما هو مطابق للواقع صادق وحق.
غير أن هذا التحديد للحقيقة يطرح جملة من التساؤلات
غير أن هذا التحديد للحقيقة يطرح جملة من التساؤلات
أليس اللاواقعي واللاحقيقي يمكن أن يوجد ضمن الواقع،
مثل : الخطأ، الكذب، الخيال... فهذه الأشياء واقعية لكنها ليست حقيقة.
معنى هذا أن ليس كل ماهو واقعي حقيقي أوكل ماهو حقيقي واقعي وبالتالي فإن الدلالة الحقيقية.
الشيء الذي يفرض علينا تجاوزها والتفكير فلسفيا في مفهوم الحقيقة من خلال تحديد الدلالتين اللغويه والفلسفية.
ب- الدلالة اللغوية
ب- الدلالة اللغوية
يعرفها الجرجاني في كتابه التعريفات
"هي الشيء التابت قطعا ويقينا، يقال حق الشيء إذا تبين، وهي إسم للشيء المستقر في محله ومابه الشيء هو هو
الملاحظ أن الجرجاني في هذا التعريف يختزل الحقيقة فيما هو تابث ومستقر ويقيني يقابله المتغير والزائف والمتحول،
وبذلك يلتقي هذا التعريف مع المعنى الأنطلوجي للحقيقة كماهية وجوهر في المقابل الأعراض المتغيرة والفانية.
أما على المستوى المنطقي فيرادف لفظ الحقيقة الحق والصدق ويقابله الباطل والكذب
فتصبح الحقيقة بهذا المعنى هي الحكم المتطابق مع الواقع،
ففي الحق يكون الواقع مطابقا للحكم،
بينما في الصدق يكون الحكم مطابقا للواقع
وبذلك تكون الحقيقة صفة للحكم المطابق للواقع.
ج- الدلالة الفلسفية :
يعطي la lande خمسة معاني للحقيقة :
- الحقيقة بمعنى الحق حين يطابق الواقع الحكم وضده الباطل.
- الحقيقة بمعنى الصدق حين يطابق الحكم الواقع وضده الكذب .
- الحقيقة بمعنى الشيء المبرهن عليه.
- الحقيقة بمعنى شهادة الشاهد لما رآه أو فعله .
- الحقيقة بمعنى الواقع .
خلاصة :
- الحقيقة بمعنى الصدق حين يطابق الحكم الواقع وضده الكذب .
- الحقيقة بمعنى الشيء المبرهن عليه.
- الحقيقة بمعنى شهادة الشاهد لما رآه أو فعله .
- الحقيقة بمعنى الواقع .
خلاصة :
نستخلص أن الواقع عند la lande يتبقى معيارا وأساسها للحقيقة
الشيء الذي يؤدي إلى طرح مجموعة من الاشكالات يمكن صياغتها على الشكل التالي :
- إذا كانت الحقيقة تتميز بالثباث واليقين فما طبيعة علاقتها بالواقع المتغير؟
إذا كانت الحقيقة هي الحكم
فهل هي صورة الواقع المنعكسة في الفكر والمعبر عنها في اللغة بمعنى آخر،
لاتوجد الحقيقة خارج اللغة والفكر
وإذا كانت هي الواقع فهل نسبية أم مطلقة ؟
متعددة أم واحدة ؟
ذاتية أم موضوعية ؟
هل توجد بمعزل عن الخطأ والكذب أي عن أصنافها ؟
أم أنها متلازمة ومتداخلة معها ؟
ماهي أنواع الحقيقة ؟
ومن ثم من أين تستمد الحقيقة قيمتها ؟ .
II- الحقيقة والواقع .
تمهيد :
سنعالج في هذا المحور طبيعة العلاقة بين الحقيقة والواقع من خلال استحضار التصورات الفلسفية المرتبطة بهذا الموضوع، سواء تحلق الأمر بالفلسفة اليونانية أو الفلسفة الحديثة أو الفلسفة المعاصرة.
- الإشكالية :
II- الحقيقة والواقع .
تمهيد :
سنعالج في هذا المحور طبيعة العلاقة بين الحقيقة والواقع من خلال استحضار التصورات الفلسفية المرتبطة بهذا الموضوع، سواء تحلق الأمر بالفلسفة اليونانية أو الفلسفة الحديثة أو الفلسفة المعاصرة.
- الإشكالية :
إذا عرفنا الحقيقة أنها خاصية ماهو تابت ومستقر ويقيني
فما هي طبيعة علاقتها بالواقع كمعطى متغير ومتحول ؟
هل هي الواقع ذاته أم هي مطابقة الفكر للواقع ؟
أم أن الأمر يتجاوز هذا وذاك.
1) الفلسفة اليونانية :
أ- أطروحة أفلاطون :
1) الفلسفة اليونانية :
أ- أطروحة أفلاطون :
يعتبر أفلاطون أن وراء التغير في الأشياء وتحولها الدائم ماهيات تابثة ودقائق خالدة تمثل الواقع الحقيقي سماها أفلاطون
بعالم المثل وهو عالم أزلي خالد لايلحقه التغير والفساد لأن المتغير والفاسد هو الواقع المحسوس
وهكذا وفي نظر أفلاطون هناك عالمين :
عالم المثل و هو عالم سامي فوق العالم المحسوس ومفارق له، يمثل عالم الموجودات و الصور العقلية الثابتة التي منها تستمد جميع الأشياء الحسية ووجودها، ففي المقابل كل الأشياء الحسية الكثيرة والمتنوعة توجد صورة عقلية في عالم المثل هي أصل هذه الأشياء، وماهذا الأشياء الأخيرة إلا نسخ مشوهة لتلك الصور العقلية الحقيقية وبذلك يكون مبدأ الواقع الحسي هو عالم المثل الذي يعبر في نظر أفلاطون الواقع الحقيقي،
فبينما ينتمي الواقع الحسي إلى عالم التغير والفناء، عالم الأوهام والنسخ المشوهة غير الحقيقية
نجد عند أفلاطون أن الحقيقة لايمكن أن توجد إلا في العالم المعقول، عالم الصور العقلية الخالصة
الذي لاندركها إلا بالتأمل العقلي والمجرد التي يعوقه الحواس عن إدراك هذا الواقع الحقيقي .
ب- أرسطواطاليس .
إذا كانت الحقيقة حسب أفلاطون تابثة وعقلية، فإنها لاتوجد في عالم المثل، فهذه النظرية حسب أرسطوطاليس ليست سوى مجازات شعرية لا وجود لها في الواقع، لذلك فإن الحقيقة لاتخرج عن هذا العالم الحسي المتغير، فوراء تغير الأشياء الاولى الدائم هناك الماهيات التابتة لأن التغير في نظر ارسطو لايتم إلا في إطار الثبت والاستمرار
ب- أرسطواطاليس .
إذا كانت الحقيقة حسب أفلاطون تابثة وعقلية، فإنها لاتوجد في عالم المثل، فهذه النظرية حسب أرسطوطاليس ليست سوى مجازات شعرية لا وجود لها في الواقع، لذلك فإن الحقيقة لاتخرج عن هذا العالم الحسي المتغير، فوراء تغير الأشياء الاولى الدائم هناك الماهيات التابتة لأن التغير في نظر ارسطو لايتم إلا في إطار الثبت والاستمرار
وبذلك فإن الحقيقة عند أرسطو هي ماهية مجانية للأشياء متظمنة فيها يتم التوصل إليها بواسطة عملية التجريد تلغى فيها الأعراض المتغيرة الزائلة ويتم الاحتفاظ بالماهيات العقلية الكلية الذي تمثل الواقع الحقيقي
وهكذا يعتبر أرسطو أن لكل شيء طبيعة جوهرية هي حقيقة التي توجد وراء الأعراض الحسية.
ينتهي إذن أرسطو إلى نفس موقف أفلاطون من الحقيقة وكل ما فعله هو إيزال تلك الصور العقلية من زمن عالم المثل إلى الواقع الحسي
ينتهي إذن أرسطو إلى نفس موقف أفلاطون من الحقيقة وكل ما فعله هو إيزال تلك الصور العقلية من زمن عالم المثل إلى الواقع الحسي
وجعلها عقلية ومعقولة توجد في الفكر لكن إدراكها لابد أن يمر عبر الحواس
الشيء الذي تجعلنا نواجه التساؤل التالي : -
ألم تحول الحواس دون إدراك الحقيقة ؟
ثم حينما نحدد الحقيقة في العقل ألا نواجه إشكال آخر هو إشكال المطابقة، مطابقة الفكر للواقع،
ألا يطرح هذا التطابق جملة من المفارقات الناتجة عن التناقض بين طبيعة الفكر والواقع.
2) الحقيقة بما هي مطابقة الفكر للواقع :
أ- أطروحة ديكارت،
2) الحقيقة بما هي مطابقة الفكر للواقع :
أ- أطروحة ديكارت،
إن خداع الحواس وتشويش على العقل هو مادفع ديكارت إلى إقصاءها من عالم الحقيقة، حيث شك في الحواس وفي المعارف الجاهزة، والأحكام المسبقة...
معتبرا أن الشك هو أضمن طريق للوصول إلى الحقيقة، التي جعلها تتحدد للأفكار الواضحة والمتميزة التي لاتقبل الشك.
ينطلق ديكارت إذن من الشك في الحواس لأنها تخدعنا وفي المعارف السابقة وفي كل شيء
إلى أن ينتهي إلى القول بفكرتين عقليتين هما :
الفكر والامتداد
وهما، فكرتين فطرتين في العقل استمدهما من ذاته اعتمادا على قواه الذاتية :
يقول ديكارت "كل الموضوعات معرفتي أفكار في عقلي"
الفكر خاصية العقل الوحيدة هي التفكير ولايشتغل حيزا في المكان
بينما الامتداد لايفكر، يمتد بالمكان ويمكن قياسه
ومن هنا ينتمي ديكارت إلى القول بالواقعين هما الفكر والامتداد، وهما واقعان متناضران لايستطيع أحدهما التأثير في الآخر
الشيء الذي يجعلنا أمام عالمين متوازين، عالم روحي حقيقي هو الفكر واضح ومتميز يتطابق مع واقع حسي ومادي
الشيء الذي يجعلنا نواجه التساؤل التالي :
إذا كانت الحقيقة بناء عقليا خالصا فإن تحديدها كتطابق يطرح جملة من الاشكالات :
كيف يمكن لشيئين من طبيعتين متناقضتين أن يتطابقا الحقيقة ؟
من طبيعة عقلية روحية، بينما الواقع من طبيعة مادية.
كيف نضمن التطابق بينما في الأدهان، ومافي الواقع الخارجي ؟ .
الحل الذي يقدمه ديكارت الضمان الإلهي يظل غير مقنع
الحل الذي يقدمه ديكارت الضمان الإلهي يظل غير مقنع
الشيء الذي جعل بسينورة يقول، نحو الواحد الذي تكون قيمته مستمد من ذاته وبالتالي فالحقيقة هنا هي معيار ذاتها .
ب- أطروحة جون لوك :
يرفض لوك أطروحة ديكارت الفاعلة للأفكار الفطرية
ب- أطروحة جون لوك :
يرفض لوك أطروحة ديكارت الفاعلة للأفكار الفطرية
فإذا كان العقل في نظره هو صفحة بيضاء وكل الأفكار والمعارف التي تحصل عليها من الواقع التجريبي
فهذه الأفكار بتطابق مع الأشياء المادية وعليه فإن الحقيقة هنا هي تطابق الفكر والواقع
وأساس الحقيقة هنا ليس هو العقل وإنما هو التجربة.
خلاصة :
خلاصة :
هكذا يقدم كل من ديكارت ولوك نظرة أحادية الجانب للحقيقة
فديكارت يميل إلى العقل ويجعله مصدر الحقيقة بينما يجعل لوك إلى التجربة و يجعلها مصدرا للحقيقة.
أطروحة على عكس النظرة الأحادية للجانب الإتجاهين السابقين.
أطروحة على عكس النظرة الأحادية للجانب الإتجاهين السابقين.
كانط
للحقيقة قدم كانط تصورا نقديا لكتب (جدلي) للحقيقة
معتبرا الحقيقة لاتوجد في الذهن على نحو فطريكما يقول ديكارت،
وليست معطاة بالواقع الحسي كما يزعم التجريبيون، وإنما تبنى وتشيد.
تأسس الحقيقة وفق هذا التصور النقدي على تطابق معطيات الواقع الحسي مع البنية القبلية للعقل،
فالواقع يزودنا بمادة الحقيقة والعقل يزودنا بصورتها
وهكذا فلا وجود في نظر كانط لحقيقة عقلية خالصة، أو حقيقة تجريبية محضة،
إن الحقيقة ليست هي مطابقة الفكر للواقع
وإنماهي انتظام معطيات الواقع الحسي مع النظام القبلي للعقل (المقولات، الزمان، المكان)
تبقى الحقيقة إذن مشروطة لما تعطيه التجربة للعقل ومايمد به العقل معطيات التجربة،
بمعنى آخر أن الحقيقة تظل رهينة مطابقة الفكر للواقع .
تحليل نص :
تحليل نص :
الحقيقة الصورية والحقيقة المادية :
يتحدث هذا النص (الحقيقة الصورية والحقيقة المادية) لصاحب إمانويل كانط
يتحدث هذا النص (الحقيقة الصورية والحقيقة المادية) لصاحب إمانويل كانط
وهو بالمناسبة فيلسوف ألماني اشتهر بالفلسفة النقدية التي حاولت التوفيق بين الفلسفة العقلانية والفلسفة التجريبية
وقدم نظرة تركيب للحقيقة تحاول الجمع بين بعدها الصوري العقلاني وبعدها المادي التجريبي.
والنص الذي بين أيدينا مقتطف من كتابه المشهور (نقد العقل الخالص)
ومن خلاله يحاول تقديم وجهة نظر نقدية حول الحقيقة
لذلك تسائل كانط
ماهو مفهوم الحقيقة ؟
ماهي أنواعها ؟
وهل هناك معيار للحقيقة ؟
وإذا كان هذا المعيار موجودا فما هي طبيعته ؟
يعرف كانط الحقيقة على أنها مطابقة الفكر لموضوعه
وهكذا يميز بين نوعين من الحقيقة، حقيقة مادية، وأخرى صورية،
ففي الحقيقة المادية تكون بمعنى المطابقة أي مطابقة المعرفة لموضوعها
وهنا لايمكن أن يكون هناك معيارا كليا وشموليا للحقيقة ينطبق على جميع الموضوعات
أما فيما يتعلق بالحقيقة الصورية فيعني بها مطابقة المعرفة لذاتها
وهنا يمر كانط بوجود معيار كلي وشمولي للحقيقة سماه المنطق،
والمنطق في نظره هو مجموعة من القواعد والقوانين العامة في الفكر التي تكون معيار الصواب والخطأ.
فما يتطابق مع هذه القواعد يكون صائبا وحقيقيا، وما يخالف هذه القواعد يكون خاطئا
هكذا ينتهي كانط إلى بناء تصور نقدي للحقيقة ينبني على فكرة المطابقة
مطابقة المعرفة للموضوع ومطابقة المفروض والمنطوق للشيء
مما يجعله لايخرج عن التصور التقليدي للحقيقة .
مناقشة :
إستحالة التطابق
من خلال أطروحة مارتن هيدوجر ونظرا لإستحالة تطابق ماهو عقلي مجرد مع ماهو مادي محسوس
فإن هيدجر يعمل على طرح مفهوم آخر للحقيقة لايقوم على المطابقة وإنما على الحرية والانفتاح
وهكذا يرى هيدجر أن ماهية التطابق تنحصر في طبيعة العلاقة بين المنطوق أو الفكر وبين الشيء
من حيث أن التطابق يعني حضور الشيء ومثوله أمام الذات
غير أن التطابق بهذا المعنى يؤدي إلى الحد من حريه الوجود وانفتاحه الشيء الحد الذي يقود إلى تحجبه واختفاءه.
3) أنواع الحقيقة :
تمهيد :
3) أنواع الحقيقة :
تمهيد :
إذا كانت الحقيقة مرتبطة بالخطاب واللغة وإذا علمنا أن هناك خطابات متعددة وليس خطابا واحدا ذلك سيؤدي إلى تعدد الحقيقة وتنوعها بتعدد هذه الخطابات.
- هل الحقيقة واحدة أم متعددة ؟
- هل الحقيقة واحدة أم متعددة ؟
وإذا كانت متعددة فماهي أنواعها ؟
ثم من أين تستمد مصدرها ؟
كيف يتم إقناع الآخرين بها.
1) أطروحة ابن رشد :
1) أطروحة ابن رشد :
يرى ابن رشد أن الحقيقة الواحدة هي الحقيقة الدينية التي تستمد مصدرها من الوحي الالهي.
لكن الحقيقة وإن كانت واحدة فإن طرق تبليغها وإقناع الناس بها متعددة
تختلف باختلاف مستواهم المعرفي والعقلي وماجدلوا عليه من التصديق
ذلك أن طباع الناس متفاضلة للتصديق
فمنهم من يصدق بالبرهان وهو خاص بالفلاسفة، ومنهم من صدق بالجدل وهو خاص بالمتكلمين، ومنهم من يصدق بالخطابة وهم عامة الناس.
يستنتج ابن رشد من هذا التصور الوحدوي للحقيقة على أن الحقيقة الفلسفية لاتخالف المشرع لأن كلاهما يطلب الحق والحق لايضاد الحق بل يوافقه وشهد لتك ما يقول ابن رشد نفسه وبذلك فإن الحقيقة واحدة وإن تعددت سبل الوصول إليها.
2) أطروحة مشيل فوكو :
يستنتج ابن رشد من هذا التصور الوحدوي للحقيقة على أن الحقيقة الفلسفية لاتخالف المشرع لأن كلاهما يطلب الحق والحق لايضاد الحق بل يوافقه وشهد لتك ما يقول ابن رشد نفسه وبذلك فإن الحقيقة واحدة وإن تعددت سبل الوصول إليها.
2) أطروحة مشيل فوكو :
يقسم فوكو الحقيقة إلى 14 نوع
فهناك الحقيقة البنيوية والحقيقة الفلسفية والسياسية والعلمية، وبالتالي فإن الحقيقة الدينية إن هي إلا وجه واحد من أوجه الحقيقة المتعددة والمتنوع.
ولكن من أين تستمد الحقيقة قيمتها ومصدرها ؟
كيف تفرض نفسها وسلطتها على الناس ؟
يجيب فوكو أن الحقيقة تستمد مصدرها وقيمتها من المجتمع الذي تنتمي إليه
لذلك أن لكل مجتمع نظامه الخاص وسياسته العامة التي تحدد شروط إنتاج الحقيقة وتداولها واستهلاكها، ومعايير التمييز بين الخطاب الحقيقي والخطاب الخاطئ، والحدود التي لاينبغي أن تتجاوزها، ومن له الحق في قولها واستهلاكها
وعليه فإن إنتاج الحقيقة وتأسيس النواة التي لها الحق في قول الحقيقة يتم تحت مراقبة المؤسسات الاجتماعية (الجامعة المدرسة الأسرة، وسائل الاعلام...) وفق طقوس خاصة ومراسيم محددة سلفا،
إن هذه الرقابة المفروضة على الحقيقة هي التي تثبت مدى علاقة الحقيقة بالمؤسسة والسلطة التي تنتجها وتدعمها،
وبالتالي فإن الحقيقة تستمد قيمتها من المؤسسة والسلطة، فلا حقيقة بدون سلطة لأن الحقيقة هي مدار كل سلطة.
3) أطروحة G Bachelard :
إن هيمنة المؤسسة على الحقيقة لم تسلم منها حتى الحقيقة العلمية المحصورة داخل شبكة من المؤسسات كالجامعات ومنظومة الكتب والنشر والطبع والخزانات، فهذا الخطاب الذي فرض نفسه القادر للوصول إلى الحقيقة دقيقة وناجحة.
3) أطروحة G Bachelard :
إن هيمنة المؤسسة على الحقيقة لم تسلم منها حتى الحقيقة العلمية المحصورة داخل شبكة من المؤسسات كالجامعات ومنظومة الكتب والنشر والطبع والخزانات، فهذا الخطاب الذي فرض نفسه القادر للوصول إلى الحقيقة دقيقة وناجحة.
أثبت تاريخ العلم أن الحقيقة بشكل عام والحقيقة العلمية بشكل خاص لاتوجد بمعزل عن الخطأ،
بل إن إدكار نوار "يعبر أن أكبر منبع للخطأ هو الحقيقة نفسها"
وهكذا يرى باشلار أن تاريخ الوقوع في الأخطاء، وإعادة تصحيحها باستمرار،
فأخطاء الماضي في نظر باشلار تكشف عن نفسها كنوع من الندم والمراجعة المستمرة للحقيقة.
إن الحقيقة العلمية هي دائما هدم لحقيقة سابقة لم تكن مقامة على أساس متين وتجاوزه في نفس الوقت لما يمكن أن يشكل عقبة أمام المعرفة العلمية ذلك أن هذه المعرفة تحمل في ذاتها عوائق إيستمولوجية تؤدي إلى أخطاء وتقف حاجزا أمام تقدم المعرفة العلمية، ومن أبرز هذه العوائق هناك الحس المشترك والأحكام الجاهزة وبادئ الرأي أو الظن.
إنما ينقص التجربة المباشرة والمعرفة المشتركة حسب باشلار هو منظور الأخطاء المصححة الذي يتم به الفكر العلمي المعاصر، والعلم مطالب بالتقلص من هذه العوائق الإيستمولوجية حتى يتقدم ويتطور،
وهكذا فالخطأ في نظر باشلار جزء لايتجزء من بنيته الحقيقة العلمية المعاصرة حيث يلعب دورا إيجابيا لتقدم العلم وتطوره وعليه ليست هناك حقيقة مطلقة ولكن هناك حقيقة نسبية وليست هناك حقيقة يقينية كما تدعى الفلسفة الكلاسيكية ولكن الحقيقة قابلة للخطأ.
أطروحة نيتشه :
إذا كان الخطأ لاينفصل عن الحقيقة فإن نيتشه لايفصلها عن الوهم، فالحقيقة في نظره ليست سوى وهم من أوهام الحياة. انطلاقا من هذا التصور،لا يتأمل نيتشه عن طبيعة الحقيقة وإنما عن قيمتها ودورها في الحياة
أطروحة نيتشه :
إذا كان الخطأ لاينفصل عن الحقيقة فإن نيتشه لايفصلها عن الوهم، فالحقيقة في نظره ليست سوى وهم من أوهام الحياة. انطلاقا من هذا التصور،لا يتأمل نيتشه عن طبيعة الحقيقة وإنما عن قيمتها ودورها في الحياة
وتتحدد قيمة الحقيقة من وجهة نظره في فائدتها ومنفعتها
لا وجود لحقيقة في معزل من غايات تضمن استمرار الحياة وبقائها، فالحقيقة ليست غاية في ذاتها بل هي وسائل لغاية نفعية، والحقيقة تدوم بقدرماتنفع بحفظ الحياة والنوع
الشيء الذي يعمل حتى بالأوهام ذاتها
مادم أن المعيار الوحيد للحقيقة هو المنفعة.
إن الحقيقة في نظر نيتشه وهما واعتبر هذه الحقائق أوهام لذا اعتبرها مقنعة لنا،
إن الحقيقة في نظر نيتشه وهما واعتبر هذه الحقائق أوهام لذا اعتبرها مقنعة لنا،
لكننا بينا أنها أوهام لأنها أوهام نافعة في معركة الصراع من أجل البقاء.
يسمح هذا الحديث المينشوي الحقيقة بالتساؤل عن قيمتها وأهميتها.
4) الحقيقة بما هي قيمة :
تمهيد :
إذا كانت الحقيقة في الفلسفة التقليدية يعتبر غاية في ذاتها وتستمد قيمتها من ذاتها لا من شيء خارجها،
فإن الفلسفة المعاصرة وخاصة المدرسة البراجماتية ستؤسس تصورا نفعيا للحقيقة.
– إشكالية :
– إشكالية :
فمن أين تستمد الحقيقة قيمتها ؟
هل من ذاتها أم من منفعتها ؟
ألا يطرح التصور النفعي تساؤلات لا أخلاقية بصدد الحقيقة.
أطروحة ويليام جيمس
أطروحة ويليام جيمس
يؤسس ويليام تجيمس تصورا جديدا للحقيقة ينبني على أساس نظرة نفعية عملية
وهكذا فجيمس على غرار نيتشه يقضي بدوره على فكرة الحقيقة المطلقة المنزهة عن كل غاية خارجية،
ويؤكد عن الطابع البرغماني للحقيقة، إذ أن قيمة هذه الأخيرة تتجلى في كل ماهو نقعي عملي ومفيد،
تأكيد يعبر عنه V . S يقول " امتلاك أفكار صادقة يعني على وجه الدقة امتلاك أدوات تمينة للعمل"
من هنا يصبح معيار الحقيقة الوحيد هو صلاحيتها للعمل، والإنسان هو صانعها،
وبذلك فإن الحقائق تتغير بتغير المواقف ومايصلح لكل منها،
وتختفي الحقيقة الكلية الثابتة وتصبح نسبية، تختلف باختلاف المصالح وتداركها
وهكذا فما يكون نافعا بالنسبة لي قد يكون ضارا بالنسبة لغيره،
مما يجعل النظرية البرغماتية بطريقة لا أخلاقية.
أطروحة بركسون :
رغم الطابع اللاأخلاقي للحقيقة إلى أن بركسون يدافع عنها باعتبارها تقدم بديلا للمفهوم التقليدي للحقيقة
أطروحة بركسون :
رغم الطابع اللاأخلاقي للحقيقة إلى أن بركسون يدافع عنها باعتبارها تقدم بديلا للمفهوم التقليدي للحقيقة
الذي لايرى فيها إلا مطابقة الفكر بالواقع فهذه المطابقة غير ممكنة في نظرها، لأنه ليست هناك واقع ثابت
حتى يتطابق معه الفكر، إن الواقع دائما متحرك، مما يجعل الحقيقة سباق للمستقبل واستعداد له.
أطروحة كانط :
إن هذا التأويل للحقيقة على بركسون لايلغي طابعها اللاأخلاقي
الشيء الذي يجعل المفهوم الكانطي للحقيقة باعتبارها واجبا أخلاقيا ذا بعد إنساني رفيع، يحتفظ بأهميته وراهنية،
وهكذا يرى كانط أن الكذب لايضر بالإنسان فقط بل يضر بمفهوم الواجب الذي يجعل قول الحقيقة واجبا أخلاقيا ينبغي أن يلتزم به الجسم،
وكما يرفض كانط أن تكون الحقيقة ملكا خاصا للبعض دون الآخرين فإنه يجعلها واجبا مطلعا يتساوى فيه جميع الناس مهما اختلفت مذاهبهم وأعراقهم وجنسياتهم.
خاتمة :
خاتمة :
لقد ظلت الحقيقة ومازالت هدفا وغاية لكل معرفة إنسانية
فأن تكون الحقيقة غاية المعرفة معناه أنها غير موجودة
وتاريخ الفلسفة – قدم نفسه على أنه السعي الدائم وراء الحقيقة، ومن هنا منبع التباين والاختلاف في تحديدها.
تبعا لاختلاف الأنساق الفلسفية والمراحل التاريخية التي تأطرها.
لذلك اتجهت الفلسفة المعاصرة إلى البحث في الحقيقة لا بمعنى الحقيقة، ولكن البحث في الحقيقة من حيث قيمتها ودورها في المجتمع.
- تحليل نص "الحقيقة هو المفيد" -
مقدمة :
- تحليل نص "الحقيقة هو المفيد" -
مقدمة :
يتحدث النص عن مفهوم الحقيقة أو عن الحقيقة من حيث مفهومها وقيمتها ووظيفتها.
وماهي الحقيقة ؟
هل هي مطابقة الفكر للواقع ؟
هل تعتبر غاية في ذاتها ؟
أم مجرد أداة ووسيلة لتحقيق المنفعة بمعنى آخر هل الحقيقي هو المفيد ؟
ألا يطرح التصور النفعي للحقيقة تساؤلات أو نتائج لا أخلاقية ؟
ماهي حدود التصور النفعي للحقيقة ؟
- عرض :
يرى ويليام جيمس
- عرض :
يرى ويليام جيمس
أن الحقيقة ليست هي مطابقة الفكر للواقع وليست غاية في ذاتها، وإنما هي أداة ووسيلة لإشباع حاجات ضرورية، والتأثير في واقعنا وسلوكنا،
فالأفكار النافعة والمفيدة وليست الصادقة هي ما ينبغي السعي إلى اكتسابها، وبالتالي فإن امتلاك الحقيقة يعني امتلاك المفيد (أدواة مفيدة ونافعة) فالحقيقة عند ويليام جيمس هو المفيد .
- ينقسم هذا النص إلى مجموعة من الفقرات ففي الفقرة الأولى :
- ينقسم هذا النص إلى مجموعة من الفقرات ففي الفقرة الأولى :
يتحدث عن المفهوم البرغماني للحقيقة باعتبارها أداة للحمل وهي ما ينبغي أن يكتسبها.
وفي الفقرة الثانية :
وفي الفقرة الثانية :
يعتمد ويليام جيمس أكثر في مفهومه للحقيقة والانسان الحاجات وليس الغاية
وفي الفقرة الثالثة
يرفض المفهوم الشائع للحقيقة باعتبارها مطابقة
لأن الصادق ليس هو المطابق وإنما هو المفيد بسلوكنا وفكرنا
أي الذي يساعدنا عن التأثير في الواقع.
ليختم هذا النص في الفقرة الأخيرة بخلاصة يختزل فيها تصوره المام للحقيقة في المفيد والنافع.
يستمد الكاتب في تصوره للحقيقة على دواعي عقلية نفعية، ذلك أن ما يهم الناس هو ما ينفعهم
وماسيساعدهم على التمييز بين الوقائع الضارة والوقائع الناتجة
وقد اتخذ النص صبغة تقريرية في عرضه لأطروحته
حيث يبدأ دائما بالتأكيد على موقفه، تصوره للحقيقة ليعقبه بعد ذلك شرح تفصيلي لهذا المفهوم مثل على أولا أن أذكركم، ومن الواضح كل الوضوح...
والآن ماذا ينبغي لنا نفهم من كون الحقيقة...،
أختصر كل هذا قائلا... . " الحقيقي هو المفيد والنافع "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق