الثلاثاء، 31 يوليو 2012

السودان بعد انفصال الجنوب وخروج البترول من الميزانية


الثلاثاء - 19 يونيو 2012 10:04
الخرطوم: الأمين علي حسن
وزير المالية السوداني
في ظل الأزمة الاقتصادية التي تتعرض لها الكثير من دول العالم انهارت علي إثرها اقتصاديات دول ونجحت معالجات أخري وتعالت أصوات مطالبة بالإصلاحات، انهارت بنوك وأغلقت شركات ومؤسسات في أعرق اقتصاديات العالم.

في الولايات المتحدة الأمريكية شهد أغني شارع في العالم (وول ستريت) هتافات وصيحات مطالبة بخطط وبرامج لإنقاذ الاقتصاد.

 منطقة اليورو أيضاً بثقلها ووزنها المالي الكبير تعرضت للكارثة التي جرفت منها دولاً مثل اليونان التي تعرضت لأكبر ضائقة في تاريخها الحديث وحاولت دول أخري كإيطاليا وأسبانيا الخروج من الأزمة عن طريق القروض والمنح.
 
وفي السودان ظلت الأوضاع مستقرة بعض الشيء في بداية الأزمة ولكن بعد انفصال الجنوب وخروج البترول من الميزانية تعرض الاقتصاد لهزة كبيرة ما جعل الحكومة تبحث عن حلول للخروج منها تمثلت هذه الحلول في تقليص الهيكل الحكومي وزيادة الإنتاج وتشجيع الاستثمار وغيرها.



ولتسليط الضوء علي هذا الموضوع استنطقت (الأهرام اليوم) عدداً من الخبراء لتقييم البرنامج الذي قدمه رئيس الجمهورية أمام الهيئة التشريعية.



الخبير الاقتصادي المعروف والوزير والوالي السابق البروف أحمد المجذوب قال لـ( الأهرام اليوم)


إن البرنامج الإصلاحي الحالي المتمثل في تقليل الإنفاق الحكومي وتشجيع الاستثمار يؤدي إلي تقليل الضغوط علي الميزانية العامة للدولة مشيراً إلي أن نجاح هذا البرنامج يحتاج إلي إجراءات تفصيلية لإزالة العقبات التي تواجه الاستثمار ومنع الازدواجية في القرار بين الولايات والمركز


مبيناً أن البرنامج سيفقد قدرته في حالة اختلال الإدارة والمال مشيراً إلي أن البرنامج يعتبر نقلة نوعية في الاقتصاد السوداني.


المجذوب أوضح أن الديون تعتبر مصدراً من مصادر الميزانية في كل دول العالم لسد العجز وفي السودان مجازة في ميزانية هذا العام مبيناً أنها تساعد في معالجة التحديات الماثلة.


بالنسبة للخبير الاقتصادي عز الدين إبراهيم 


أن المغتربين يعتبرون أكبر صادر للسودان وأن دخلهم يفوق دخل الذهب خاصة الاستثمارات والتحويلات التي تأتي إلي أهلهم في السودان عبر البنوك مشيراً إلي أن زياراتهم إلي البلاد تفيد كثيراً خاصة الرسوم التي يدفعونها للحكومة مطالباً الحكومة بضرورة تشيعهم للاستثمار بالبلاد مضيفاً أن هناك أموالا كبير جداً لسودانيين عاملين خارج البلاد.


أما الخبير الاقتصادي المعروف محمد الجاك 


فقد اعتبر أن القروض تعتبر أسرع مصدر للخروج من الأزمة الحالية مطالباً الحكومة بتفعيل الاتفاقيات الثنائية مع الدول والاستفادة من الأصدقاء مشيراً إلي أن السودان يحتاج حالياً إلي الديون النقدية للاستفادة منها في عملية الإصلاح.


بالرجوع لحديث أحمد المجذوب 


فهو يري أن من الضروري جداً دعم الشرائح الضعيفة ومحدودي الدخل من قبل الحكومة لإنجاح البرنامج الإصلاحي لأنهم أكثر المتأثرين بالإصلاحات الأخيرة.


الدكتور الجاك


أشار إلي أن التقليص الحكومي يساعد تحسين الموازنة العامة ولكن لابد من تقليص عدد الولايات حسب قوله لأنها تمثل تقلاً كبيراً علي الميزانية مضيفاً أنه يمكن أن تدمج عدد من الولايات وأن تقلص حكوماتها بصورة واضحة حتى تعود الفائدة لمواطنيها مطالباً بتقليص مرتبات الدستوريين  وإيقاف الحوافز والامتيازات من أجل تقليل الضغط علي المال العام ولكنه أشار إلي أن الوزراء والدستوريين الذين يتم إعفاؤهم سيطالبون بحقوقهم التي ستكون كبيرة جداً.


الجاك أكد أيضاً أن الزراعة لا يمكن أن يعتمد عليها كحل آني ولكنها بلا شك ستكون مخرجاً في المستقبل إذا دعمت بصورة واضحة. 


مضيفاً أن الزراعة أهملت من قبل وتحتاج لوقت لكي تعود إلي سيرتها الأولي.


محدثنا مضى في حديث مطالباً الحكومة بضرورة الاستفادة من مساحة السودان الواسعة وانفتاحه علي العديد من الدول لتشجيع تجارة الحدود التي اعتبرها مصدراً مهماً في تقوية الاقتصاد السوداني مبيناً أنها ستساعد في خفض معدلات التضخم كما طالب الدولة أيضاً بالاستفادة من كميات الذهب الحالية رغم أن التعدين في السودان ما زال في بداياته ولكن ربما يلعب دوراً اقتصادياً في المستقبل.

الدكتور عز الدين  إبراهيم



طالب الحكومة بتوضيح الميزانية الحالية هل هي ميزانية جديدة أم ستواصل الحكومة تنفيذ الميزانية السنوية التي وضعتها في بداية العام؟


مضيفاً أيضاً أنه يجب التوضيح حول هل هذا البرنامج سيستمر لباقي هذا العام أم أنه سيشمل العام الجديد؟


عز الدين طالب الحكومة بالدعم المباشر للأسر الفقيرة لتقليل آثار ارتفاع الأسعار عليها كما طالب أيضاً الولايات بتوفير منافذ البيع المخفض وزيادة البيوت المحمية وتشجيع الجمعيات التعاونية لتوفير السلع الضرورية مطالباً بالاستفادة من السجناء في عمليات الإنتاج خاصة المزارع.
نقلا عن صحيفة الأهرام اليوم19ا6ا2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق