الخميس، 19 يوليو 2012

اخطب لبنتك قبل أن تخطب لنفسها!!


صفاء صلاح الدين
الاثنين, 05 سبتمبر 2011




"فتاة تتأنق وتذهب ومعها صحبة من الورود الجميلة ومعها والدها يطرقون باب شاب ويطلبون يده"..
هذا هو ما يتخيله الناس للأيام القادمة مع تأخر سن الزواج وانتشار ظاهرة العنوسة، وأن الحال سينقلب وستذهب الفتيات لخطبة الشباب.
"اخطب لبنتك قبل أن تخطب هي لنفسها"..
هذا الشعار سيحتاج منا أن نعيد النظر فيه، والتفكير في أسباب رفضه؛ فمنذ عدة أجيال مضت في مجتمعنا المصري كان من واجب الأب البحث عن الرجل المناسب الذي يستحق الاقتران بابنته في دوائر المقربين له سواء العائلة أو الجيران أو العمل، خاصة أن المجتمع في هذا الوقت لم يكن يتيح للفتاة مساحة من التواصل الاجتماعي الكافي.
خيال مفرط
وفي المقابل ربما يسأل البعض سؤالا ملحا:
لماذا يختار الشاب فقط الفتاة ولا تختار هي؟..
وماذا إذا وجدت من يعجبها أخلاقة وصفاته ماذا تفعل؟..
أسئلة من هذا القبيل تدور في عقول الكثير من الفتيات، وويواجهها الصورة التي يتبرع الإعلام أحيانا بتصديرها لمن تعجب بشاب فتفعل الكثير من الحيل لكي تتعرف عليه وتتحدث معه، ثم لا مانع من أن يتصادقوا بعض الوقت طال أو قصر ثم لا مانع من أن تفتعل هي الكثير من الحيل للإيقاع به وتصبح في هذه الحالة "البنت الشاطرة اللي اصطادت عريس".
وفي عصر التكنولوجيا ربما تفعل شيئا أكثر سهولة من هذا فتضيف شخصا ما يعجبها بروفايله علي الفيس بوك (صفحته الشخصية على الموقع الاجتماعي) ثم لا مانع من الدردشة سويا حتى الإيقاع به.
وهنا يتبادر إلي الذهن سؤال:
هل توجد طريقة أكثر احتراما عندما تجد الفتاة شابا ما تعجبها أخلاقه؟..

"كل معروض باير"
بالتأكيد هناك حلول أكثر احتراما،
ولنا نموذج رائع في السيدة خديجة عندما أعجبت بأخلاق سيدنا محمد –عليه الصلاة والسلام- ووسطت صديقتها لكي تفاتحه في الأمر،
ولكن دعوني أهمس في أذنكم بأننا قد نستند إلي هذه الواقعة ولكن ننفذها بالطريقة الخطأ.. 
فدعونا نتأمل ماذا فعلت السيدة خديجة جيدا..
السيدة خديجة تعاملت مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في تجارتها ورأت منه أخلاقا حسنة جعلتها تتمني الزواج منه، وتحدثت مع إحدى صديقاتها التي سهلت عليها المهمة ولفتت نظر النبي لخديجة التى كان يتمناها لكنه كان يفكر أنها لن تقبل به لفقره.
القصة معروفة لنا جميعا لكننا لا نطبقها كما يجب،
فعندما أرادت السيدة خديجة مفاتحة الأمر مع الرسول لم تذهب هي بنفسها وتطلب منه لكنها وسطت "من تثق به" ليذهب للرسول ويفاتحه في الأمر.
أي إنه بإمكان الفتاة أن توسط من يذهب ويفاتح الشاب الذي أعجبها في أمر زواجها ولفت نظره إليها، لكنها لابد أن تختار الوسيط الصحيح بحيث يكون ذا ثقة يعرفها ويعرف صفاتها وتضمن أن يتكلم عنك بكل صدق وأيضا يجيد التصرف في مثل هذا الموقف من غير أن يسيء لصورتها أمام الشاب.
وإذا كنا قديما نسمع أن الأب عندما يتوسم في شاب الخلق والدين كان يعرض عليه ابنته للزواج، وفي بعض الأوقات كان الأخ أيضا إذا رأى صديقا له يليق بأخته يعرض عليه الأمر، فاليوم إذا حدث ذلك سوف تظهر علامة استفهام كبيرة في رأس الشاب وتنهمر الأسئلة عليه:
 "لماذا أنا بالذات؟..
هل البنت بها عيب؟..
هل هي لا يتقدم إليها أحد"
ويفكر بنظرية المؤامرة أن هناك "تدبيسة" إليه في الطريق، وسرعان مايفكر في الفرار من هذا المأزق بطريقة لطيفة وبعدها يتنفس الصعداء وربما يقطع علاقته بهذا الأخ أو الأب علي الفور،
وربما لم يفكر أصلا في البنت وهل تصلح له أم لا وماذا يعرف عن أخيها، ولكن يفكر فقط في صدمته بالموقف.
فالأمر يحتاج بكل ضرورة  لتغيير هذه الثقافة التي ننتهجها في الزواج، ونغير الصورة الذهنية عن الموقف
ونكف عن استدعاء كل الأمثال الشعبية التي ترعبنا من الموقف
مثل " كل معروض باير" وأن من تفعل ذلك لابد أن يكون لديها عيب خطير.
أعلم أن مجتمع اليوم قد تغير وأن الناس أصبحت تخشى بعضها البعض بالفطرة بدون أسباب من باب أن الجميع أشرار إلى أن يثبت العكس ولكن بعد ثورة التغيير نأمل أن تتغير هذه الثقافة وننظر لها بعين مختلفة،
فإذا صادفنا أن أحدهم عرض علي شخص ما فتاة للزواج فلا يعني ذلك أن هذا الشاب الذي لم تلد العرب مثله ولكن من عرضها عليه يتوسم فيه الأخلاق الكريمة ويريد أن يكرمه بأن يتوسط له في هذا الأمر،
وإذا كان أبا أو أخا فهو يفعل ذلك محبة في هذا الشاب  ويريد أن يهديه هدية من عنده بأعز مايملك ويأمنه علي بنته أو أخته، وأظن أنه موقف جميل يجب أن يسعدنا  بدلا من أن يحاصرنا بالشكوك والمخاوف.
دعوة للتفكير
الفكرة إذا أعدنا النظر فيها لا تسيء للشاب ولا للفتاة، وبالطبع لا تمس كرامة هذا الأخ أو الأب ولا كرامة الفتاة ولا كرامة العائلة،
خاصة وأننا يجب أن ننتبه إلى أن طبيعة الدوائر الاجتماعية اليوم سواء بين العائلات أو الجيران أو الأصدقاء لم تعد مفتوحة كما كانت من خمسين عام مثلا، فاليوم نعيش في دوائر منعزلة عن بعضها البعض بسبب طبيعة العصر وظروف الحياة السريعة.
وقبل أن نفكر سريعا في الأمر بأنه "عيب أو لا يصح"..
فلنفكر قليلا في أن ما لا يصح هو أن تذهب الفتاة وتقول للشاب "أنا معجبة بيك يا محسن" وتظهر أفلام ومسلسلات تدور قصتها حول ذلك وتنتهي بفوز الفتاة بالشاب.
وعلينا قبل أن نرفض نموذج أن نقدم له البديل حتي يسير حال المجتمع وتسير الحياة، ولا ندع الأفكار الخاطئة يروج لها في كل مكان والأفكار الصحيحة تبحث عن أفواه تتكلم عنها وتدافع عنها.
وأنا أطرح معكم الفكرة للنقاش
لماذا لا نطبقها؟
وماهي المعوقات التي تعوقنا عن البدء فيها؟
كيف نغير ثفافة المجتمع حول هذا المفهوم؟ 
وما الحلول الأخرى التي تراها مناسبة لهذا الأمر؟
شاركونا في الأفكار ومناقشتها فهي فكرة تستحق منا إعادة نظر..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق