الجمعة، 6 يوليو 2012

العلماء يعثرون على (جسيّم هغز) بعد مرور 40 عاما


العلماء يعثرون على (جسيّم الرب) بعد مرور 40 عاما /مترجم

عنوان المقال الأصلي: العلماء يعثرون على (جسيّم الرب) بعد مرور 40 عاما 
من البحث ويعلنون ذلك في يوم علمي مشهود

صحيفة الميل البريطانية
كتبه:روب واوف
4/7/2012 
ترجمة:مازن فيصل البلداوي

تعريفات:
سيرن=CERN
بوزون=Boson

انتهت عملية البحث الخاصة باصطياد الـ (هغز بوزون) او كما يدعونه(جسيّم الرب)والذي يمنح المادة المشكّلة للكون كتلتها بعد رحلة دامت 40 عاما.
في سيرن (المجلس الأوروبي للأبحاث النووية)-سويسرا،اعلن العلماء المسؤولون وبضمنهم العالم الفيزيائي بيتر هغز،عن الحدث الذي هز العالم وسيساهم كثيرا في اعادة رسم خرائط المعلومات الفيزيائية،بأنهم قد عثروا على الجسيّم الذي يتوافق مع توقعاتهم بالنسبة لـ(جسيّم هغز)،الذي سمي بأسم العالم بيتر هغز باعتبار انه كان الأول الذي اقترح وجود هذا الجسيّم قبل أربعة عقود.

بروفيسور هغز ذو الـ83 عاما مسح دمعة أقطرت بها عينه لحظة الأعلان عن هذا الأكتشاف العظيم 
وقال بعد ذلك:أنه بالفعل شيىء لايصدق هذا الذي حدث خلال فترة حياتي،قال ذلك امام جمهور ضم العديد من الفيزيائيين المعروفين على مستوى العالم الذين وقفوا وصفقوا لهذا الأنجاز الذي سارت ابحاثه على طول أربعة عقود من الزمن في مختبرات مصادم هاردون الكبير في سويسرا و معالجات اخرى للجسيمات من مثل تيفاترون الأميركي.
ويعد هذا الأكتشاف كأكبر طفرة تحققت في علم الفيزياء على مدى عقود مضت حيث انه جسّر ثغرة كانت تدور في اكثر من مكان داخل منظومة فهمنا للذرّة،ومن الممكن ان يقود هذا الأكتشاف الى تقنيات جديدة .
قد صرح الرئيس التنفيذي لمجلس مرافق العلم والتقنية البروفيسور جون وميرسلي للصحفيين في تصريح مقتضب في لندن قائلا: لقد عثروا على جسيّم يتسق مع (جسيّم بوزون)،وكلمة اكتشاف هي الأكثر ملائمة لهذا الحدث وقد تم أثبات الحالة بشكل نهائي،أنه يوم علمي مشهود.

وكما صرح الناطق بأسم المختبر الذي قام بين جدرانه هذا البحث-جو انكانديلا- اذ يقول: أنه بالفعل جسيّم جديد.
وقال جو انكانديلا:
هذا حدث يمكنه ان يكون في النهاية احد أعظم الأكتشافات لأي من الظواهر الفلك-زمنية الحديثة داخل مضمار اختصاصنا في غضون السنوات الثلاثون او الأربعون الأخيرة،
فأن هذا الأكتشاف يغلق الثغرة الأخيرة في الهيكل المثالي المعتمد للفيزياء ويثبت ان أينشتاين كان محقا،ومن المحتمل جدا ان يقودنا الى تقنيات جديدة تقوم على اسس فهمنا لهذا الجسيّم.
في شهر كانون الأول من العام الماضي قام العلماء العاملون في مشروع(مصادم هاردون الكبير) والذي يبحث موضوع مسرّع جسيّم الـ(بغ بانغ-الأنفجار العظيم) والذي تتلخص فكرته بأعادة تمثيل الظروف الخاصة بحالة الكون بعد الأنفجار العظيم
وفي الفترة الزمنية المقدرة بجزء من المليار من الثانية بعد الحدث،بالكشف عن انهم رصدوا اللمحة الأولى عن جسيّم هغز المحيّر!
ومنذ ذلك الحين قاموا بأعادة غربلة وفحص كميات هائلة من البيانات الخاصة بالأصطدامات ذات الطاقة العالية من اجل خفض احتمال بأن الأستنتاجات قد تكون على خطأ.

وكما صرّح فابيولا جيانوتي الناطق بأسم مؤسسة(أطلس للأختبارات) قائلا:
 لقد تم اختبار الأكتشاف المعني على(مقياس سيغما الأحصائي ذو الدرجات الخمس) والذي يعتبر تأكيدا لاريبة فيه تجاه هذا الأمر،
ويستطرد شارحا بقوله،لقد رصدنا في بيانات اختباراتنا اشارات واضحة ومؤكدة لجسيّم جديد على المستوى( 5 سيغما) في المنطقة ذات الكتلة (126 جي أي في)،لكننا نحتاج الى قليل من الوقت لتهيئة هذه النتائج من اجل اعلانها بشكل رسمي.
ان هذه النتائج تعتبر نتائج أولية لكن أشارة الـ (5 سيغما للكتلة 125 جي أي في) هي اشارة دراماتيكية،
وحقيقة ان هذا الجسيّم يعد جديدا بكل المعايير،ونحن نعلم بأنه يجب ان يكون(بوزون) ناهيك عن انه الأثقل من بين جميع الجسيمات البوزونية كما يقول جو أنكانديلا.
ان الآثار المترتبة على هذا الأمر تعد رائعة جدا،ولهذا السبب بالذات وبتعبير دقيق يجب علينا ان نكون مجتهدين ومواظبين للتدقيق في دراساتنا.
انه لمن الصعب ان لاينبهر المرء بمثل هذه النتائج كما يقول رئيس معهد سيرن سيرجيو بيرتولوتشي،

ولقد صرحنا في العام الماضي بأننا في عام 2012 اما سنعلن عن العثور على سبيه لجسيّم هغز او اننا سنقوم بأخراج نموذج هغز المعياري من الموضوع برمّته،ومع كل الأحتياطات الضرورية فأنه يبدو لي بأننا على مفترق طرق!

اما البروفيسور بيتر هغز الذي كان أول من وضع النظرية قبل 40 عاما فقد أخبر الـ(بي بي سي) بأنه كان اكثر من مسرور ومغتبط بأن هذا الحدث قد تم خلال حياته،
وقد كان بالتأكيد بعيدا عن احتمال تصور حدوثه خلال حياته عندما ابتدأ العمل على هذا الأمر قبل 40 عاما بسبب ان لاأحد كان يعرف أين يبحث عن هذا الجسيّم؟!
لذا فأن الأمر يعدا مبهجا بالنسبة لي ويكفي لأن يكون تصريحا يعبّر عن اكتشاف جديد.
وفي الحقيقة انه يمثل اخلاصا رائعا من قبل الشباب الذين انخرطوا في هذا الأشكال من التعاون الرائع وليستمروا على هذا الطريق،على طريق هذه المهمة الصعبة، وأنا أهنئهم على جهودهم.
لقد قام العلماء في مصادم هادرون الكبير بأطلاق شعاعين من البروتونات(التي تعد قلب الذرات) كل تجاه الأخر من خلال انفاق دائرية بطول 27 كم وبسرعة تقارب سرعة الضوء،وعندما تصادمت البروتونات مع بعضها تجزّأت الى جسيمات أساسية بكمية أكبر توزعت بشكل متناسق وذلك بسبب كميات الطاقة الهائلة التي تداخلت في هذا الأصطدام،والنواتج الجديدة يمكن ان تتجزّا الى عدد أكبر آخر من الجسيمات .

كان الفيزيائيون محتاجين (لجسيّم هغز) كي يجسر الثغرة الموجودة في النموذج المعياري،وهو النظرية التي توضح وتبين جميع الجسيمات والقوى والتفاعلات التي تشكّل بموجبها مادة الكون،الا انه لم يتم رصد اي شيء يخص كتلة الكون(دون كتلة مادة الظلام) والحقيقة فأن بعض الجسيمات تزن اكثر من غيرها،
وبحسب النظرية........فأن(بوزون هغز)يعد مبعوثا عن(حقل هغز) الذي يشكل كتلة المادة الكونية،وكلما ازدادت تفاعلات الجسيمات مع هذا الحقل كلما اصبحت الجسيمات اكثر ضخامة وازدادت وزنا.
ان النموذج القياسي للكون لايمكن تواجده بدون وجود(بوزون هغز) وأن كل شيء سيتصرف كما يتصرف الضوء،وتبقى الأشياء بحالة طائفة ولايمكن ان تتحد مع بعضها البعض،ولن يمكن ان تكون هنالك ذرات تخلقها تجمعات البروتونات والنيوترونات والألكترونات ولا وجود لمادة الكون، ولاوجود لنا نحن ايضا.
ان عدم العثور على جسيّم(بوزون هغز) يعني تفكيك النموذج القياسي/المعياري للكون، والعودة الى لوحة الرسم مرة أخرى للبدء من جديد مع أطقم جديدة من النظريات.

ملاحظة:
-------
1-هنالك عدة هوامش لم اقم بترجمتها تتضمن سياقا تاريخيا لهذا الأنجاز وبدايته،وتتضمن تصريحات لعلماء عدة من المهتمين بهذا الموضوع،وبعضا من اختيارات البروفيسور هغز على مدى السنوات الماضية لبعض الأشخاص والطلبة ممن شكلوا فريق البحث،كما تتضمن معلومات اخرى حول استخدام الجسيمات في مجالات الحياة وتطبيقاتها.
2-تم تسجيل اعتراض بعض الجماعات الدينية على تسمية(جسيّم الرب)وكان ايضا معهد سيرن قد ابدى عدم تحبيذه للتسمية التي أطلقها عليه العالم الفيزيائي ليون ليدرمان الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء عام 1993 والتي استخدمت في وسائل الأعلام عند الحديث عن هذا الجسيّم وأدّت الى أغضاب بعض العلماء بضمنهم البروفيسور هغز نفسه.
3-يرجى مراجعة المقال الأصلي من خلال الرابط المرفق للأطلاع على الصور والفيديوهات المرفقة،ومراجعة الروابط الأخرى المرفقة من اجل معرفة تفاصيل أخرى حول الجسيمات والنظرية المذكورة.

وليس لي الا ان أسأل سؤالا واحدا لاغير،ماذا قدمنا كشعوب للمنطقة العربية خلال الأعوام الأربعين الماضية كأنجاز يقارب هذا الأنجاز؟؟

تحياتي

جسيّم البوزون
http://ar.wikipedia.org/wiki/ 

نظرية النموذج المعياري
http://ar.wikipedia.org/wiki/

مصادم هادرون الكبير
http://ar.wikipedia.org/wiki/

سيرن=CERN
http://public.web.cern.ch/public /
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=314440

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق