الجمعة، 17 فبراير 2012

الدول الهشة أين تقف ؟

الصحيفة : السياسة الخارجية
تقرير خاص
الترجمة : عدنان توفيق
أنه حقا زمن عسير بالنسبة لدول العالم الأكثر هشاشة، 

المتداعية تحت ثقل الأزمة الاقتصادية والكوارث الطبيعية وأنهيار الحكومات، 
في هذا العدد سنغوص عميقا في السؤال
 ما هو الخطأ الذي حدث what went wrong 
والأخر هو من الذي ينبغي أن يلام who is to blame.
ربما لا تحتل اليمن الصفحات الأولى من الصحف والمجلات ولكنها كانت هدفا لمراقبة مكثفة من قبل بقية العواصم ، دولة فاشلة بكل معنى الكلمة تتخمر هناك أختفاء الأحتياطي من البترول والمياه ، جمهرة من المهاجرين بعضهم مرتبطبن بالقاعدة، يتدفقون من الصومال، الدولة الفاشلة الأخرى بجوارها ،إلى جانب حكومة ضعيفة يتزايد عجزها في إدارة البلد ، العديد من المراقبين يشعرون بقلق عميق في أن تتحول اليمن إلى أفغانستان أخرى ، وهي الأن مشكلة دولية تغلفت في دولة فاشلة .

وهذا الفشل لا يتعلق باليمن فقط فالأزمة المالية تكاد تؤدي بحياة باكستان الممزقة بواسطة حركات التمرد والتي بقيت حتى الأن على قيد الحياة بفضل مساعدات صندوق النقد الدولي، الكاميرون هزتها الأزمة الاقتصادية والتي أدت إلى إندلاع الفوضى والعنف وعدم الأستقرار.

 البلدان المعتمدة على أستيراد وتصديرالسلع، أبتداء من نايجيريا إلى غينيا الأستوائية وحتى بنغلاديش مرت بنفس الأوضاع العام الماضي، وعانت مما يسميه هومي كاراس تأثير الويب لاشwhiplash إي السير على حبل مشدود من الطرفين (تعبيرا عن الجهد الشاق للمحافظة على التوازن) بعد الأرتفاع الكبيرفي الأسعار وهبوطها المفاجئ مرة أخرى .
 كل الدلائل تشير إلى أن عام 2009 سوف لن يجلب سوى القليل لما لا يمكن تأجيله ، وبدلا من ذلك فأن الأنحسار العالمي يثير الفزع بأن الدول المتعددة الأعراق يمكن أن تنزلق جميعها وفي نفس الوقت نحو الهاوية ، والأن وأكثر من أي وقت مضى فأن الأمراض المتعددة triage للدولة الفاشلة ستصبح ضرورة بالنسبة لزعامات العالم بدءا من الأمم المتحدة والبنك الدولي وأنتهاء بالبيت الأبيض وستشارك جميعها في تسجيل نقطة جيدة داخل مأزق قديم وغير مريح .
 من ينبغي أن تكون له الأولوية في تلقي المساعدة مع وجود هذا العدد الكبير ممن يحتاجونها؟ 
 أن هذا سؤال عسير الأجابة عليه ويأتي في زمن عسيروالأجابة تشكل خلفية الفقرة الخامسة لقائمة الدول الفاشلة التي جاءت نتيجة للتعاون بين منظمة التمويل من أجل السلام fund for peace وهي منظمة أبحاث مستقلة وبين مجلة السياسة الخارجية ،
 فبعد أستخدام أثنا عشر مؤشرا للحكم على مدى تماسك الدولة ومن خلال فحص دقيق لأكثر من ثلاثين ألف مصدر متوفر بشكل علني صنفنا مائة وسبعة وسعين دولة على شكل سلم يبدأ بأكثر الدول تعرضا للإنهيار إلى أقلها أحتمالا ووجدنا بأن هتاك ستين دولة هي الأكثر احتمالا للإنهيار ومشخصين الدول الأكثر حاجة للمساعدة.
 وفي النهاية نرى بأن كل دولة ستنهار على طريقتها الخاصة ، فجورجيا على سبيل المثال قفزت 23 درجة خلال العام الحالي وأعتمادا على مؤشر أساسي وهو تعرضها للغزو من قبل روسيا، الصومال والكونغو تنهاران بسبب الضعف المزمن وغياب الحكومة المستمر، زيمبابوي وبورما يصبهما الإخفاق لأن حكومتي هذين البلدين قويتان بما فيه الكفاية لخنق الحياة داخل مجتمعيهما ، العراق متوجه نحو الإنهيار ولكن مسار هذا البلد يمكن أن ينتهي بنجاحات كبيرة ، هايتي دولة نموذجية في الفشل ومن الصعب تصورتحقق أي نجاح في أية زاوية من هذا البلد .
ومن الحقائق الصعبة بأن المخاطر الكبيرة في الفشل ليست مرادفة مع النتائج الكبيرة للأخفاق 
 فعلى سبيل المثال فأن زيمبابوي من الناحية التكنيكية أكثر فشلا من العراق 
ولكن ما يترتب على التعقيدات الجيوبوليتيكية في العراق أكثر بكثير من مثيلتها في زيمبابوي.
ولهذا السبب نحن نشعر بالقلق على باكستان أكثر من قلقنا على غينيا وكوريا الشمالية بل وأكثر من ساحل العاج .
ثم لنأخذ المفارقة الإيرانية بنظر الأعتبار والتي قفزت أحدى عشر نقطة إلى الأمام في هذا العام ، فبسبب الأقتصاد المسير بطريقة خاطئة وسوء إدارة الدولة إلى جانب أثار الأزمة الاقتصادية العالمية فأن إيران تترنح ولكن الدولة صامدة وبعيدة عن الفشل لأنها وبالتأكيد حققت نجاحا كبير على الأقل في مجال محاولة الحصول على السلاح النووي، وهذا النجاح هو الذي يساعد على صمود إيران أكثر من أخفاقاتها في بقية المجالات.
 وبالأجابة على سؤال أي من الدول الفاشلة تتطلب أنتباها أكبر؟
 يقودنا إلى السؤال الأخر وهو أي من الدول الفاشلة تشكل الخطر الأكبر على العالم ؟
ولكن الحقيقة أن العلاقة المفترضة بشكل واسع بين الدولة الفاشلة والإرهاب منذ هجوم الحادي عشر من أيلول أثبتت بأن الهجمات الإرهابية تأتي في الغالب بسبب فقدان الدولة السيطرة على أراضيها .
والمثال الواضح 
هو الصومال التي تحتل رقم واحد في قائمة الدول الفاشلة ، التقرير الأخير الصادر من مركز مكافحة الإرهاب في الويست بوينت وأستنادا إلى الوثائق العائدة للقاعدة والتي تم الإستيلاء عليها في العمليات المضادة كشفت بأن عناصر القاعدة التابعة لبن لادن واجهت مصاعب جمة في محاولة نقل تجربتها المريعة إلى خارج الصومال.
 وكانت قوة حفظ السلام الدولية وجدت في التسعينيات ولنفس الأسباب التي ذكرناها بأن الصومال لا يمكن أدارتها UNMANAGEABLE، بنية تحتية منهارة، العنف المفرط والجريمة السائدة مقابل خدمات نادرة وبأختصار الصومال دولة فاشلة حتى بموجب مقاييس القاعدة .
والسؤال المهم هو أية دولة فاشلة تشكل التهديد الأكبر للأمن العالمي وأيها تشكل ببساطة مأساة بالنسبة لشعوبها ؟ 
 أن هذا السؤال يحتل المرتبة الأولى لهذا العام المليء بالمخاطر.
 وهناك أسئلة أخرى ينبغي طرحها أيضا 
 أية دولة ستشهد الأنهيار القادم ؟
 وهل هناك أمكانيات للنجاح ضمن الدول الفاشلة ؟ 
ومن الذي ينبغي أن تلقى على عاتقه المسؤولية عندما تسير الأمور بصورة سيئة للغاية ؟ 
هل هم الزعماء الفاسدين، أم المجتمعات الفاشلة أو الدول المجاورة السيئة أو الأزمة الاقتصادية الدولية أوببساطة الجغرافيا نفسها ؟ 
 أن تصنيف الدول الفاشلة لا يمنحنا الجواب الكافي وهي لا تزعم أصلا بأنها قادرة على تقديمها ولكنها مع ذلك تمثل نقطة بداية لنقاشات موسعة حول لماذا تفشل الدول ومالذي ينبغي القيام به ، وهذه النقاشات وبصورة مثيرة للأسى سوف تستمر طوال هذا العام .
http://www.alitthad.com/paper.php?name=News&file=article&sid=57536

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق