الثلاثاء, 1 نوفمبر 2011 الساعة 07:34
كابي بشارة شامات - الرئيس التنفيذي لوكالة فنتشر كوميونيكيشنز
ألقى كيفن رايلي، رئيس القسم الترفيهي في شركة «فوكس» والخبير الإعلامي، مؤخراً، محاضرة خلال «ميبكوم 2011» في مدينة كان الفرنسية، تناول فيها الإبداع والتواصل.
وقد لفت الانتباه تطرقه إلى موضوع الإبداع إزاء الإدارة، خصوصاً في فترة الركود الأخيرة، حيث اضطرت أغلبية الشركات إلى إدارة الأزمة بشكل فردي من خلال التخلي عن موظفين وخفض النفقات العامة للسيطرة على ربح وخسارة الشركة، وهنا طرح رايلي سؤالاً مهماً،
وهو كيف كانت تعمل الشركات في ظل ظروف أكثر طبيعية؟
الجواب في معظم الحالات هو نفسه بما أن طبيعة الشركات العمل بكفاءة وذكاء واتباع أفضل الممارسات المشار إليها في جامعة هارفارد للوصول إلى إدارة العمل بشكل جيد.
ركود أم لا، بل هي مجرد طريقة عمل الشركات، من خلال تحسين الكفاءة وإعادة الهيكلة، تكون الشركة قد تصرفت مثل منافسيها،
ولهذا السبب تحديداً، يجب على الإدارة المنتدبة والرؤساء التنفيذيين أن يكونوا مبدعين في مواجهة الأزمة، من خلال تمزيق الكتب النظرية، وتجاهل مستشاري الأعمال،
فالحل ليس في خفض التكاليف، بل في زيادة القيمة المعنوية للمنتج أو الخدمة أو الخبرة التي تقوم الشركة بتقديمها،
فإذا أخذنا كلاً من شركة «آبل» و«غوغل» على سبيل المثال، فكلاهما تختلفان جذرياً عن معظم المؤسسات الأخرى من حيث الإبداع، ففي السنة الماضية قامت «آبل» بتطوير «آي-فون»، وأطلقت «آيباد»، لتصبح بذلك ثاني أغنى شركة في العالم، وقامت «غوغل» أيضاً باقتناء «فيسبوك»، من أهم وسائل الإعلام الاجتماعية.
للأسف، فإن هاتين الشركتين تشكلان استثناء للقاعدة، وتقومان بإعادة تشكيل الساحة التجارية، ومن المؤسف أن مجلس إدارة الشركات الكبرى نادراً ما يعتبر أن الإبداع يحسن الكفاءة، ويساعد على البحث والتطوير، وخلق المزيد من فرص العمل وبالتالي تحسين قيمة حقوق المساهمين.
ولا يقتصر الإبداع على الشركات المعروفة بالابتكار، حيث يمكن حتى لأكثر الشركات تقليدية أن تعتمد عليه وهو ما من شأنه أن يحسن معايير المنتجات وعمليات الشركة،
فالخطأ الشائع في الأعمال كان في الاعتماد على ما تمليه الإجراءات التشغيلية، والإدارة العليا، والنتائج الفصلية التي تعتمد على اقتصاد المعرفة في عملياتها اليومية لتبسيط إدارة الشركة، وبالتالي أصبحت تلك المعرفة تماماً كالسلعة.
وتم التعاقد مع الاستشاريين في مجال الإدارة وأصحاب رؤوس الأموال لتقليل التكاليف وتبسيط العمليات،
وحتى «سيلزفورس»، وهي الشركة التي قدمت برامج إدارة مثل هذه الاستراتيجيات قد غيرت من استراتيجيتها لتتماشى مع الاقتصاد الذي يعتمد على الإبداع، وطورت منصة داخلية لمشاركة الأفكار.
إذا كنت بحاجة إلى البرهان، فلنأخذ على سبيل المثال جيف أميلت، «جنرال إلكتريك»، واحدة من الشركات العالمية الأكثر تميزاً، والذي ورث شركة تتبع عمليات من الحقبة الماضية، والتي ذكرتها أعلاه،
كان يعلم أن التركيز على التكاليف التشغيلية والكفاءة الداخلية لن يحقق النمو، بل الابتكار والإبداع وقبول الفشل هو سر نجاح لأي شركة، ومن هنا استثمر أميلت 5 مليارات دولار في 80 مبادرة كان من شأنها أن وضعت «جنرال الكتريك» في أسواق وقطاعات جديدة وحتى إضافة منتجات جديدة.
وقام بتوجيه مديري الشركة للفهم والتعلم من العملاء واتخاذ الخطوات الجريئة، واليوم تجني «جنرال إلكتريك» الكثير من الأرباح، وصولاً إلى 24 بالمئة نتيجة لإعادة صياغة فكرة توليد الطاقة الكهربائية، حيث انتقلت عملية الشركة من توربينات الغاز إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتجني الشركة اليوم ثمار هذا التحول.
ويجب إدخال الإبداع ضمن إطار استراتيجية الأعمال لضمان إلهام الموظفين وتشجيعهم على العطاء لأقصى الدرجات الممكنة، وإزالة قلقهم من الملل وتحفيزهم ليكونوا أكثر إنتاجية.
فإذا أخذنا «غراي نيويورك» على سبيل المثال، التي تقدم جائزة «بطولية الفشل» كل ثلاثة أشهر إلى موظف يتطرق إلى الإبداع بشكل لافت ويفشل، وعلى الرغم من صحة وسلامة الفكرة، مما يؤكد نظرية عدم فرض الإبداع، حيث يجب على الرئيس التنفيذي للشركة تمكينه ضمن الموظفين.
وخلال تمكين الإبداع ضمن الموظفين، ينبغي أيضاً خرطه ضمن خطة العمل، فإذا أخذنا أنفسنا، على سبيل المثال، فقد أطلقنا شركة «ري براندينغ» لتقديم خدمات للعلامات التجارية من الشرق الأوسط إلى العالم.
تزامن إطلاق الشركة في السوق مع انطلاق الأزمة، حيث تم تخفيض ميزانيات الشركات، وهو ما منحنا الفرصة المثالية لمنافسة الوكالات العالمية التي تفرض أسعاراً عالية مع أوقات تسليم أطول، وعلاوة على ذلك، أجبر الركود الشركات (إذا كانت تفكر في الإبداع) على تكييف الخدمات وإطلاق المنتجات الجديدة، والتوسع في أسواق وقطاعات جديدة، حيث تصبح العلامة التجارية عنصراً حاسماً في هذه العملية.
في الوقت نفسه، تسعى «فينشر كومينيكشينز» لتقديم المزيد من خدمات الاتصالات، وهو ما يجعلها أكثر من وكالة ذات محطة واحدة للتسوق، حيث تصبح وكالة متكاملة رقمية وتفاعلية، ومما يجعلها فريدة ومختلفة عن منافسيها في السوق.
في الختام، كان الهدف من حضور محاضرة رئيس القسم الترفيهي في شركة «فوكس» خلال «ميبكوم»، هو إثبات آخر أن الإدارة الفعلية للأزمة هي عن طريق تحسين وفتح المزيد من الأبواب من أجل التقدم وتحسين الخدمات المقدمة إلى السوق، والتي يمكن أن تساعد أي شركة للمضي قدماً من الناحية الاستراتيجية، استناداً إلى نتائج البحوث
وبالتالي هزم الأزمة بطريقة إبداعية
http://alrroya.com/node/157142
كابي بشارة شامات - الرئيس التنفيذي لوكالة فنتشر كوميونيكيشنز
ألقى كيفن رايلي، رئيس القسم الترفيهي في شركة «فوكس» والخبير الإعلامي، مؤخراً، محاضرة خلال «ميبكوم 2011» في مدينة كان الفرنسية، تناول فيها الإبداع والتواصل.
وقد لفت الانتباه تطرقه إلى موضوع الإبداع إزاء الإدارة، خصوصاً في فترة الركود الأخيرة، حيث اضطرت أغلبية الشركات إلى إدارة الأزمة بشكل فردي من خلال التخلي عن موظفين وخفض النفقات العامة للسيطرة على ربح وخسارة الشركة، وهنا طرح رايلي سؤالاً مهماً،
وهو كيف كانت تعمل الشركات في ظل ظروف أكثر طبيعية؟
الجواب في معظم الحالات هو نفسه بما أن طبيعة الشركات العمل بكفاءة وذكاء واتباع أفضل الممارسات المشار إليها في جامعة هارفارد للوصول إلى إدارة العمل بشكل جيد.
ركود أم لا، بل هي مجرد طريقة عمل الشركات، من خلال تحسين الكفاءة وإعادة الهيكلة، تكون الشركة قد تصرفت مثل منافسيها،
ولهذا السبب تحديداً، يجب على الإدارة المنتدبة والرؤساء التنفيذيين أن يكونوا مبدعين في مواجهة الأزمة، من خلال تمزيق الكتب النظرية، وتجاهل مستشاري الأعمال،
فالحل ليس في خفض التكاليف، بل في زيادة القيمة المعنوية للمنتج أو الخدمة أو الخبرة التي تقوم الشركة بتقديمها،
فإذا أخذنا كلاً من شركة «آبل» و«غوغل» على سبيل المثال، فكلاهما تختلفان جذرياً عن معظم المؤسسات الأخرى من حيث الإبداع، ففي السنة الماضية قامت «آبل» بتطوير «آي-فون»، وأطلقت «آيباد»، لتصبح بذلك ثاني أغنى شركة في العالم، وقامت «غوغل» أيضاً باقتناء «فيسبوك»، من أهم وسائل الإعلام الاجتماعية.
للأسف، فإن هاتين الشركتين تشكلان استثناء للقاعدة، وتقومان بإعادة تشكيل الساحة التجارية، ومن المؤسف أن مجلس إدارة الشركات الكبرى نادراً ما يعتبر أن الإبداع يحسن الكفاءة، ويساعد على البحث والتطوير، وخلق المزيد من فرص العمل وبالتالي تحسين قيمة حقوق المساهمين.
ولا يقتصر الإبداع على الشركات المعروفة بالابتكار، حيث يمكن حتى لأكثر الشركات تقليدية أن تعتمد عليه وهو ما من شأنه أن يحسن معايير المنتجات وعمليات الشركة،
فالخطأ الشائع في الأعمال كان في الاعتماد على ما تمليه الإجراءات التشغيلية، والإدارة العليا، والنتائج الفصلية التي تعتمد على اقتصاد المعرفة في عملياتها اليومية لتبسيط إدارة الشركة، وبالتالي أصبحت تلك المعرفة تماماً كالسلعة.
وتم التعاقد مع الاستشاريين في مجال الإدارة وأصحاب رؤوس الأموال لتقليل التكاليف وتبسيط العمليات،
وحتى «سيلزفورس»، وهي الشركة التي قدمت برامج إدارة مثل هذه الاستراتيجيات قد غيرت من استراتيجيتها لتتماشى مع الاقتصاد الذي يعتمد على الإبداع، وطورت منصة داخلية لمشاركة الأفكار.
إذا كنت بحاجة إلى البرهان، فلنأخذ على سبيل المثال جيف أميلت، «جنرال إلكتريك»، واحدة من الشركات العالمية الأكثر تميزاً، والذي ورث شركة تتبع عمليات من الحقبة الماضية، والتي ذكرتها أعلاه،
كان يعلم أن التركيز على التكاليف التشغيلية والكفاءة الداخلية لن يحقق النمو، بل الابتكار والإبداع وقبول الفشل هو سر نجاح لأي شركة، ومن هنا استثمر أميلت 5 مليارات دولار في 80 مبادرة كان من شأنها أن وضعت «جنرال الكتريك» في أسواق وقطاعات جديدة وحتى إضافة منتجات جديدة.
وقام بتوجيه مديري الشركة للفهم والتعلم من العملاء واتخاذ الخطوات الجريئة، واليوم تجني «جنرال إلكتريك» الكثير من الأرباح، وصولاً إلى 24 بالمئة نتيجة لإعادة صياغة فكرة توليد الطاقة الكهربائية، حيث انتقلت عملية الشركة من توربينات الغاز إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتجني الشركة اليوم ثمار هذا التحول.
ويجب إدخال الإبداع ضمن إطار استراتيجية الأعمال لضمان إلهام الموظفين وتشجيعهم على العطاء لأقصى الدرجات الممكنة، وإزالة قلقهم من الملل وتحفيزهم ليكونوا أكثر إنتاجية.
فإذا أخذنا «غراي نيويورك» على سبيل المثال، التي تقدم جائزة «بطولية الفشل» كل ثلاثة أشهر إلى موظف يتطرق إلى الإبداع بشكل لافت ويفشل، وعلى الرغم من صحة وسلامة الفكرة، مما يؤكد نظرية عدم فرض الإبداع، حيث يجب على الرئيس التنفيذي للشركة تمكينه ضمن الموظفين.
وخلال تمكين الإبداع ضمن الموظفين، ينبغي أيضاً خرطه ضمن خطة العمل، فإذا أخذنا أنفسنا، على سبيل المثال، فقد أطلقنا شركة «ري براندينغ» لتقديم خدمات للعلامات التجارية من الشرق الأوسط إلى العالم.
تزامن إطلاق الشركة في السوق مع انطلاق الأزمة، حيث تم تخفيض ميزانيات الشركات، وهو ما منحنا الفرصة المثالية لمنافسة الوكالات العالمية التي تفرض أسعاراً عالية مع أوقات تسليم أطول، وعلاوة على ذلك، أجبر الركود الشركات (إذا كانت تفكر في الإبداع) على تكييف الخدمات وإطلاق المنتجات الجديدة، والتوسع في أسواق وقطاعات جديدة، حيث تصبح العلامة التجارية عنصراً حاسماً في هذه العملية.
في الوقت نفسه، تسعى «فينشر كومينيكشينز» لتقديم المزيد من خدمات الاتصالات، وهو ما يجعلها أكثر من وكالة ذات محطة واحدة للتسوق، حيث تصبح وكالة متكاملة رقمية وتفاعلية، ومما يجعلها فريدة ومختلفة عن منافسيها في السوق.
في الختام، كان الهدف من حضور محاضرة رئيس القسم الترفيهي في شركة «فوكس» خلال «ميبكوم»، هو إثبات آخر أن الإدارة الفعلية للأزمة هي عن طريق تحسين وفتح المزيد من الأبواب من أجل التقدم وتحسين الخدمات المقدمة إلى السوق، والتي يمكن أن تساعد أي شركة للمضي قدماً من الناحية الاستراتيجية، استناداً إلى نتائج البحوث
وبالتالي هزم الأزمة بطريقة إبداعية
http://alrroya.com/node/157142
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق