الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

الدخل والثروة والتوهم النقدي

الدخل والثروة والتوهم النقدي

فادي بن عبدالله العجاجي


يعرف الدخل بأنه مقدار التدفق النقدي الذي يحصل عليه الفرد في كل فترة زمنية محددة (عادة شهر)، أما الثروة فهي إجمالي ما يمتلكه الفرد في لحظة زمنية محددة. وهناك علاقة تبادلية بين الدخل والثروة، فارتفاع معدل الدخل يساعد على تكوين الادخار ومن ثم زيادة الثروة، ونمو الثروة يتيح فرصة للاستثمار وزيادة الدخل النقدي، ومفهوم الثروة لا يقتصر فقط على الأرصدة النقدية والأصول الأخرى (كالأرض والمنزل والسيارة والأثاث)، بل يتعداها ليشمل كل ما اكتسبه الفرد من المعرفة.


والفهم الدقيق للفرق بين الدخل والثروة يساعد على الاستغلال الأمثل لموارد وامكانيات الأفراد، ويجنب الوقوع في مشكلة الأزمات المالية التي قد تتعرض لها بعض الأسر. لأن هذا الفهم هو أساس الادارة الجيدة للسيولة. فقد تتوفر للأسرة بعض الأصول غير المنتجة وتعاني من انخفاض مستوى الدخل، وهذا الحالة هي التي دفعت الكثير من الأسر الى بيع جزء من اصولهم للاستثمار في السوق المالية.


والحقيقة هي أن خفض إنفاق الأسرة بريال واحد يساوي زيادة دخل الأسرة بنفس المقدار، وبالتالي فإن الأصول التي تؤدي الى خفض الإنفاق (كالمنزل الذي يقطنه مالكه) تعد من الأصول المنتجة ذات الدخل النقدي، لكن المشكلة التي يعاني منها الكثير من الأفراد هي مشكلة (التوهم النقدي)، حيث ينصب اهتمام الأفراد على تنمية الدخل النقدي وإن كان ذلك على حساب زيادة الإنفاق أو المخاطرة بثرواتهم، ومن الأمثلة على ذلك قيام بعض الأفراد بالانتقال من المدن الصغيرة إلى المدن الكبيرة بهدف زيادة دخولهم النقدية دون النظر الى مستويات دخولهم الحقيقية، فقد يترتب على عملية الانتقال ارتفاع تكاليف المعيشة بنسبة أكبر من زيادة في الدخل النقدي، ما يترتب عليه انخفاض مستوى المعيشة.

الرياض الاقتصادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق