فرسان الاقتصاد الخمسة..
وتنبؤات عام 2009
الثلاثاء 27 يناير 2009 2:57:09 م
قلم: محمد الخولي
"بنسلفانيا أﭭنيو"، شارع عظيم يضم مباني الكابيتول حيث الكونجرس ومقر الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض..
ضاقت أرصفة الشارع الشهير وترددت في جنباته والساحات المحيطة به وقائع الاحتفالات بتنصيب رئيس أمريكي جديد اسمه "باراك"..
لأول مرة اهتمت الملايين في أنحاء العالم بمتابعة وقائع الاحتفال..
ها هي ميديا العولمة تلعب دورها في إشعار سكان الغابات في أفريقيا.. الأدغال في آسيا.. جبال الانديز في أمريكا الجنوبية.. القرى والبلدات الناعمة برغد المعيشة في أوروبا.. والقرى والبلدات المؤرقة شوقا الى العدل والممرورة جراحات وآلاما بعد مجازر غزة..
كل هؤلاء تابعوا حكاية "باراك" وفي وجدان كل منهم مشاعر مهما اختلفت، سواء في رصانتها أو تسرعها.. فلا شك أن حفلت بمعنى واحد مشترك هو:
أن شيئا ما سوف يحدث في الأفق.
هو بالضبط الشعار الذي ظل يردده "ميكوبر" أحد أبطال قصة "ديفيد كوبر فيلد" التي أبدعها الروائي الفيكتوري الأشهر "تشارلز ديكنز".
المشكلة أن المستر "ميكوبر" ظل طيلة فصول الرواية يعاني الإملاق لدرجة الإفلاس.. وإن ظل يتبلغ بنوع عجيب من الأمل في أن بعد العسر قد يكون يسرا.. ولو بعد حين..
على الجانب الآخر من صورة الوعد..
الأمل كان يكمن جانب التحليل الاقتصادي - رزينا وكئيبا أيضا – قد لا يعجب الذين تذرعوا بأمل اسمه "باراك".. وقد يرفضه مليون إنسان من طينة العم "ميكوبر"، مع هذا كله فالمشكلة تظل حالّة بمعنى ماثلة قائمة دون أن تزول، لا مع أهازيج التنصيب في بنسلفانيا أﭭنيو.. ولا مع سطور الخيالات والشخوص التي أبدعها ديكنز بين دفتي "ديفيد كوبر فيلد".
5 محللين
هانحن بإزاء خمسة، في عين العدو كما يقولون - من أكبر خبراء المال والاقتصاد في أمريكا جمعت بينهم – بالأدق بين آرائهم مجلة "فورين بوليسي" في أحدث أعدادها الصادرة..
وطلبت الى كل منهم أن يدلي بقراءته لكتاب الأحداث – الاقتصادية الراهنة على وجه الخصوص..
منهم أستاذ الاقتصاد في جامعة نيويورك،
ومنهم رئيس مؤسسة مورغان ستانلي المالية الكبرى (في آسيا)
ومنهم رئيس تحرير مجلة الاقتصاد الدولي
ومنهم أستاذ ومفكر اقتصادي في جامعة ييل
ومنهم رئيس مركز بحوث السياسات الاقتصادية بالولايات المتحدة.
بهذا نجحت "فورين بوليسي" في الجمع بين قدرات أكاديمية ومؤهلات بحثية وبين خبرات ميدانية بحيث لا تجور النظرية على التطبيق ولا تطرح الفكرة العملية الامبريقية، كما قد نصفها، دون تأصيل أكاديمي.
وأغلب الظن أن نتائج هذا السمنار الاقتصادي كما نصفه قد وضعت غداة يوم الاحتفال على الطاولة الرئاسية الأنيقة التي تحتل مركز المكتب البيضاوي في الغرفة الرئاسية رقم واحد بالبيت الأبيض.. باراك شاعرا.. وركيكا
ولسنا نشك – بفضل متابعة دقيقة – أن الرئيس باراك يحرص على الإطلاع على مثل هذه الدراسات والآراء.. هو قارئ بالطبيعة.. شغوف بالإطلاع.. بقدر ما أنه مفكر بالسليقة.. أستاذ معلم بالمهنة وكاتب بالموهبة، صحيح أن حاول – فوق البيعة – أن يكون شاعرا.. لكن الرجل يعترف، على موقعه الالكتروني، بأنه كتب "شعرا ركيكا ممعنا في الرداءة" بل أن مؤرخ سيرته "ديفيد مندل" يشير الى أن الفتى باراك راودته نفسه وبحكم شغفه بقراءة الروايات أن يجرب كتابة رواية، ويبدو أن فضّل السياسة على الرواية.. وإن كان حسّه الأدبي في هذا المضمار قد أفصح عن نفسه في كتابه الشهير بعنوان "أحلام من أبى" وفيه يجيد باراك أوباما فن الحكي ساردا سيرة عائلته.. أصولها.. وجذورها وتطورات حياتها فضلا عن طفولته شخصيا وصراعاته الداخلية بين شعور بالوحدة بحكم حواجز اللون ورقة الحال وبين شعور بالانفتاح على قضايا الناس في البيئة المحيطة حتى انطلق الفتى باراك مشاركا في المنظمات المحلية ومجربا معنى ممارسة التواصل مع الشأن العام.
إن الرئيس أوباما قارئ شغوف بالسليقة.. وقارئ فاهم ومحلل بالمران وعقلية تكونت من خلال قراءات شتى جمعت – كما تقول دراسة نشرها مؤخرا الكاتب الأمريكي ميلو كاكوتاني - بين مسرحيات شكسبير ورؤى ملفيل (مبدع رواية موبي دِكْ الملحمية) واجتهادات رالف والدو ايمرسون (في دراسته بعنوان الاعتماد على الذات تكريسا لشخصية الفرد وقد نشرها إيمرسون عام 1841).. أين هذا كله مما أذاعوه عن الرئيس السَلَف بوش بشأن إعجابه بكتاب بعنوان "دفاع عن الديمقراطية" وهو منسوب الى ناتان شارانسكي – واحد من أبشع وأحقر زعامات الصهيونية في إسرائيل!
من هنا لا نشك في أن أوباما سيطلع ضمن قراءاته على تنبؤات الفرسان الخمسة التي قدمتها "فورين بوليسي" على صدر غلافها الخارجي بالجملة الباترة الآتية:
5 اقتصاديين يفهمون الأوضاع جيدا.. (ولكنهم) يتنبئون بأن الأسوأ مازال في الطريق الينا.
•• أولهم هو البروفيسور نوريل روبيني الذي يعيد الى الأذهان ما سبق وحذر منه مع فريق من زملائه، أساتذة الاقتصاد في كبرى الجامعات الأمريكية، وعلى امتداد شهور العام الماضي من أن اقتصادات بلدهم وكثيراً من اقتصادات العالم – أو فلنقل اقتصادات العولمة – تعيش حالة موهومة من الازدهار في حين أن الأمر ينطوي واقعيا على حالة تجسدها فقاعة كبرى وكان لابد من التنبه لخطورتها – كما يقول روبيتي - منذ الانهيارات التي عانتها الأوراق المالية في أواخر عام 2007.. أما مشاكل العام الجديد الذي دلفنا للتو في أيامه فيلخصها في:
أزمة ائتمان خانقة.. تسوء وتتفاقم قبل أن تتحسن أمورها.
مزيد من انخفاض أسعار الأصول واختناق – وربما انهيار المزيد من مؤسسات الائتمان والتمويل.
مصاعب تواجهها بعض الأسواق الناشئة والصاعدة (الإشارة هنا الى أسواق في أقطار مثل الصين أو الهند أو البرازيل) لدرجة أن بعضها قد يشهد حالات من العسر الشديد ومن ثم العجز عن سداد الديون والوفاء بالالتزامات.
•• ثانيا، يتوقع ستيفن روتش، وهو من كبار خبراء السوق، بأن يصاب العالم بمرض أنيميا إجراءات الانتعاش الاقتصادي نتيجة هزات هزات الاختلال العميقة الناجمة عن تسونامي الإفلاس والركود المفضي الى الكساد مما ينعكس سلبا على أنماط الاستهلاك – ابتداء من سلوك المستهلك الأمريكي بكل ما ينجم عن ذلك من سلسلة آثار تصيب الاقتصاد العالمي.
•• ثالثا: يشير الكاتب المتخصص في النشر الاقتصادي ديفيد سميك الى أن حجم الأسواق المالية بلغ من الضخامة لدرجة أن تحولت الى وحوش استعصت على الترويض.. ويدعو من ثم الى تدخل الحكومات لكي تعيد الثقة في نفوس المتعاملين والمستهلكين وهو إجراء يراه بمثابة عملية سيكولوجية بالدرجة الأولى.
•• رابعا: يرى روبرت شيللر الأستاذ في جامعة ييل المرموقة أن انهيار أسعار العقارات في أمريكا – البيوت بالذات – قد يشكل أقسى ظاهرة منذ الكساد الكبير في آخر عشرينات القرن الماضي لأن آثاره الاقتصادية تتمثل في بطالة العاملين وآثاره الاجتماعية تتمثل في تحويل "مساتير الناس" في أمريكا (والتعبير لمؤرخنا المصري الشاطر عبدالرحمن الجبرتى) الى.. حالة من التشريد.
•• أخيرا يدلي دين بيكر – المسئول عن أحد مراكز البحوث الاقتصادية – بمداخلته فيختار لعنوانها عبارة تقول:
راقبوا.. الدولار.
ثم يفسر هذا التحذير موضحا أنه حتى إذا ما تيسرت عودة الأمور الى شئ من الاعتدال في عام 2009 – فلسوف يشعر المستثمرون بالغبن إزاء انخفاض العائد من الأصول التي يمتلكونها مقوّمة بالدولار.. وقد يؤدي تخليهم الجماعي عن استخدام الدولار الى مواصلة العملة الأمريكية مسار انخفاضها الذي بدأته منذ عام 2002 ولكن هذه المرة قد تتسارع خطى هذا الانخفاض.. وفي ظل هذا الوضع قد تندفع اقتصادات نامية وصاعدة في مقدمتها الصين مثلا الى تجنب التعامل بالدولار في مجالات الاستيراد والتصدير فما بالك إذا تواصلت أزمة العقارات وعجز سداد الديون وانكماش الاستهلاك وفقدان الثقة لدى جموع المستهلكين..
يختم دين بيكر تحليله قائلا بالحرف:
باختصار شديد: احذروا من الكلام المعسول الذي يردده من يقولون بأننا وصلنا الى نقطة التحسن.. تجاهلوا تحركات السوق اليومية ما بين صعود وهبوط.. ثم شدوا الأحزمة على البطون..
و.. الأمر سيكون مؤلما.
هذا ما يؤكده من جانبه المحلل الأمريكي.
و.. كان الله في عون أوباما.
هذا ما نقوله نحن من جانبنا.
خبير في الإعلام الدولي
http://www.elbashayeronline.com/?page=viewn&nid=35392
وتنبؤات عام 2009
الثلاثاء 27 يناير 2009 2:57:09 م
قلم: محمد الخولي
"بنسلفانيا أﭭنيو"، شارع عظيم يضم مباني الكابيتول حيث الكونجرس ومقر الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض..
ضاقت أرصفة الشارع الشهير وترددت في جنباته والساحات المحيطة به وقائع الاحتفالات بتنصيب رئيس أمريكي جديد اسمه "باراك"..
لأول مرة اهتمت الملايين في أنحاء العالم بمتابعة وقائع الاحتفال..
ها هي ميديا العولمة تلعب دورها في إشعار سكان الغابات في أفريقيا.. الأدغال في آسيا.. جبال الانديز في أمريكا الجنوبية.. القرى والبلدات الناعمة برغد المعيشة في أوروبا.. والقرى والبلدات المؤرقة شوقا الى العدل والممرورة جراحات وآلاما بعد مجازر غزة..
كل هؤلاء تابعوا حكاية "باراك" وفي وجدان كل منهم مشاعر مهما اختلفت، سواء في رصانتها أو تسرعها.. فلا شك أن حفلت بمعنى واحد مشترك هو:
أن شيئا ما سوف يحدث في الأفق.
هو بالضبط الشعار الذي ظل يردده "ميكوبر" أحد أبطال قصة "ديفيد كوبر فيلد" التي أبدعها الروائي الفيكتوري الأشهر "تشارلز ديكنز".
المشكلة أن المستر "ميكوبر" ظل طيلة فصول الرواية يعاني الإملاق لدرجة الإفلاس.. وإن ظل يتبلغ بنوع عجيب من الأمل في أن بعد العسر قد يكون يسرا.. ولو بعد حين..
على الجانب الآخر من صورة الوعد..
الأمل كان يكمن جانب التحليل الاقتصادي - رزينا وكئيبا أيضا – قد لا يعجب الذين تذرعوا بأمل اسمه "باراك".. وقد يرفضه مليون إنسان من طينة العم "ميكوبر"، مع هذا كله فالمشكلة تظل حالّة بمعنى ماثلة قائمة دون أن تزول، لا مع أهازيج التنصيب في بنسلفانيا أﭭنيو.. ولا مع سطور الخيالات والشخوص التي أبدعها ديكنز بين دفتي "ديفيد كوبر فيلد".
5 محللين
هانحن بإزاء خمسة، في عين العدو كما يقولون - من أكبر خبراء المال والاقتصاد في أمريكا جمعت بينهم – بالأدق بين آرائهم مجلة "فورين بوليسي" في أحدث أعدادها الصادرة..
وطلبت الى كل منهم أن يدلي بقراءته لكتاب الأحداث – الاقتصادية الراهنة على وجه الخصوص..
منهم أستاذ الاقتصاد في جامعة نيويورك،
ومنهم رئيس مؤسسة مورغان ستانلي المالية الكبرى (في آسيا)
ومنهم رئيس تحرير مجلة الاقتصاد الدولي
ومنهم أستاذ ومفكر اقتصادي في جامعة ييل
ومنهم رئيس مركز بحوث السياسات الاقتصادية بالولايات المتحدة.
بهذا نجحت "فورين بوليسي" في الجمع بين قدرات أكاديمية ومؤهلات بحثية وبين خبرات ميدانية بحيث لا تجور النظرية على التطبيق ولا تطرح الفكرة العملية الامبريقية، كما قد نصفها، دون تأصيل أكاديمي.
وأغلب الظن أن نتائج هذا السمنار الاقتصادي كما نصفه قد وضعت غداة يوم الاحتفال على الطاولة الرئاسية الأنيقة التي تحتل مركز المكتب البيضاوي في الغرفة الرئاسية رقم واحد بالبيت الأبيض.. باراك شاعرا.. وركيكا
ولسنا نشك – بفضل متابعة دقيقة – أن الرئيس باراك يحرص على الإطلاع على مثل هذه الدراسات والآراء.. هو قارئ بالطبيعة.. شغوف بالإطلاع.. بقدر ما أنه مفكر بالسليقة.. أستاذ معلم بالمهنة وكاتب بالموهبة، صحيح أن حاول – فوق البيعة – أن يكون شاعرا.. لكن الرجل يعترف، على موقعه الالكتروني، بأنه كتب "شعرا ركيكا ممعنا في الرداءة" بل أن مؤرخ سيرته "ديفيد مندل" يشير الى أن الفتى باراك راودته نفسه وبحكم شغفه بقراءة الروايات أن يجرب كتابة رواية، ويبدو أن فضّل السياسة على الرواية.. وإن كان حسّه الأدبي في هذا المضمار قد أفصح عن نفسه في كتابه الشهير بعنوان "أحلام من أبى" وفيه يجيد باراك أوباما فن الحكي ساردا سيرة عائلته.. أصولها.. وجذورها وتطورات حياتها فضلا عن طفولته شخصيا وصراعاته الداخلية بين شعور بالوحدة بحكم حواجز اللون ورقة الحال وبين شعور بالانفتاح على قضايا الناس في البيئة المحيطة حتى انطلق الفتى باراك مشاركا في المنظمات المحلية ومجربا معنى ممارسة التواصل مع الشأن العام.
إن الرئيس أوباما قارئ شغوف بالسليقة.. وقارئ فاهم ومحلل بالمران وعقلية تكونت من خلال قراءات شتى جمعت – كما تقول دراسة نشرها مؤخرا الكاتب الأمريكي ميلو كاكوتاني - بين مسرحيات شكسبير ورؤى ملفيل (مبدع رواية موبي دِكْ الملحمية) واجتهادات رالف والدو ايمرسون (في دراسته بعنوان الاعتماد على الذات تكريسا لشخصية الفرد وقد نشرها إيمرسون عام 1841).. أين هذا كله مما أذاعوه عن الرئيس السَلَف بوش بشأن إعجابه بكتاب بعنوان "دفاع عن الديمقراطية" وهو منسوب الى ناتان شارانسكي – واحد من أبشع وأحقر زعامات الصهيونية في إسرائيل!
من هنا لا نشك في أن أوباما سيطلع ضمن قراءاته على تنبؤات الفرسان الخمسة التي قدمتها "فورين بوليسي" على صدر غلافها الخارجي بالجملة الباترة الآتية:
5 اقتصاديين يفهمون الأوضاع جيدا.. (ولكنهم) يتنبئون بأن الأسوأ مازال في الطريق الينا.
•• أولهم هو البروفيسور نوريل روبيني الذي يعيد الى الأذهان ما سبق وحذر منه مع فريق من زملائه، أساتذة الاقتصاد في كبرى الجامعات الأمريكية، وعلى امتداد شهور العام الماضي من أن اقتصادات بلدهم وكثيراً من اقتصادات العالم – أو فلنقل اقتصادات العولمة – تعيش حالة موهومة من الازدهار في حين أن الأمر ينطوي واقعيا على حالة تجسدها فقاعة كبرى وكان لابد من التنبه لخطورتها – كما يقول روبيتي - منذ الانهيارات التي عانتها الأوراق المالية في أواخر عام 2007.. أما مشاكل العام الجديد الذي دلفنا للتو في أيامه فيلخصها في:
أزمة ائتمان خانقة.. تسوء وتتفاقم قبل أن تتحسن أمورها.
مزيد من انخفاض أسعار الأصول واختناق – وربما انهيار المزيد من مؤسسات الائتمان والتمويل.
مصاعب تواجهها بعض الأسواق الناشئة والصاعدة (الإشارة هنا الى أسواق في أقطار مثل الصين أو الهند أو البرازيل) لدرجة أن بعضها قد يشهد حالات من العسر الشديد ومن ثم العجز عن سداد الديون والوفاء بالالتزامات.
•• ثانيا، يتوقع ستيفن روتش، وهو من كبار خبراء السوق، بأن يصاب العالم بمرض أنيميا إجراءات الانتعاش الاقتصادي نتيجة هزات هزات الاختلال العميقة الناجمة عن تسونامي الإفلاس والركود المفضي الى الكساد مما ينعكس سلبا على أنماط الاستهلاك – ابتداء من سلوك المستهلك الأمريكي بكل ما ينجم عن ذلك من سلسلة آثار تصيب الاقتصاد العالمي.
•• ثالثا: يشير الكاتب المتخصص في النشر الاقتصادي ديفيد سميك الى أن حجم الأسواق المالية بلغ من الضخامة لدرجة أن تحولت الى وحوش استعصت على الترويض.. ويدعو من ثم الى تدخل الحكومات لكي تعيد الثقة في نفوس المتعاملين والمستهلكين وهو إجراء يراه بمثابة عملية سيكولوجية بالدرجة الأولى.
•• رابعا: يرى روبرت شيللر الأستاذ في جامعة ييل المرموقة أن انهيار أسعار العقارات في أمريكا – البيوت بالذات – قد يشكل أقسى ظاهرة منذ الكساد الكبير في آخر عشرينات القرن الماضي لأن آثاره الاقتصادية تتمثل في بطالة العاملين وآثاره الاجتماعية تتمثل في تحويل "مساتير الناس" في أمريكا (والتعبير لمؤرخنا المصري الشاطر عبدالرحمن الجبرتى) الى.. حالة من التشريد.
•• أخيرا يدلي دين بيكر – المسئول عن أحد مراكز البحوث الاقتصادية – بمداخلته فيختار لعنوانها عبارة تقول:
راقبوا.. الدولار.
ثم يفسر هذا التحذير موضحا أنه حتى إذا ما تيسرت عودة الأمور الى شئ من الاعتدال في عام 2009 – فلسوف يشعر المستثمرون بالغبن إزاء انخفاض العائد من الأصول التي يمتلكونها مقوّمة بالدولار.. وقد يؤدي تخليهم الجماعي عن استخدام الدولار الى مواصلة العملة الأمريكية مسار انخفاضها الذي بدأته منذ عام 2002 ولكن هذه المرة قد تتسارع خطى هذا الانخفاض.. وفي ظل هذا الوضع قد تندفع اقتصادات نامية وصاعدة في مقدمتها الصين مثلا الى تجنب التعامل بالدولار في مجالات الاستيراد والتصدير فما بالك إذا تواصلت أزمة العقارات وعجز سداد الديون وانكماش الاستهلاك وفقدان الثقة لدى جموع المستهلكين..
يختم دين بيكر تحليله قائلا بالحرف:
باختصار شديد: احذروا من الكلام المعسول الذي يردده من يقولون بأننا وصلنا الى نقطة التحسن.. تجاهلوا تحركات السوق اليومية ما بين صعود وهبوط.. ثم شدوا الأحزمة على البطون..
و.. الأمر سيكون مؤلما.
هذا ما يؤكده من جانبه المحلل الأمريكي.
و.. كان الله في عون أوباما.
هذا ما نقوله نحن من جانبنا.
خبير في الإعلام الدولي
http://www.elbashayeronline.com/?page=viewn&nid=35392
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق