السبت، 13 أغسطس 2011

ادارة مديرك


كتبهاanas ، في 10 نوفمبر 2008 الساعة: 20:24 م

كيف تدير مديرك؟
جيفري جيمس
من الجميل جداً أن يكون نجاحك المهني معتمداً على مقدراتك الأساسية في القيام بوظيفتك، و لكنَّ هذا نصف الصورة و حسب!
الواقع يقول إنّ الزيادات و الترقيات و غيرها من الفوائد و المزايا تتعلق مباشرةً بجودة تعاملك مع رئيسك.
إذا لم يكن هذا الرئيس يحملُ صورةً مشرقةً لك – أو الأسوأ من ذلك ألاّ يتذكر وجودك أصلاً- فإنك لن تحلم يوماً بتلقّي المهمّات و المسؤوليات الدسمة التي تؤهّلك للتقدّم.
بالإضافة إلى إتقانك لعملك و جعل مديرك يعرفُ كل الخطوات الجيدة التي تقوم بها، عليك أن تقوّي الترابط الشخصي بينك و بينه و هكذا سوف تجعل مصالحك دائمة الحضور في ذهنه.
لوازم النجاح في إدارة مديرك:

- لا شيء من الماديّات، فالاحترام و الصورة الحسنة لا يمكن شراؤها بأية حال.
- ساعة أو اثنتان من التفكير و التخطيط أسبوعياً لتحضير جدول أعمالك قبل أي اجتماع مع رئيسك.
- مديرٌ طيب يتقبّل الطيّب. إذا كان مديرك شخصيةً رديئة فإن الاقتراب منه دون ضرورة فكرة بشعة!
- بعض الحلوى لتغري بها مساعدي مديرك المباشرين. إنّ هذا السكرتير أو السكرتيرة ليس بوابة المدير و حسب بل هو القيّم على جداول مواعيده!
- احتفظ بقائمة محدّثة و جاهزة للعرض تبين فيها المهمات المنجزة أو المبادرات الذاتية التي قمت بها حتّى تعرضها على المدير حيثما يسأل عن شؤون العمل و تقدّمه.
- دقّة الإحساس و تقمّص عقليّة المدير. عليك أن تضع أنانيّتك المستعلية جانباً إذا أردت أن تتفهّم الخصائص و الأهداف الأعظمَ قيمةً لدى رئيسك.
بعد المقدمة العامة السابقة، نمضي معاً عزيزي القارئ إلى اثنتين من الخطوات الأساسية نحو تعامل و علاقة مثمرين بينك و بين رئيسك.
أوّلاً: اجعل مديرك مستغنياً عن السؤال كيف تسير الأمور؟
إنّ أحد أهم المخاوف المكتومة في صدر كل مدير هي أن يقع موظفوه في الأخطاء و يهدّدوا المهمّات بالفشل دون أن يخبروه، والأشدُّ رعباً أن يكونوا منزلقين إلى الخطأ و غير عالمين بذلك أصلاً!
حتى يطمئن المدير فإننا نراه يلتقط -دون تعيين مسبق- أحد الجوانب في عمل الموظف ثم يبدأ بطرح أسئلة استقصائية حول تفاصيله.
إذا كانت إجاباتك على تلك الاستقصاءات مهذّبة و واثقةً متّزنة فإنّ المدير سيعتقد بأنك تمسك الدفّة و تسيّر الأمور بكفاءة، و إذا تلعثمت في الإجابة، أو حاولت التملّص و المراوغة فسيعتقد أن أمورك مختلّة و فوضويّة.
بما أنك لا تعرفُ مسبقاً الأسئلة التي سيطرحها رئيسك، يجب أن تكون مستعدّاً لكلِّ الاحتمالات.
يقول جاك كوبر التنفيذي المخضرم إنّ دخولك مكتب المدير دون استعداد لهو من أشد الخطوات تهوراً و حماقة. قبل كلّ ساعة اجتماع تقضيها مع مديرك يجب أن تنفق عشر ساعاتٍ من التفكير و الاستعداد و التأكد من مقدرتك على الإجابة على أيّ سؤالٍ يمكن أن يطرحه المدير.
أجل قد تكون ساعات الاستعداد العشر لكل ساعة اجتماع مع المدير غير ممكنة لدى الموظفين العاديين الذين يرون رؤساءهم كلَّ يوم، و لكن مع ارتفاع المستوى التنظيمي و الوصول إلى المدير القيادي الذي لا يجتمع مع رؤسائه إلاّ في المناسبات المهمّة فإنّ ساعات التحضير العشر مقبولةٌ جداً و لا مانع من زيادتها أبداً!
وكي تنجح في طمأنة المدير و اكتساب ثقته عليك تلبية التوقّعات التالية:
- التوقّعات الأساسية التي ينتظرها المدير من موظفيه الثقات:
1- الاعتمادية: عليك أن تتابع مهمّاتك إلى النهاية. و إذا أردت أن يثق بك مديرك فعليك أن تقول ما تفعل و أن تفعل ما تقول.
2- الاحترافيّة: ينال أرفع التقدير عند المدراء الأفراد الجادّون في تناول شؤون العمل، و الذين يبذلون الجهد و الوقت في سبيل تعميق فهمهم لتخصّصهم.
3- الأمانة و الصدق: أهم اختبارات الأمانة هو مقدرتك على إعلانِ موقف لا يؤيّده رئيسك. لا شكّ في أنّ القرار الأخير هو لرئيسك و لكنّ جوهر عملك هو السعي لأن يكون هذا القرار هو القرار الأمثل.
4- الاهتمام و الحرص: يقدّر المدراء عالياً العلاقة مع تابعيهم الذين يهتمّون برؤسائهم و يحرصون على نجاحهم. عليك أن تبدي اهتمامك الحقيقي برئيسك، و عندما تناقش معه خطوات تصرفه أو حديثه بشأن مشكلةٍ معينة فإن عليك التجاوب باقتراح الحلول و ليس بالانتقادات أو الأعذار.
5- المعرفة: يحتاج المديرون إلى أن يحيط بهم أشخاص لديهم خبراتٌ مميّزة. طبعاً لا يلزمك – و لا يمكنك- أن تكون عبقرياً في كلِّ شيء، و لكن يجبُ أن تكون لديك معرفةٌ عميقة بحقلٍ معرفي محدّد من الحقول التي تهمُّ مديرك.
ثانياً: سوّق نفسك
المدراء سريعو النسيان في زحمة العمل و عليك التأكد من أنّهم يعرفون قيمتك بينما تكاد تنقطع أنفاسك من الاجتهاد و الاهتمام فإنك لا تشك أبداً في أن مديرك يعرف تماماً ماذا تصنع و ماذا تبذل.
لكن أنت مخطئ يا عزيزي! صحيحٌ أن مديرك هو من كلّفك بالمهمة التي تعمل عليها إلاّ أنّ مساهمتك و جهدك يمكن أن تغطيها بسهولة زحمة الأعمال و المشاغل المتلاحقة و تغيير الأولويّات.
و الأسوأ من ذلك أن تستمرّ في الاجتهاد على هدفٍ قد تم تحويل الاهتمام عنه و لم يعد ذا قيمة.
حسب سبنسر كلارك المدير العام السابق في جنرال إليكتريك فإنّ الوقاية الوحيدة ضدّ تغطية الجهد و المساهمة هي أن تعمل بنفسك و لنفسك عمل فريق التسويق، و أن تستهدف بجهودك التسويقية مديرك المباشر
للقيام بذلك عليك صياغة رسالة جوهرية.
 أي بيان أساسي موجز يبين بدقة ما الذي تقومُ به، و لماذا أنت عنصرٌ أساسي من عناصر النجاح لدى مديرك.
 و بعد صياغة هذه الرسالة الجوهرية عليك اغتنام كلّ مناسبة ملائمةٍ لتوجيهها إليه.
 و إذا رأيت أنّ تسويق نفسك لدى مديرك فيه شيءٌ من التصنّع أو التزلُّف فإنّ عليك التفكير في توجيه الرسالة بطرقٍ تلقائية تجنّبك مظهر التصنّع و المبالغة وتجنّبك أيضاً ضياع رسالتك الجوهرية.
عزيزي القارئ: نرجو لكم كل الفائدة من هذه التذكرة.
 في العدد القادم سنتابع المزيد من الأفكار في هذا الموضوع المهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق