الاثنين، 1 أغسطس 2011

حل المشكلات التي ليس لها حل

نشأة نظرية تريز

ولدت نظرية تريز في الاتحاد السوفييتي سابقاً ، وعرفت باسم نظرية الحل الإبتكاري للمشكلات ، وهي تقنية ذات قاعدة معرفية تتضمن مجموعة غنية من الطرق لحل المشكلات ، وتنبع قوة النظرية من اعتمادها على التطور الناجح للنظم وقدرتها على تجاوز العوائق النفسية ، وتعميم طرائق استخدمت في حل عدد كبير من المشكلات ، وتتمتع هذه النظرية بقدرة كبيرة على تحليل المنتجات ووظائف العمليات من أجل الاستخدام الأمثل للمصادر المتاحة وتحديد أفضل الطرق لتطورها


وتنسب هذه النظرية إلى العالم الروسي هنري التشلر ( Altshuller ) الذي ولد في روسيا عام ( 1926 ) وبدأ العمل في هذه النظرية عام ( 1946 ) وتمكن من تأليف (14) كتاباً حول نظرية تريز ، فضلاً عن العديد من الأوراق البحثية التي تضمنت كثيراً من الموضوعات في مجال الاختراعات الإبداعية .

تاريخ تطور نظرية تريز :


• مرحلة تريز التقليدية Classical TRIZ

امتدت هذه المرحلة منذ عام ( 1946 ) حيث بدأ " التشلر " دراساته وأبحاثه على هذه النظرية حتى عام ( 1985 ) حيث أوقف دراساته وأبحاثه في المجالات التكنولوجية معتقداً أن هذه المرحلة قد انتهت ولابد من الانتقال إلى مرحلة جديدة يتم التركيز فيها على استخدامات أخرى غير تكنولوجية .
• مرحلة تريز المعاصرة Contemporary TRIZ
تم تقسيم هذه المرحلة إلى مرحلتين فرعيتين هما :

1. المرحلة الأولى امتدت من الفترة ما بين عام ( 1985 ) وحتى عــام ( 1990 ) .
2. المرحلة الثانية من عام ( 1990 ) حتى الآن حيث انتقلت هذه النظرية إلى العالم الغربي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي .
3. وفي بداية عام ( 1996 ) بدا صدور مجلة محكمة شهرية عن هذه النظرية ولا زالت تصدر حتى الآن .

ما هي نظرية تريز ؟
يرى سيمون سافر انسكي (Savransky) أن تريز منهجية منتظمة ذات توجه إنساني تستند إلى قاعدة معرفية تهدف إلى حل المشكلات بطرق إبداعية ،

 وتشير المنهجية المنتظمة في هذا التعريف إلى وجود نماذج عامة من النظم والعمليات ضمن الإطار العام للتحليل الخاص بهذه النظرية
 والى وجود إجراءات محددة لحل المشكلات ، وأدوات يتم بناؤها لتوفير الاستخدام الفاعل في حل المشكلات الجديدة ، ويبين هذا التعريف أيضاً التوجه الإنساني لهذه النظرية ، حيث أن الإنسان هو هدف هذه النظرية .
وتستند هذه النظرية إلى قاعدة معرفية ، لأن المعرفة المتعلقة بالأدوات العامة لحل المشكلات مشتقة من عدد كبير من براءات الاختراع ، وتستخدم هذه النظرية مخزوناً معرفياً ضخماً من المبادئ التي تم التوصل إليها في العلوم الهندسية والطبيعية وغيرها من المجالات التقنية والتكنولوجية ، كما أن هذه النظرية تستخدم المعرفة المتراكمة حول المجال الذي توجد فيه المشكلة .
تم تطوير نظرية تريز من قبل " التشلر " وتلاميذه خلال العقود الخمسة الماضية عن طريق تحليل مكثف لقاعدة ضخمة من براءات الاختراع في المجالات الهندسية والتكنولوجية المختلفة ،

 وتوصلوا من خلالها إلى أن جميع النظم التطبيقية تتطور وفق نماذج موضوعية يمكن التنبؤ بها .
وتطورت أساسيات هذه النظرية بإدراك " التشلر " أن الأعمال الإبداعية عبر المجالات المختلفة قد استخدمت نفس المبادئ الإبداعية الأساسية .

وتشير الدراسات البحثية التي قام بها المهتمون بنظرية تريز ، إلى أن عملية التطور التكنولوجي ليست مجموعة من الأحداث العشوائية ، وإنما هي عملية منظمة تسير وفق قواعد محددة ،

 وتمثل هذه النظرية مجموعة من النماذج والمسارات التي تبين اتجاهات تطور النظم التكنولوجية التي تم الكشف عنها بهدف تعميم استخداماتها في النظم الهندسية وغيرها من المجالات الأخرى المختلفة .
وتستخدم " تريز" عدة أدوات لجعل الإبداع عملية منهجية منظمة ،

 إذ أن وجة النظر التي تعتقد أن الإبداع عملية إلهام تحدث عشوائياً لم تعد قائمة ،
 ويرى أنصار هذه التي أن نظرية تريز تقوم على ثلاثة افتراضات أساسية هي :
1. الحل المثالي النهائي هو النتيجة المرغوب في تحقيقها والوصول إليها .
2. تلعب التناقضات دوراً أساسياً في حل المشكلات بطريقة إبداعية .
3. الإبداع عملية منجية منتظمة تسير وفق سلسلة محددة من الخطوات .

مستويات الإبداع في نظرية تريز :

يرى " التشلر " أن المشكلة التي تتطلب حلاً إبداعياً هي المشكلة التي تحتوي تناقضاً واحداً على الأقل ، وعرّف التناقض بأنه الموقف الذي تؤدي فيه محاولة تحسين إحدى خصائص النظام إلى ظهور جوانب سلبية في خصائص أخرى في هذا النظام ،

 وقد صنف " التشلر " الحلول المختلفة في براءات الاختراع إلى خمسة مستويات رئيسية يمكن وصفها على النحو التالي :
1.
الحلول الظاهرية التقليدية : وتمثل الحلول في هذا المستوى 32% من الحلول التي تضمنتها براءات الاختراع وهي حلول مشتقة من عدد قليل من الخيارات .
2.
التحسينات الثانوية : وتمثل الحلول في هذا المستوى 45% من الحلول التي احتوت عليها براءات الاختراع وتقدم هذه تحسينات طفيفة على النظم القائمة عن طريق خفض مستوى التناقضات فيها ، ويتم التحسين عادة من خلال عشرات المحاولات .
3.
التحسينات الرئيسية : وتؤدي إلى تحسينات بارزة ذات أهمية على النظم الموجودة ، وتمثل 18% من الحلول التي تضمنتها براءات الاختراع ، وفي هذا المستوى يتم حل التناقض ضمن النظام القائم ، ومن خلال إدخال عناصر جديدة كلياً على النظام .
4.
المفاهيم الجديدة : وفي هذا المستوى توجد الحلول الريادية في المجالات العلمية المختلفة وليس في نفس المجال الذي توجد فيه المشكلة ، وبلغت نسبة الاختراقات الإبداعية في هذا المستوى 4% ، ويحتاج الوصول إلى هذا المستوى من الحلول عادة إلى عشرات الآلاف من المحاولات قبل إنجاز الحل .
5.
الاكتشاف : تمثل الحلول الريادية في هذا المستوى أقل من 1% من براءات الاختراع ، وتوجد الحلول في هذا المستوى خارج حدود المعرفة العلمية المعاصرة ، وقد تستغرق عملية إيجاد هذه الحلول جيلاً كاملاً ، ويحدث هذا النوع من الحلول عندما يتم اكتشاف ظاهرة جديدة وتوظيفها في حل المشكلات بطريقة إبداعية .

ومع الانتقال من مستوى أقل إلى مستوى أعلى يتطلب الحل معرفة أوسع ، واعتبار قائمة أكبر من الحلول المحتملة قبل الوصول إلى الحل المثالي ،

 وقد لخص التشلر نتائج البحوث والدراسات التي قام بها في الجدول التالي : 
المستوى   درجة الابدع النسبة المئوية مصدر المعرفة المطلوب  عدد المحاولات المتوقعة
1 الحلول الظاهرية التقليدية 32% المعرفة الشخصية  10
2  التحسينات الثانوية 45% معرفة ضمن المؤسسة 100
3  التحسينات الرئيسية 18% معرفة ضمن المجال الرئيسي  1000
4 المفاهيم الجديدة  4%  معرفة خارج المجال الرئيسي 100
5 الاكتشاف 1%  المعرفة الإنسانية  1000
مميزاتها :
• شائعة التطبيق على المشكلات الفنية وركزت في بدايتها على النواحي الميكانيكية.
 لا تتضمن دراسات إدارية أو سياسية.
• تشمل:
1- تعريف المشكلة.
2- إعداد صياغة المشكلة.
3- البحث عن المشاكل التي تم حلها سابقاً.
• تحدد بسهولة المشكلة الأساسية وتقدم حلول عاجلة.
• تعطي حلول علمية محددة ، ولا تعتمد على خبرة فريق العمل.
• تحتوي على قاعدة بيانات من براءات الاختراع أو متغيرات فيزيائية وهندسية.
• تتضمن النظرة الشاملة للنظام.
• تمكن ( ديفيد هيوز ) بدمج " تريز" TRIZ) ) مع نموذج اوسبورن "الحل الإبداعي للمشكلات" CPS .
• تمكن( درال مان ) من دمج " TRIZ " مع القبعات الست لإدوارد ديبونو.
• تقترح نظرية تريز منحنى منتظم للتفكير لا تشاركه أي أداة أخرى لحل المشكلات .
• تعليم الإبداع من أهم الاتجاهات التي تتبناها " تريز " في المجالات غير التقنية .

نبذة عن نظرية الحل الإبداعي للمشكلات برنامج تريز


إن حل المشكلات التي يتوقع أن تواجهها المجتمعات البشرية في القرن الحادي والعشرين يتطلب مزيدا من الأفكار الإبداعية التي تولد حلولا للمشكلات يوفر فيها الفرد الوقت والجهد في عصر أصبح سمته التغير المتسارع،

وهنا يتساءل رجال الفكر والسياسة والاقتصاد والإدارة والتربية وغيرهم من قادة هذه المجتمعات عن طرائق تربية الإبداع من أجل تطوير قدرات الإنسان وأفكاره الإبداعية.
وتأتي الإجابة التي تؤكدها معظم نتائج الدراسات أن طريق الإبداع يمكن تحقيقه عن طريق البرامج التدريبية في تنمية التفكير الإبداعي بطريقة مقصودة يمكن أن يؤدي إلى تحقيق أهدافها في تنمية قدرة المتدربين على التفكير بطرق إبداعية .

ومن أشهر وأهم تلك البرامج
برنامج تريز(TRIZ) لحل المشكلات بطرق إبداعية:

من البرامج الحديثة في المنطقة العربية والتي يتنببأ المختصون بأنه سيكون له مستقبلا واعدا، نظرا لما حققه البرنامج في دول العالم الغربي الذي أفرد له الآف المواقع على شبكة الإنترنت كدليل قاطع على أهميته.


يستند هذا البرنامج إلى نظرية تريز التي ولدت على يد العالم الروسي المهندس هنري ألتشلر الذي عمل في قسم توثيق براءات الاختراع وقتا طويلا، ولفت نظره تشابه وتكرار الكثير من الأفكار لدى المخترعين الذين قدموا للعالم أعمالا إبداعية حصلوا من خلالها على برآءة الإختراع، 

 فعزم هنري ألتشلر ورفاقه العزم على الدراسات المكثفة لأكثر من مليوني براءة اختراع والتي تمثل جزء كبير من الأعمال الإبداعية في الإبداع ،
 وبالفعل قام ورفاقه بتحليل تلك البرآءات تحليلا دقيقا من أجل أن يتعرف على الأفكار الإبداعية التي بلغت بأصحابها درجة الاختراع واكتشاف الجديد للعالم، 
وبالفعل توصل إلى أن هناك أربعون استراتيجة إبداعية يمكن استخدامها لتنمية التفكير الإبداعي لدى الفرد، ويمكن من خلالها الوصول إلى حل المشكلات بطرق إبداعية في مختلف جوانب النشاطات الإنسانية.
بماذا تتفرد نظرية تريز ؟

تنفرد نظرية تريز بأنها تستند إلى منهج علمي واقعي ناتج عن تحليل محتوى أكثر من مليوني براءة اختراع، فأساسها العلمي متين، والبناء عليه سيكون متماسكا طوال فترة المستقبل.

من أين يستمد برنامج تريز قوته في العالم ؟

يستمد برنامج تريز قوته عالميا من اعتماده في كبريات شركات العالم مثل شركة فورد وموتورلا، وكذلك اعتماده في أشهر جامعات اليابان أوروبا وأمريكا.

ففي اليابان قامت جامعة هوتشي بإنشاء مركز الإبداع العلمي والتقني وعمل من خلال هذا المركز حتى عام (1997 ) على تدريب ( 4000 ) متدرب على نظرية تريز من خلال ( 96 ) دورة تدريبية من مختلف المستويات الابتدائي والمتوسط والثانوية والمرحلة الجامعية .

و في ( نيكارجوا ) قامت جامعة العلوم التجارية بتبني نشر هذه النظرية،وتقوم حالياً بتأهيل ( 14 ) عضواً من أعضاء هيئة التدريس ليكونوا قادرين على تدريس هذه النظرية.
أما السلطات في وزارة التربية والتعليم الفرنسية فتبنت في مشروعها الوطني تدريب ما يقرب من ( 17000 ) معلم ، وسيتم استخدام النموذج التدريسي الذي تم تطويره في الاتحاد السوفييتي سابقاً لتطبيقه على مستوى الدولة في فرنسا.

لقد أصبحت الآن نظرية تريز معروفة في أكثر من ( 28 ) دولة في العــالم ، ويتم تدريسها في أكثر من ( 42 ) جامعة ، ولها الآف المواقع على الانترنت باللغة الانجليزية .


الهدف العام لبرنامج تريز:
يهدف برنامج " تريز" الإثرائي الذي يقدم للطلبة إلى تنمية القدرة على التفكير الإبداعي وفروعه الثلاثة :
الطلاقة والمرونة والأصالة ، لدى الطلاب الموهوبين .
ويمكن تقديم هذا البرنامج الإثرائي كذلك لطلاب الصفوف الدراسية العادية
مع أهمية العناية بتقديم المشكلات المتضمنة في البرنامج التدريبي
بطريقة مناسبة وسلسة يمكن للطلاب استيعابها .


فإن تطبيق هذا البرنامج التدريبي يتوقع أن يؤدي إلى تحقيق النتاجات التالية:

زيادة وعي المتدربين بالمشكلات والتحديات الموجودة في بيئتهم، وزيادة اهتمامهم ورغبتهم في حلها.
تطوير دافعية المتدربين نحو التفكير بطريقة إبداعية، وزيادة وعيهم بأهمية الإبداع في كل مجالات الحياة، وتشجيعهم بشكل مستمر على التعامل النشط مع المشكلات التي تواجههم في مختلف مناحي حياتهم.
تمكين المتدربين من استخدام تقنيات مختلفة ومتنوعة لحل المشكلات، ووضع الخطط وتنفيذها من خلال توظيف مباديء نظرية تريز.
تنمية مهارات المتدربين في تحسس المشكلات وصياغتها بطريقة مفهومة،
وتحديد جوانب التناقض في المشكلات التي يتم عرضها والتعامل معها.
تنمية مهارات المتدربين في توليد الأفكار وتقديم البدائل الأصيلة في حل المشكلات،
من خلال تزويدهم بالاستراتيجيات المناسبة التي تمكنهم من ذلك.
تنمية مهارات المتدربين في العمل الفريقي، ووضع المعايير الملائمة لتقييم الأفكار و البدائل.

لمن يقدم برنامج تريز:

إن استخدام هذا البرنامج التدريبي ليس مقتصرا على فئة دون غيرها، ولا على فئة عمرية معينة، فيمكن أن يستفيد من هذا البرنامج الشركات والمؤسسات الصناعية وكذلك المؤسسات الطبية والهندسية والتربوية والعلمية والتقنية... وعموما فإن هذا البرنامج التدريبي مناسب للتطبيق في أي مجال إنساني يحتاج فيه الإنسان إلى حل المشكلات بطريقة إبداعية..وعلى ذلك:
المستفيدون من البرنامج التدريبي:
أساتذة الجامعات
المعلمون والمديرون والمشرفون التربويون في التعليم العام.
مديرو الإدارت في مختلف القطاعات
الأطباء
المهندسون
العاملون في القطاع الخاص.
أخصائيو المناهج وتقنيات التعليم والمرشدون الطلابيون
العاملون في مجال رعاية الموهوبين والمتفوقين
- الطلاب .

كيف يعمل أسلوب تريز؟

يوجد ستة أدوات تحليلية تستخدم في أسلوب "تريز" لحل المشكلات، وتتميز كل أداة بمميزاتها وعيوبها الخاصة:


1. تحليل التناقض Contradiction Analysis
تعتبر من الأدوات الأكثر شيوعاً في أسلوب تريز التقليدي، وتطبق على المشكلة التي تعرف بالتناقض وتنطبق على نموذج [39] متغير (المشاكل التي تحتوي على تناقض فيزيائي).
2. المثالية Ideality
تعتبر أحد مكونات أكبر أداة تحليلية تدعى "حساب حل المشكلات المبتكرة" Algorithm for Inventive Problem Solving وهي تقدم أسلوب غير تقليدي في التفكير والإبداع.
3. حساب حل المشاكل المبتكرة Algorithm for Inventive Problem Solving (TRIZ)
تستخدم في حل التناقضات، وتركز على الحلول المثالية أو النموذجية حيث تبدأ الخطوة الأولى باستخدام محلل المشكلة "problem formulator" حيث يقوم الفريق المكون من الخبراء بتحديد الوظائف السلبية أو غير المرغوب فيها بالإضافة إلى الوظائف المرغوبة أو الايجابية. ومتبنين تريز عادة ما يفضلون حل المشكلة على نموذج تحليل الوظيفة وذلك بسبب عرضه الواضح للمشكلة، وسهولة الإنشاء، وتحديد النقاط السلبية.
4. أشكال التحول Patterns of Evolution
هذه الأداة تقوم بتسهيل عملية تصميم وابتكار الجيل أو الأجيال القادمة من المنتجات والعمليات.
5. تحليل مجال التصميم Substance-Field (Su-Field) Analysis
تستخدم هذه الأداة في توليد الأفكار للتصاميم الموجودة باستخدام المجالات الأخرى للطاقة والمعرفة.
6. التحديد التوقعي للفشل Anticipatory Failure Determination
تستخدم هذه الأداة في تحديد التعديلات التصميمية المطلوبة لتقليل احتمال حدوث أي عطب كبير.

المفاهيم الأساسية في نظرية تريز وأدواتها :
نظراً لأهمية المفاهيم الأساسية التي اشتملت عليها هذه النظرية فإن لابد من توضيحها بهدف تيسير عملية استيعابها لفهم النظرية والتعرف على أدواتها وآلية استخدامها في حل المشكلات ، ومن بين هذه المفاهيم وأكثرها أهمية :
1. المبادئ الإبداعية ( Inventive principles )
أدرك التشلر من خلال قاعدة البيانات الضخمة التي قام بدراستها وتحليلها أن هناك عدداً صغيراً من المبادئ التي تتكرر عبر العديد من المجالات المختلفة ،

 وبعد دراسة عميقة لهذه النماذج تبين أن هناك أربعين مبدأ إبداعياً استخدمت مراراً وتكراراً في الوصول إلى حلول إبداعية للمشكلات ،
 وتتمثل المهارة في استخدام هذه المبادئ في القدرة على تعميم المشكلة لتحديد المبدأ المناسب للاستخدام .
وبالرغم من أن هذه المبادئ قد اكتشفت من خلال تحليل براءات الاختراع في المجالات الهندسية والتقنية

 إلا انه تبين بعد ذلك أن هذه المبادئ يمكن استخدامها ليس في المجالات الصناعية فقط ولكن أيضاً في المجالات غير التقنية كالإدارة والأعمال والتربية والعلاقات الاجتماعية والصحة وغيرها .
وقد أشارت جميع الأمثلة المرجعية التي استخدمت وتم توثيقها أن هذه المبادئ أساسية وذات طبيعة عالمية وأنها أدوات قوية للاستخدام في مجالات الحياة المختلفة وجوانب النشاط الإنساني .
2. التناقضات ( Contradictions )
تستند نظرية تريز إلى مفهومين أساسيين هما التناقض والمثالية ، وكما هو معروف فإن التناقض هو القانون الأساسي في الجدلية المادية ،

والإبداع عملية يتم من خلالها حل مشكلة بطريقة غير مسبوقة ،
ويتطلب حل المشكلة بطريقة إبداعية تحسين إحدى خصائص النظام دون التأثير سلباً على خصائص أخرى في النظام نفسه ،
وإذا ظهر تناقض فمن الضروري إزالة العناصر التي تسبب ذلك ، وتعتبر التناقضات نتيجة حتمية لتطور النظم ، فخلال عملية التطور التي تحدث في نظام معين تتفاوت درجة هذا التطور بين الخصائص المختلفة وتظهر الحاجة إلى تطوير بعض هذه الخصائص بدرجات متفاوتة الأمر الذي يترتب علية أحياناً تحسن في بعض الخصائص على حساب خصائص أخرى ، وهكذا تستمر عملية التطور باستمرار وجود التناقضات المختلفة وإيجاد الحلول المناسبة للتخلص من هذه التناقضات .

ويظهر التناقض عندما تؤدي محاولة حل إحدى المشكلات في النظام أو بعض أجزائه إلى خلق مشكلة أو مشكلات أخرى ، ويحدث هذا التناقض عندما يترتب على العمل نفسه وظائف أو آثار مفيدة وأخرى ضارة في الوقت نفسه .
3. الناتج النهائي المثالي :
تعتبر المثالية ركناً أساسياً في نظرية تريز ، وبينت نتائج الدراسات التي قام بها التشلر ورفاقه أن النظم التقنية تسعى في تطورها للوصول إلى المثالية التي تشير إلى أن تكون جميع خصائص النظام في أفضل حالاتها وتعمل في الوقت نفسه على التخلص من جميع الجوانب السلبية .
ويعتبر الحل المثالي النهائي من أقوى المفاهيم التي تتضمنها النظرية ، إذ أن قبوله كهدف يجعل الفرد الذي يقوم بحل المشكلة ملتزماً بالسير في أفضل مسارات حل هذه المشكلة ، 

ومن المهم ملاحظة أن الحل المثالي النهائي لا يعني بالضرورة عدم الواقعية ، ففي كثير الحالات يمكن تحقيق الناتج النهائي ، وعلى أي حال فإن الناتج النهائي المثالي أداة نفسية توجه نحو استخدام الأدوات التقنية وتساعد صياغته في النظر إلى القيود الموجودة في الموقف المشكل .
وتقود صياغة الناتج النهائي المثالي في غالب الأحيان إلى تحسين عملية الاتصال مما يؤدي إلى تجريب طرق جديدة ، وعلى أقل تقدير فإنها تحدد بشكل واضح الحدود المتاحة للحل .
وتعتبر صياغة الحل النهائي المثالي من أهم المتغيرات إثارة للدافعية لحل المشكلة بمستوى إبداعي رفيع ، إذ أن الحل النهائي المثالي يعمل كهدف يوجه عملية حل المشكلة ، ويحول بين المبدع وبين الابتعاد عن المسار المناسب للحل .
4. مصفوفة المتناقضات ( Contradictions Matrix )
تعتبر مصفوفة التناقضات من أكثر أدوات نظرية تريز أهمية وفاعلية وقد بدأت فكرة تطوير هذه المصفوفة من خلال عملية التحليل الضخمة التي قام بها " التشلر " لبراءات الاختراع في المجالات الهندسية والتقنية ،
 وقد تمكن " التشلر" من تحديد ( 39 ) خاصية شكلت مع المبادئ الأربعين جوهر مصفوفة التناقضات .
ومن خلال مصفوفة التناقضات تفتح منهجية تريز قاعدة براءات الاختراعات في العالم لتحديد المبادئ التي يمكن أن تقدم حلولاً ممكنة ،

 إذ أن بناء المشكلة على شكل تناقض يسمح بوضع المشكلة موضع البحث في مكانها المناسب في مصفوفة التناقضات .
منهجية تريز في حل المشكلات :
قبل الاستطراد في تفصيل منهجية " تريز " في حل المشكلات لابد من الإشارة إلى أن هناك نوعين من المشكلات التي يواجهها الناس عادة :

• النوع الأول : مشكلات يوجد لها حلول بشكل عام
• النوع الثاني : مشكلات ليس لها حلول معروفة

بالنسبة للمشكلات التي يوجد لها حلول معروفة 

 يمكن الحصول عليها بالرجوع إلى المراجع والدوريات العلمية والخبراء والمتخصصين . ولحل هذا النوع من المشكلات فإن لها عادة نموذج عام.
أما النوع الثاني من المشكلات فيتضمن المشكلات التي لا يوجد لها حلول معروفة

وتتضمن متطلبات متناقضة ، وقد كان " التشلر " مهتماً بتلك المشكلات التي تتطلب حلولاً إبداعية ، والتي حددها بالمشكلات التي لا يوجد لها حلول معروفة أو أن لها حلولاً معروفة ولكن يترتب عليها مشكلات أخرى ،
 ولاحظ " التشلر " أن هذه المشكلات يمكن ترميزها وتصنيفها وحلها بطريقة منتظمة ، وسعى لاشتقاق المعرفة من الإعمال الإبداعية الناجحة وقام بتصنيفها في نماذج يمكن استخدامها في كافة مجالات النشاط الإنساني .
ولتطوير نظرية حل المشكلات بطريقة إبداعية وضع " التشلر " نظماً لتصنيف هذه المشكلات وحدد لكل منها مبدأ أو أكثر لحلها ،

 وبذلك فإن عملية حل المشكلات بطريق إبداعية تتبع إجراءات مستندة على العديد من المباديء:
المبادئ الإبداعية المستخدمة في البرنامج التدريبي الاثرائي :
يستند هذا البرنامج التدريبي الإثرائي إلى ( 15 ) مبدأ إبداعياً من أصل أربعين مبدأ توصل إليها صاحب هذه النظرية ( هنري التشلر ) ،
 وذلك لكي يتم انجازها خلال فصل دراسي ويمكن إعطاء بقية المبادئ الأخرى في فصل دراسي تالي ( أو حسب ما تراه مناسب ) ،
وقد تم اختيار هذه المبادئ لسهولة استيعابها وقابليتها للتطبيق في حل المشكلات غير التكنولوجية .
اكتفي بشرح ( 15 ) مبدأ من أصل أربعين مبدأ توصل أليها التشلر .

وهذه المبادئ هي :
1. مبدأ التقسيم / التجزئة ( Segmentation ) :
ويستخدم هذا المبدأ في حل المشكلات عن طريق تقسيم النظام إلى عدة أجزاء ، أو عن طريق تصميم الشيء بحيث يكون قابلاً للتقسيم ، أما إن كان النظام مقسماً على نحو مسبق فيمكن زيادة درجة تجزئته أو تقسيمه .

  2. مبدأ الفصل / الاستخلاص ( Separation / Extraction ) :
يتم حل المشكلات باستخدام هذا المبدأ عن طريق تحديد المكونات التي تعمل بشكل جيد والعمل على استبقائها وتحديد المكونات التي لا تعمل جيداً للتخلص منها .
  3. مبدأ النوعية المكانية ( Local Quality ) :
يشير هذا المبدأ إلى حل المشكلات التي يواجهها النظام عن طريق تحسين نوعية الأداء في أجزائه المختلفة ، من خلال تغيير بيئة النظام الداخلية والخارجية المنتظمة بحيث تصبح غير منتظمة ، وعن طريق توفير أفضل الظروف لعمل أجزاء النظام المختلفة ، وأخيراً عن طريق الاستفادة من كل جزء في النظام لتأدية وظائف مفيدة أخرى .
4. مبدأ الربط / الدمج ( Combining / Merging ) :
ويتضمن هذا المبدأ الربط المكاني أو الزماني بين الأنظمة التي تؤدي عمليات متوازية أو متجاورة ، أي جميع الأشياء التي تؤدي وظائف متشابهة أو متقاربة بحيث تؤدي عملياتها في أماكن وأوقات زمنية متقاربة .
5. مبدأ الخدمة الذاتية ( Self-Service ) :
يستخدم هذا المبدأ في حل المشكلات من خلال تصميم النظم والأشياء بحيث تكون قادرة ذاتياً على تنفيذ عمليات الصيانة اللازمة والإفادة من مخلفات المواد ومصادر الطاقة ، والاستمرار في تحقيق مزايا إضافية ترفع من قدرة النظام على تحقيق أهدافه .
  6. مبدأ العمل التمهيدي المضاد ( Preliminary Anti-action ) :
ويشير هذا المبدأ إلى أنه إذا كان من الضروري القيام بعمل له آثار مفيدة وأخرى ضارة ، فلا بد من القيام بعمل مضاد لضبط الآثار الضارة ، وإذا تبين أن النظام يحتوي توتراً أو اختلالاً في جانب معين ، فيجب توفير الإجراءات المضادة لمواجهة ذلك التوتر مسبقاً.
7. مبدأ القلب / العكس ( Inversion ) :
يشير هذا المبدأ إلى استخدام لإجراءات مغايرة لتلك المستخدمة عادة في حل المشكلة ، أي أننا نواجه الموقف المشكل عن طريق قلب العمليات أو الإجراءات المستخدمة رأساً على عقب .
8. مبدأ المواجهة المسبقة للاختلالات ( Cushion in advance ) :
يتضمن هذا المبدأ تعويض الانخفاض النسبي في موثوقية نظام ما عن طريق اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي لهذه المشكلات قبل وقوعها .
9. مبدأ العمومية / الشمولية ( Universality ) :
يتضمن هذا المبدأ جعل النظام قادراً على أداء عدة وظائف ، لتقليل الحاجة لاستخدام أنظمة فرعية أخرى .
  10. مبدأ العمل الفتري ( الدوري ) ( Periodic Action ) :
يتضمن هذا المبدأ استخدام الإجراءات الفترية أو المتقطعة بدلاً من الإجراءات المستمرة ، أما إذا كانت هذه الإجراءات فترية أصلاً فيتم تغيير مقدار العمل المتقطع أو نسبة تكراره ، إضافة إلى الاستفادة من فترات التوقف أو الإنقطاع عن العمل في أداء أعمال أخرى .
11. مبدأ العمل القبلي ( Prior-Action ) :
يشير هذا المبدأ إلى القيام بتنفيذ التغييرات المطلوبة في النظام جزئياً أو كلياً قبل ظهور الحاجة لذلك ، وترتيب الأشياء مسبقاً بحيث يمكن استخدامها في أكثر المواقف ملاءمة لتجنب الهدر في الوقت .
  12. مبدأ تحويل الضار إلى نافع ( Convert Harm Into Benefit ) :
يتضمن هذا المبدأ استخدام العناصر أو الآثار الضارة للحصول على آثار إيجابية ، والتخلص من العناصر الضارة بإضافتها إلى عناصر ضارة أخرى ، وزيادة كمية الضرر أو الآثار الناجمة عنه إلى أن يصبح غير ضار .

  13. مبدأ الدينامية ( Dynamicity ) :
ويتضمن هذا المبدأ تصميم خصائص الشيء أو بيئته الخارجية أو العمليات التي يقوم بها ، بحيث يمكن تغييرها لإيجاد أفضل ظروف العمل ، وتقسيم الشيء إلى أجزاء بحيث يكون كل منها قادراً على الحركة . وجعل الأشياء أو العمليات غير المرنة قابلة للتعديل أو الحركة .

  14. مبدأ تغيير اللون ( Changing the Color ) :
يتضمن هذا المبدأ تغيير لون الشيء أو تغيير بيئته الخارجية ، وتغيير درجة شفافية الشيء أو درجة شفافية بيئته الخارجية .
15. مبدأ التمدد الحراري ( Thermal Expansion ) :
يشير هذا المبدأ إلى خاصية تمدد المواد بالحرارة أو تقلصها بالبرودة ، واستخدام مواد متنوعة بمعاملات تمدد حراري مختلفة .

  المراجع :
• ابو جادو ، صالح محمد (2004) . تطبيقات عملية في تنمية التفكير الإبداعي
• أبو جادو ، صالح محمد . برنامج تدريبي لتنمية التفكير الابداعي
• أبو جادو ، صالح محمد . ملزمة تدريبية عن نظرية تريز
http://iugaza.yoo7.com/t8458-page

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق