الصفحات

الأربعاء، 15 أغسطس 2012

مفهوم إتخاذ القرار

 billahoudoud
في الخميس 29 ديسمبر 2011, 22:06

مفهــــوم اتخــــاذ القــــرار
القـــرار فـــي الحقيقــــة عبــــارة عــــن اختيــــار بيــــن مجموعــــة بدائــــل مطروحــــة لحــــل مشكلــــة مــــا أو أزمــــة أو تسييــــر عمــــل معيــــن.
فالقــــرار أن تعــــرف هــــذه الخيــــارات والبدائــــل، ثــــم تصــــل إلــــى الخيــــار الأمثــــل،
وذلك من خــــلال التأمــــل وحــــب الظــــروف المحيطــــة وحســــب متطلبــــات الموقــــف، وفــــي حــــدود الزمــــن المتــــاح،
 لأن الزمــــن أيضــــاً أحيانــــاً يكــــون لــــه أثــــر حاســــم فــــي اتخــــاذ القــــرار،

خطــــوات اتخــــاذ القــــرار
تمــــر عمليــــة اتخــــاذ القــــرار بمجموعــــة خطــــوات خمــــس للوصــــول إلــــى القــــرار الصائــــب وهــــي :
(الدراســــة - الإستشــــارة - الإعــــداد - التوضيــــح - التقويــــم)

ونحــــاول توضيــــح كل خطــــوة ووضــــع المحــــددات المطلوبــــة لهــــا باختصــــار:-

أولاً: الخطــــوة الأولــــى: (الدراســــة)
- وتحتــــوي علــــى ثــــلاث مراحــــل هامــــة :-
1) تحديــــد المشكلــــة:
بمعنــــى أن نتفهــــم حجــــم المشكلــــة ووصفهــــا الدقيــــق ومــــدى تأثيرهــــا ولمــــاذا ظهــــرت وهــــل تــــم علاجهــــا من قبــــل أم لا وكذلك وكــــان حدوثهــــا ومن هــــو المؤثــــر الأول فــــي حــــدوث المشكلــــة وكذلك الذيــــن يستفيــــدون من حــــل المشكلــــة.
2) وضــــع البدائــــل:
والمقصــــود بهذه الخطــــوة: جمــــع مجموعــــة من البدائــــل لحــــل المشكلــــة بحيــــث تكــــون جميعهــــا قابلــــة للتطبيــــق وينتبــــه في هــــذه الخطــــوة مــــن عــــدة أمــــور منهــــا :
- يجب أن تعطــــي نفسك الوقت المناسب لوضــــع البدائــــل بغير استعجــــال.
- لا تشعــــر بالهزيمــــة بسبب كثــــرة البدائــــل أو قلتهــــا.
- اجعــــل اختيــــار البدائل ناتجاً عن دراســــة متأنيــــة ومعلومــــات أكيــــدة.
- حــــاول الابتكــــار في وضــــع الحلــــول والبدائــــل ولا تكــــن أسيــــر السابــــق.
3) الإختيــــار:
والمقصــــود بهــــذه الخطــــوة:
أن نحــــذف جميــــع البدائــــل غيــــر المناسبــــة ونختــــار بديــــلاً واحــــداً قريبــــاً [أو بديليــــن إن تعــــذر].
ويكــــون الإختيــــار على مجموعــــة أســــس هــــي:-
- إمكانيــــة التطبيــــق الواقعــــي.
- مــــدى السلبيــــات المحتملــــة والإيجابيــــات المتوقعــــة مــــن تطبيقــــه.
- مــــدى اتســــاع عــــدد المستفيديــــن.
- مــــدى التكلفــــة والتضحيــــة .


ثانيــــاً: الخطــــوة الثانيــــة : (الإستشــــارة) 

لا شك أن الإسلام أمر بهذه الشورى إذا يقول سبحانه:
'وأمرهم شورى بينهم'
ومعنى الشورى في القرار الإسلامي هو تبادل الأفكار تجاه قرار معين , وما يترتب على ذلك من طرح للآراء ونقــــد لآراء الآخريــــن بغيــــة الوصــــول لأفضــــل القــــرارات.

سلبيــــات قــــد تحــــدث في خطــــوة الاستشــــارة ينبغي الخــــروج منها مثل :- 

- أن تكون الاستشارة لمجرد المظهر وتفتقر للجديد  
وذلك كما يحصل في أعمال كثيرة 
عندما يقرر القائد قراراً معيناً ثم يحاول إمراره من خلال مستشاريــــه أو يعقد مؤتمــــراً للشــــورى ولا يأخــــذ بتوصياتــــه. 
- السمــــاح للآخرين بالاستشــــارة لا يعني خروج القائد من مسئوليــــة القــــرار.
- قــــد يفهــــم العاملــــون استشارتــــك لهم أنهــــا ضعف منك على اتخاذ القــــرار.

- مــــن تستشيــــر ؟!!!
- ينبغــــي عليــــك أن تختــــار بحيــــث يتصــــف بالآتــــي :
- العلــــم [سواء كان علمــــاً عامــــاً أو علما بموضــــوع المشكلة وبمجالها].
- الخبــــرة [وهي الخبرة في حل مثل هذه المشكلات] .
- السلطة في تدعيــــم القــــرار أو المشاركة في إعانته أو تطبيقــــه .
وعلى أي حــــال فإن تعييــــن فريق استشــــاري لكل قائــــد من عوامــــل نجاحــــه في اتخــــاذ قــــراره . 

ثالثــــاً : الخطــــوة الثالثــــة: (الإعـــــداد)

والمقصود بهذه الخطوة إدخال القرار حيز التنفيذ بعد دراسة المشكلة واختيــــار البدائل واستشــــارة المستشــــارين.
وفي هــــذه الخطــــوة علينــــا الانتبــــاه للمحــــددات الآتيــــة:
1- اترك جميع البدائل والحلول الأخرى وضع كل اهتمامك في الاختيار الذي اتخذته.
2- اترك التردد تماماً في اتخاذ قرارك لأن التردد قرين الفشل .
3- دافــــع عن قــــرارك كمــــا تدافــــــــع عن ولــــــــــــدك .
4- توقع الأخطار التي يمكن أن تحدث من قرارك المتخذ .
5- ضع خطة واضحــــة ومحــــددة لإنجــــاز القــــرار .
6- ضــــع مواعيــــــــــــد معينــــــــة لتطبيقــــــــــــــــه .
7- حــــدد المسئولين الذين سيتولون تنفيــــذ ذلك القــــرار .

رابعــــاً : الخطــــوة الرابعــــة: (التوضيـــح)

والمقصود بهذه الخطوة توضيح القرار لجميع الناس, ذلك لأن هناك كثيرا من القرارات تفشل تماماً بسبب عدم تفهيم مرادها أو لمن سيقع عليهم القرار , وقد يظهر التذمر والضيق لدى كثير منهم لعدم استيضاح القرار ومراده وهو ما لا يحمد عقباه ,
لذلك ننبه على مجموعــــة من الالتزامــــات ينبغي مراعاتها في هذه الخطوة وهي:-
1- لا يستطيــــع شــــرح قــــرارك مثلك فأنت أول المسئوليــــــــن عنه .
2- ينبغي عليك اختيار مجموعة من المساعدين لمشاركتك توضيح القرار .
3- أعــــــــط فرصــــة للسؤال والجــــواب من الجميــــــــــــــــع .
4- حاول البحث عن المجموعة الراعية لقرارك وحاول اكتسابها لصفك .
5- روج لقــــــــرارك عن طريــــــــــــق إظهــــــــار إيجابياتــــــــه .
6- وضــــح للنــــاس لمــــاذا اختــــرت هذا القرار ولم تختــــر غيره .
7- حــــــــدد الفوائــــد المرجــــوة بعبــــارات قويــــة وواضحــــة .

خامســــاً : الخطــــوة الخامســــة: (التقويــــم)

والمقصود من هذه الخطوة مراقبة الأداء ومتابعته والوقوف على السلبيات وعلاجهــــا أو التوجيــــه إلى علاجهــــا .
وعملية التقويم عملية ضرورية لإنجاح القرار المتخذ ذلك أن المطلوب من القائد بعد اتخاذ قراره ليس فقط التفتيش على الأفراد في تطبيقه بل المعايشة والانصهار مع المجموع في تطبيق ذلك القــــرار .
وصدق من قال : 'إذا لم تكن تعرف إلى أين تسير , فإنك ربما تنتهي إلى مكان آخر ' .

 وعليك دوماً أن تسأل نفسك سؤالين أساسييــــن:
- ماذا أحــــــــــــــــاول أن أحقق ؟
- كيف سأعرف بأنني حققت ذلك ؟
ولأجــــل ذلك حــــاول تنفيــــذ ما يلــــي :
1- ضــــع مجموعة مؤشرات أساسيــــة وواضحــــة لتحقيــــق هدفــــك .
2- وصــــف هــــــــــــذه المؤشــــرات وبينهــــــــــــا بوضــــــــــــوح .
3- حــــدد الطريقــــة في التــــدرج الأدائي المطلوبة للوصول لقمة الأداء .
4- حــــدد مدى الأخطــــاء المقبولــــة إذا حدثت كما تحدد الغير مقبول منها .
5- حفــــز فريــــــــق العمــــــــل لتحقيــــــــق التفــــــــوق والإنجــــــــاز .
6- اعتمد طريقة التقارير الدورية عن العمل وحاول تطبيق نتائجهــــا عن طريــــق التفقد الواقعــــي .
7- ضع خطة لتطوير الأداء الموجود تتلافى فيها الأخطاء التي قد ظهرت وتنهــــي بهــــا القصــــور الموجــــود .

أنــــــواع القــــــرارات

1) القــــــرارات الفرديــــــة:
هناك قرارات فردية وأخرى جماعية ، 
قرار فردي يخصك وحدك، كما قلنا طالب يريد أن يحدد جامعة أو رجل يريد أن مختار للزواج امرأة، فهذا أمر محدود،
لكن إذا كان القرار يخص جمعا من الناس أو يخص الأمة برمتها، كقرار الرئيس في مصلحة الأمة أو كحكم يتخذه القاضي بشأن متنازعين مختلفين، أن مثل هذا القرار يكون أكثر حساسية وأكثر أهمية، ولا بد له من مزيد من أخذ الأسباب الموصلة للقرارات، لأن الأول قرار يخصك وحدك ،فان وقع فيه خطأ فأنت الذي تتحمله وان كان به ضرر فدائرته مخصوصة به وحدك،
أما أن يكون القرار الذي تتخذه يتضرر منه ألاف أو عامة الناس، أو أن تتخذ الحكم فيتضرر به أو النظام فيتضرر به كثير من النــــاس فهــــذا أمر يحتــــاج إلى مزيــــد من التــــروي .

2) القــــــرارات المصيريــــــة:
أيضا من جهة أخرى هناك قرارات عادية وأخرى مصيرية...
قرار عادي تريد أن تهدي لأخ لك هدية، وهل يا ترى أهديه من قميص أم أهديه كتاب من الكتب؟ 
قضية عادية متكررة ليست خطيرة ولا كبيرة،
لكن هناك قرار ربما يكون بالنسبة للفرد أحياناً على مستوى الأمة مصيريا، 
هل تريد أن تدرس أو تعمل ؟
ريما يكون قرارا مصيريا بالنسبة لك 
هل تريد أن تبقى في هذه البلاد أو ترحل إلى بلاد أخرى ؟
أمور لها أثار أكبر لذلك لا ينبغي أحيانا أن يزيد الإنسان من التفكير والبذل للجهد في قرار عادي يتكرر فيجمع جمعا من الناس ويستشيرهم... هل يختار هذا أو ذاك.
أيضا العكس فيأتي في قرار مصيري فيتخذه ويقرره وهو في جلسة لشرب الشاي دون أن ينتبــــه للخطــــورة التي تترتــــب علــــى ذلك.

3) القــــــرارات الدوريــــــة:
وهناك أيضا قرارات دورية وأخرى طارئة،
ما معنى قرارات دورية؟ أي تتكرر دائما، على سبيل المثال بالنسبة للطالب الاختبارات أمر يتكرر دائما، فيحتاج أن يقرر هل يبدأ بدراسة الكتاب أو بدراسة المذكرة أو يبدأ بدراسة المادة الأولى أو الثانية ؟
 فالأمور الدورية مثلا الشركات أو المؤسسات توظيف موظفين لديها وأحيانا تفصل آخرين.
هذه الأمور الدورية المتكررة القرار فيها هو اتخاذ النظام الأمثل، بحيث لا تحتاج في كل مرة إلى أن نعيد القرار.
 ندرس القضية مرة واحدة نضع شروط لتعيين الموظفين نضع نماذج نحتاج إليها وينتهي الأمر أما في كل مرة نعاود التفكير، كلا ! قرار دوري يأخذ دائما
أما الشيء الطاريء الذي يحتاج إلى بعض ذلك الأمر.
إذاً فهمنا هذه الصورة العامة في القرارات وبأسلوب مبسط ويلامــــس واقــــع حياتنــــا .

حيثيــــات اتخــــاذ القــــرار

أولاً: اتخــــاذ القــــرار لا يكتسب بالتعليــــم وإنما أكثــــر بالممارســــة والتجربــــة:
لن تكون صاحب قرارات صائبة بمجرد أن تقرأ كتابا، أو بمجرد أن تستمع لمحاضرة، ولكنها التجربة تنضجك شيئا فشيئا، ولكنها الخبرة تكتسب مع الأيام... ويمتلكها الإنسان بالممارسة بشكل تدريجي ومن هنا يتميز كبار السن وأصحاب التجربة بالحنكة وصواب الرأي ودقة الاختيار أكثر من غيرهم، فالشاب الناشيء كثير ما لا توجد لديه الأسباب والملكات لاتخاذ القرار الصحيح، هنا يحتاج إلى المشورة أو المعونــــة أو النصيحــــة.

ثانيــــاً: اتخاذ القرار أفضل من عدم اتخاذه وان كان في القرار أخطاء خاصة في الأمور التي لا بد منها من اتخاذ قرار، لان عدم اتخاذ القرار يصيب الإنسان بالعجز والشلل في مواجهة الأحداث وحــــل المشكــــلات.

ثالثــــاً: ليــــس اتخــــاذ القــــرار مبنيــــا علــــى العلــــم الشرعي فحسب:
بل لكثير من الأحوال يبنى على معارف الحياة العامة وعلى طبيعة الظروف ومعرفة الأحوال وحاجات الناس ومصالحهم وهذه كلها تمثل أسســــاً لا بــــد من معرفتهــــا عند اتخــــاذ القــــرارات.

رابعــــاً: اتخــــاذ القــــرار يحتــــاج إلى عقليــــة متفتحــــة مرنــــة:
بعيدا عن الجمود وأحادية الرأي، فان الذي لا يفكر إلا من طريق واحد ولا ينظر إلا من منظار واحد تغلق عليه أمور وتوصد في وجهه الأبواب ويظن ألا حل ويستسلم لليأس مع أنه لو نظر عن يمينه أو عن يساره أو خلفه أو أمامه لرأى أبوابا كثيرة مشرعة وطرق كثيرة ممهدة، إنما أعماه عنها أنه لم يتح لعقله أن يسرح في الآفــــاق وان يولــــد الأفكــــار حتى تكون هناك مخارج عدة بإذن الله.

خامســــاً: ليــــس اتخــــاذ القــــرار هو نهايــــة المطــــاف بل في الحقيقة هو بدايتــــه:
لأن بعد اتخاذ القرار يحتاج إلى التنفيذ والتنفيذ يحتاج إلى المتابعة والتقويم ربما يدخل كثير من التعديلات على تلك القرارات، فليس المهــــم هو اتخاذ القرار وإنما أهم من ذلك ما بعد اتخاذ القــــرار.


محاذيـــــر اتخـــــاذ القـــــرار
لا للمجاملات في اتخاذ القرار.
لا للعواطـــــــــف.
لا للتردد والتراجع.
لا للإذاعة والنشر (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان).
لا للعجـــــــــــلة.

العوامــــل المؤثــــرة فــــي اتخــــاذ القــــرار

1) القيـــــم والمعتقـــــدات:
للقيم والمعتقدات تأثير كبير في اتخاذ القرار ودون ذلك يتعارض مع حقائــــق وطبيعــــة النفــــس البشريــــة وتفاعلهــــا في الحيــــاة.
2) المؤثـــــرات الشخصيـــــة:
لكل فرد شخصيته التي ترتبط بالأفكار والمعتقدات التي يحملها والتي تؤثر على القرار الذي سيتخذه، وبالتالي يكون القرار متطابقا مــــع تلك الأفكــــار والتوجهــــات الشخصيــــة للفــــرد.
3) الميـــــول والطموحـــــات:
لطموحات الفرد وميوله دور مهم في اتخاذ القرار لذلك يتخذ الفرد القرار النابع من ميوله وطموحاته دون النظر إلى النتائج المادية أو الحسابــــات الموضوعيــــة المترتبــــة على ذلك.
4) العوامـــــل النفسيـــــة:
تؤثر العوامل النفسية على اتخاذ القرار وصوابيته، فإزالة التوتر النفسي والاضطراب والحيرة والتردد لها تأثير كبير في إنجاز العمل وتحقيق الأهداف والطموحــــات والآمــــال التي يسعــــى إليها الفــــرد.

http://cubouira.3oloum.org/t1332-topic

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق