الثلاثاء، 15 مايو 2012

اختيار الزوج المناسب : فتوى


كيف نختار الزوج المناسب ولا نندم بعد الزواج؟

نص الجواب
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
فنسأل الله العلي القدير أن يحفظك ويبارك فيك ويرزقك زوجا صالحا تسعدين به في الدنيا والآخرة.
ومن المعروف أن الزواج لا يمكن أن يبنى فقط على العواطف، بل لا بد فيه من نظرة عميقة تراعي المستقبل وتأخذ بالأسباب اللازمة للتغلب على ما يظهر عادة من تحديات في الحياة الزوجية، 
فحسن الاختيار في الزواج عامل مهم في نجاحه، وتختلف طريقة الاختيار الأمثل من مجتمع لآخر،
ومن أهم العوامل المساعدة في هذا المجال:
1- قبول الخاطب صاحب الخلق والدين، ففي سنن الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ".
ومسألة الرضا عن مستوى الخاطب الديني والخلقي مسألة نسبية، إلا أنه من المهم للمرأة أن تتزوج بمن يقدرها في جميع الأحوال،
 ففي كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة:
 (قال رجل للحسن البصري: إن لي بنيّة وإنها تخطب، فممّن أزوّجها؟ 
فقال: زوّجها ممن يتقي اللّه، فإن أحبّها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها).
 2- النظر إلى الكفاءة بموضوعية، والكفاءة المعتبرة شرعا هي الدين والحال، قال الشيخ خليل رحمه الله في مختصره: (والكفاءة الدين والحال).
وجاء في حاشية العلامة الدسوقي رحمه الله على الشرح الكبير:
 (والكفاءة وهي لغة المماثلة والمقاربة
والمعتبر فيها على ما ذكر المصنف أمران: 
الدين أي التدين أي كونه ذا دين أي غير فاسق ...).
والمقصود بالحال هو السلامة من كل ما قد يؤثر سلبا على الحياة الزوجية من العيوب أو غيرها، ووجود تقارب نسبي في المستوى الاجتماعي  والميول والطبائع بين الزوجين.
3- قبول الخاطب بعد مشاورة الأهل وبعد الاستخارة.
والمقصود بالاستخارة هو صلاة ركعتين ثم الدعاء بالصيغة المعروفة للوصول إلى الخيار الأمثل.
4- المحافظة على استمرار التوافق بعد الزواج:
ومن أهم ذلك بالنسبة للمرأة هو الحرص على إدخال السرور على زوجها وطاعته والحذر من كل ما يكره،
ففي سنن النسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي النساء خير؟ 
قال: "الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ وَلَا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ".
قال العلامة المناوي رحمه الله في فيض القدير:
(بأن تساعده على أموره ومحابه ما لم يكن مأثما فإن حسن العشرة ترك هواها لهواه وإذا كانت كذلك كانت عونا له على حسن العشرة وزوال العسرة وإقامة الحقوق).
5- التزام منهج الحكمة والتأني في حل المشكلات الطارئة:
فمن الطبيعي في الحياة الزوجية وجود بعض المنغصات لكن مراعاة أصول التوافق والحذر من الأنانية والتفكير المتأني كل ذلك يجعل تلك المنغصات ينعدم تأثيرها أمام ما ينشأ من مودة ورحمة، والله تعالى أعلم.
  • والخلاصة

    وأهم العوامل المساعدة على حسن الاختيار:
    الرضا عن مستوى الخاطب الديني والخلقي، ووجود تقارب نسبي في الحالة الاجتماعية، ومشورة الأهل قبل القبول والاستخارة، والله تعالى أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق