الخميس، 16 فبراير 2012

غلق مضيق هرمز واللعب بالنار




علي الكاش / كاتب ومفكر عراقي
2012-01-11 10:07:06

إتخذت إيران كل الوسائل المتاحة لغلق مضيق هرمز، ونحن بدورنا إتخذنا كل الوسائل المتاحة لإعادة فتحه الجنرال(مارتن ديمبسي) رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الامريكية.
يعتبر مضيق هرمز من الممرات المائية المهمة في العالم من حيث حركة السفن وحجم تجارة النفط المار من خلاله والذي يصل الى نسبة 40% من النفط العالمي، و90% من صادرات نفط الخليج، وحوالي 50% من حجم تجارة المنطقة مع العالم.
كما إنه نقطة وصل بين الخليج العربي وخليج عمان والبحر العربي والمحيط الهندي.
ويعتبر منفذا بحريا لخمس دول عربية خليجية لا تمتلك غيره لتصدير نفطها (العراق، الكويت، قطر، الامارات والبحرين). يبلغ عرض المضيق تقريبا (34) ميلا بحريا، وعمقه حوالي(60) مترا.
تصدر إيران عبر مضيق هرمز 90% من نفطها، والسعودية حوالي 88% (6 مليون برميل يوميا). والعراق 98%، والامارات 99%، والكويت 100%. حسب مؤشرات عام 2006.


ما بين آونة وأخرى يطل علينا أحد المسئولين الإيرانيين ملوحا بعصا غليظة ومهددا بإغلاق مضيق هرمز الإستراتيجي وذلك في حال تعرض المصالح الإيرانية الى خطر ما.
وكان آخرها وليس الأخير في مطلع العام الحالي عندما أعلنت طهران عن خطة جديدة لإجراء مناورات عسكرية إستفزازية في منطقة المضيق في وقت عصيب وشديد الحساسية.
وهدد بعض المسئولين بإغلاق المضيق إذا فرضت عقوبات دولية جديدة على النظام.
وقد تزامن هذا التصعيد مع تصعيد آخر بهدف رفع درجة حرارة المناخ السياسي لحد الاختناق!
ورد على لسان (فريدون عباسي) رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بأن محطة فوردو الذرية للتخصيب ستباشر العمل قريبا، وان اليورانيوم المخصب الذي سيتم انتاجه في المحطة تتراوح نقاوته ما بين 3.5 - 23%!
وقد وصفت الولايات المتحدة وحلفائها الاوربيين هذا تصريح عباسي بأنه خطوة تصعيدية أخرى من قبل النظام الإيراني!
لو عدنا قليلا الى الوراء لإستذكرنا الكثير من هذه التهديدات،
حيث سبق أن خاطب رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال (حسن فيروزي آبادي) في تموز العام الماضي عبر وكالة أنباء فارس جميع دول العالم يجب تعلم بأنه في حال تجاهل مصالح إيران في المنطقة, فمن الطبيعي أن لا نسمح للآخرين باستخدام الطريق البحرية.
وأعقبه تصريح آخر أطلقه (يحيى رحيم صفوي) المستشار العسكري الكبير للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بأنه في حالة اندلاع حرب سيتم إغلاق مضيق هرمز.
وتلاه تهديدا آخرا من قبل (محمد علي جعفري) قائد الحرس الثوري الإيراني بلهجه أشد إن قوات الحرس الثوري مجهزون بأكثر الصواريخ تطورا، و تستطيع بها أن توجه ضربات قاضية لسفن الأعداء وتجهيزاتهم البحرية.
ملمحا بأن الجمهورية الإسلامية قد تغلق مضيق هرمز انتقاما من أي هجوم على منشآتها النووية.
في المقابل كانت ردود الفعل المعاكسة بنفس مستوى التهديد حدة وتشنجا.
فقد ردً الأدميرال وليام غورتيني قائد الاسطول الأمريكي الخامس على تلك التهديدات بطابع تحذيري بإن مثل هذا الإجراء يعتبر من الأخطاء الجسيمة وسوء التقدير والعواقب.
لكن نائبه كيفن كوسيغريف كان أكثر وضوحا ودقة بقوله إن الإيرانيين لن يغلقوا مضيق هرمز.
كما إننا لن نسمح لهم بإغلاقه!
في حين ذكر الجنرال (مارتن ديمبسي) رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الامريكية بأن إيران قادرة على إغلاق ضيق هرمز، ولكنه سيكون عملا لايمكن السكوت عنه.
كما حذرت بريطانيا النظام الإيراني من مغبة غلق المضيق.
ونقل عن وزير الدفاع البريطاني (فيليب هاموند) قوله لن نقف مكتوفي الأيادي أمام التعنت الإيراني، وإن إغلاق المضيق سيجر المنطقة إلى تداعيات خطيرة، فهذا الممًر المائي يخص جميع دول العالم وليس إيران فقط. مؤكدا بأن بلاده ستتخذ اجراءات عسكرية رادعة ضد إيران.
ومنوها بأن البحرية الامريكية والبريطانية موجودة في الخليج لحماية المصالح الدولية.
وجاء في تقرير جديد بأن بريطانيا تنوي إرسال المدمرة (HMS) ديرنغ الى منطقة الخليج في أول طلعة حربية لها. وهي مزودة بأحدث رادار بحري في العالم بإمكانه تحديد إتجاهات الطائرات والصواريخ بدقة متناهية.
وأكد (د. وفيق مصطفى) جدية التهديد البريطاني محذرا إن بريطانيا لن تتسامح على الاطلاق مع أي تهديد حقيقي للإقتصاد الدولي. والبحرية البريطانية لها حضور قوي في المنطقة.
لاشك أن مثل هذه التصريحات تكثف حالة الاحتقان والتوتر في المنطقة المتوتر أصلا وتشكل تهديدا للأمن الدولي و خرقا لميثاق الامم المتحدة هذا من جهة. وتهديدا مباشرا لأمن دول الخليج من جهة أخرى.
لأنه يحرمها من ممرها المائي التجاري الحيوي، ويحشرها في مواجهة مباشرة مع إيران في أمر لا دخل لها فيه.
هذا أن صح بالطبع وجود تهديد امريكي للمصالح الإيرانية رغم ان حجم المشكلة لا يتجاوز فقاعة هواء كما يشير عدد من الخبراء النفطيين والشواهد كثيرة بهذا لصدد.
 لأن المتضرر الأول من إغلاق المضيق سيكون إيران نفسها ودول الخليج العربي معها.

السؤال المطروح: هل فعلا يمكن لإيران أن تغلق مضيق هرمز؟

الجواب: على ضوء معطيات الواقع: كلا!
لعدة عوامل منها داخلية وخارجية.
العوامل الخارجية
1- ان غلق المضيق من شأنه ان يدخل إيران في مواجهة مباشرة مع الدول الصديقة قبل المعادية ولاسيما الصين (زبون إيران الاول في مجال النفط والمزود الرئيسي لها من الاسلحة) واليابان وبعض الدول الأوربية التي تستورد نفطها(نصف مليون برميل يوميا) وهي سوف لا تقف مكتوفة الأيادي أمام هذا الإجراء المدمر لإقتصادياتها.
لذلك سارعت الصين لإرسال (زاي جون) وزير خارجيتها الى إيران لكبح جماحها وتحذيرها من تداعيات تهديدها بغلق المضيق.
فليس من المعقول ان تنال عصا إيران دول لاتضمر لها العداء!
حيث سترتفع اسعار النفط الى مستويات عالية سيما إن الفصل شتاء حاليا ويزداد استهلاك النفط في اوربا وبقية دول العالم.
وليس الأمر هينا لتعويض هذه الدول إستيراداتها النفطية من جهات بديلة رغم انها باشرت فعلا بهذه المهمة.
مع دعم من وكالة الطاقة الدولية التي أكدت امتلاكها خطة طواريء لتحديد ما يمكن الإفراج عنه من المخزونات النفطية لديها والتي تقدر بحوالي (14) مليون برميل يوميا ولمدة شهر.
كما ان العضو الديمقراطي(ادوارد ماركي) في مجلس النواب الامريكي/ لجنة الموارد الطبيعية أيد قيام حكومته بإفراج جزء من احتياطاتها النفطية من مخزونات الطواريء أيضا.
مشيرا بأن بلاده مستعدة لإستخدام احتياطاتها الاستراتيجية من النفط كسلاح ضد طغاة اوبك والمضاربين في وول ستريت, والتهديدات الإيرانية الاخيرة واحدة منها.
لكن نجاح هذه الخطوات يعتمد بالدرجة الأولى على مدة اغلاق المضيق ويتناسب عكسيا معها، فكلما طالت مدة الغلق كلما قلت فعالية المخزون الاحتياطي.
2- إن بعض هذه الدول الاوربية والآسيوية ترتبط بإتفاقيات نفطية موقعة مع إيران وهي التزامات تستوجب ايفائها من قبل الأطراف المتعاقدة.
ما يرتب على الجهة المصدرة (إيران) غرامات تعويضية لإخلالها بالشروط، علاوة على فقدان إيران لمصداقيتها مع الجهات المستوردة لنفطها مما سيؤثر على صادراتها النفطية مستقبلا.
3- تعقيد ازمة الملف النووي الإيراني المعقد أصلا بتعاضد الدول الأوربية وبقية دول العالم للوقوف ضد إيران، وبالتالي ستخسر المواقف المؤيدة او الواقفة على الحياد تجاه ملفها النووي.
أي أنها ستحل المصيبة بكارثة! وهذه بلادة وحماقة لا يمكن ان تقوم بها دولة تعرف حقيقة مصالحها ووضعها الدولي المحرج.
سيما إن وزير الخارجية الفرنسي (آلان جوبيه) أكد مؤخرا قناعة بلاده على ضرورة فرض عقوبات أشد صرامة على إيران وحث دول الإتحاد الاوربي على تجميد الأصول المالية للبنك المركزي الإيراني إسوة بالإجراء الامريكي المتبع.
4- لابد من التنويه بأن أكثر من 40% من النفط الدولي يمر عبر مضيق هرمز وأن 90% منه يذهب الى الولايات المتحدة الامريكية والدول الأوربية والصين واليابان ومن شأن إغلاق المضيق ان يسبب أزمة نفطية دولية حادة تدفع ثمن حماقتها جميع دول العالم بلا إستثناء.
وهذا سيجعل الرأي العام الدولي الرسمي والشعبي يتخذ موقفا حازما ضد إيران. ويتعاطف مع الاجراءات الامريكية – الاوربية رغم ضراوتها.
5- في زيارة وزير الدفاع البريطاني (فيليب هاموند) الأخيرة لواشنطن ولقائه مع نظيره الامريكي( ليون بانيتا) ناقشا خططا بديلة في حال تنفيذ إيران لتهديدها بغلق مضيق هرمز. وكذلك الأمر بالنسبة للاتحاد الاوربي ومنظمة الطاقة الدولية.
وهنا لابد من الأخذ بنظر الاعتبار الموقف السعودي المناويء لإيران. فهذه فرصته الذهبية للنيل من خصمه الايديولوجي.
حيث ستساهم المملكة بشكل مباشر بدعم الموقف الامريكي، إذ لم يكن من الناحية العسكرية فعلى الاقل من الناحية الاقتصادية عبر ضخ المزيد من نفطها عبر شبكة انابيب تصل طاقتها الفعلية(5/4) مليون برميل يوما من ميناء (ينبع) على البحر الاحمر.
العوامل الداخلية
1- يشكل النفط اكثر من 90% من صادرات إيران، وغلق المضيق يعني توقفها عن تصديره.
أي انها ستقطع وريدها بيدها! وهذه حالة لا يبررها إلا مذهب شمشون عليً وعلى أعدائي! ولكن لا يوجد على أرض الواقع ما يستحق هذا الفعل الجنوني أو يبرره.
حتى لو قبلنا جدلا بإدعاءات جعفري وغيره بأنه بات من السهل لإيران ان تغلق المضيق لفترة زمنية غير محدودة في ضوء إكمالها الإستعدادات العسكرية.
سيما ان الحرس الثوري الإيراني هو الذي يتولى حاليا المسئولية الأمنية في منطقة الخليج كما اشار(ماشاء الله شمس الواعظين) المستشار في مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية, والذي دعم بدوره تصريحات جعفري بإغلاق المضيق.
لكن الوضع الإقتصادي الإيراني الصعب لاسيما بعد تشديد الحصار الإقتصادي عليها يكذب مثل هذه الطروحات الدعائية.
وسبق أن صرح جيف موريل المتحدث باسم البنتاغون بأن التهديد الإيراني بغلق مضيق هرمز سيكون خطوة تعود بالضرر على إيران اولا منوها بأن بلاده لا تسمح بمثل هذا الأمر
2- يدرك النظام الإيراني أكثر من غيره بأن الحرب مع الولايات المتحدة تكلفتها باهضة جدا على الأصعد كافة، ولها في حروب دول الجوار العراق وإفغانستان إسوة سيئة.
فوقوع الحرب سيجعل إيران في مواجهة عدة دول وعدة محاور من الصعب التغلب عليها.
فإذا تجاوزنا التفوق الجوي بين الدولتين، فإن القوى البحرية الإيرانية لم تبلغ بعد سن الرشد لتواجه نظيرتها الأمريكية و اسطولها الخامس المتربص كالذئب الجائع للانقضاض عليها، علاوة على الاسطول البحري البريطاني في الخليج الذي سيدعم الاسطول الخامس في مهامه الحربية.
كما إن المعارك البرية ستتخذ عدة محاورها اهمها العراق وافغانستان إضافة الى القواعد المنتشرة في تركيا ودول الخليج العربي بمعنى إنها ستكون محصورة بين كفتي كماشة.
لربما تضطر الولايات المتحدة الى مواجهة برية حاسمة لأحتلال إراضي إيرانية مشرفة على مضيق هرمز بشكل يمنع تكرار نفس التجربة مستقبلا فيما إذا حصلت الحرب فعلا!
ولو افترضنا جدلا ان إيران أغلقت المضيق لفترة محددة فإن حرب إستنزاف امريكية طويلة الأمد من شأنها أن تدمر الأقتصاد الإيراني الذي يعاني حاليا من الأختاق بسبب العزلة الدولية، وحرمانه من الحصول على مورده الرئيسي من النفط.
وربما يفرض الامريكان حتى في حالة اللاحرب حظر جوي فوق مضيق هرمز، مثلما فعلوا في شمال العراق وجنوبه بحجة المحافظة على أمن المضيق وتأمين إنسياب النفط! فيقابل الحظر بإرتياح دولي.
3- إن التهديدات الإيرانية استفزازية اكثر منها فعلية.
فمن المعروف أن مثل هذه الورقة الأستراتيجية الضاغطة لا يجوز التلويح بها مطلقا من قبل النظام الإيراني، مهما تعقد الموقف السياسي، وكان من المفروض أن تبقى في خزانة الملفات العسكرية السرية لتباغت بها اعدائها.
لإنها تمثل حالة من الانتحار السياسي والاقتصادي.
فليس من المعقول ان تقدم إيران للولايات المتحدة مثل هذه الخطة( إغلاق هرمز) على طبق من ذهب مفوته على نفسها مبدأ المباغتة!
وتقدم الفرصة الكافية للشيطان الأكبر للبحث عن البدائل الإستراتيجية ليجهض خططها وهي في المهد؟ وهذا ما حصل فعلا.

4- الاوضاع الإقتصادية السيئة في إيران التي يحاول النظام التغطية عليها بغطرسته المعروفة. فقد ترك الحظر الدولي بصماته على الاقتصاد الإيراني والقادم ينذر بالاسوأ.
ومن المعروف إن العملة الإيرانية على وشك الانهيار فقد فقدت حوالي 16% من قيمتها وهي في هبوط مستمر، وقد اعترف النظام الإيراني بهذه الحقيقة! لكنه لم يعزِ سببها للعقوبات الدولية التي إستهزأ من فعاليتها!
5- كما ان كبت الحريات الشخصية والدينية والتنكيل بحقوق الانسان وموجة الاعدامات( إيران اول دولة في العالم في تنفيذ احكام الاعدام) جعلت الداخل الإيراني يغلي كالمرجل، ويتحين الفرصة لإسقاط النظام القمعي.
ولاشك ان حركات المعارضة في الاحواز العربية والتنظيمات الكردية ومجاهدي خلق وغيرها، ستجد الفرصة السانحة للتعبئة الجماهيرية.
علاوة على تصاعد احتجاجات الاقليات المضطهدة كالسنة والبلوش والاكراد وعرب الاحواز وغيرهم.
6- عوائق جديدة امام تصدير البضاعة المذهبية والمشاكل لدول أخرى.
عزت (فكتوريا نولند) الناطقة بإسم الخارجية الامريكية سبب التهديد الإيراني بغلق مضيق هرمز كمحاولة لصرف الإنتباه عن المتاعب التي يواجهها الشعب الإيراني سيما الاقتصاية منها.
لذلك فأن اعلان إيران بغلق المضيق يهدف إلى الإستهلاك المحلي ولفت نظر الشعب الى مشاكل خارجية.
7- ضياع المليارات من الدولارات التي خصصتها إيران سنويا لتصدير ثورتها ونصرة المذهب سيما في دول الخليج.
فشيعة الخليج رغم موالاتهم للنظام الإيراني لكن الحس الوطني عندهم اسمى من الحس المذهبي عكس الوضع في العراق ولبنان(حزب الله).
ومن شأن اغلاق هرمز ان يصلح الشرخ بين الانظمة الخليجية والاقليات الشيعية لاسيما في السعودية والبحرين والكويت والامارات، كدول متضررة من اغلاق مضيق هرمز. وهذا الضرر سينعكس على مواطنيها في كل الاحوال.
وربما تنتهز هذه الانظمة الاوضاع الإيرانية المتأزمة فتستقطب الاقليات الشيعية لصفها من خلال الاستجابة لمطالبها ومنحها المزيد من الحقوق، وبالتالي سلخها تماما عن إيران.
خطوات استباقية أجهضت تهديد إيران
1- إن غلق المضيق من شأنه أن يؤذي ابرز دولة داعمة لسياسة طهران في المنطقة بعد حليفها الاستراتيجي سوريا، وهي العراق التي يعتمد اقتصادها الأحادي الجانب على النفط كليا.
وتدرك إيران جيدا بأن النظام العراقي الحالي هشا، ولايتحمل مثل هكذا صدمة.
كما إن إيران فقدت ابرز ورقة ضغط بيدها في العراق بعد إنسحاب القوات الامريكية.
فقد كانت تهدد بأن مصير الجنود الامريكان بقبضتها من خلال نفوذها على الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية في العراق .
وهذه حقيقة لايجهلها مطلع على حقيقة النفوذ الإيراني في العراق.
ويبدو إن الولايات المتحدة قد ارتفع صوتها على إيران بعد ان إطمأنت على سلامة جنودها بإنسحابهم من العراق.
2- لقد مهد إعلان وتكرار التهديد بغلق هرمز، دول الخليج العربي من توجيه ضربة قاضية وغير محسوبة في وجه إيران من خلال البدء بمشروع مرفأ إستراتيجي بديل في حال إقدامها على غلق المضيق، يكون قادرا على تأمين تصدير(1,8) مليون برميل نفط يوميا، عبر مد أنابيب في البحر دون الحاجة للمرور في مضيق هرمز.
وقد إنتهت المرحلة الأولى من المشروع في حزيران عام 2010 وهو على وشك الإنتهاء.
فقد صرح(محمد بن ضاعن) وزير الطاقة الاماراتي إن الخط الجديد سيشتغل في حزيران القادم بطاقة أولية قدرها(1,55) مليون برميل نفط يوميا. ومن المؤمل ان تزداد لحد(1,8) مليون برميل نفط يوميا.
وذكر (عبد العزيز بن صقر) مدير مركز الخليج للأبحاث( يفترض تسميته مركز الخليج العربي للأبحاث) للعربية نت بأن المشروع جاء كرد فعل تجاه تهديدات إيران بغلق المضيق!
وبذلك فقدت إيران ورقة ضغطها هذه ايضا.
من الطريف ان الحجرة الصماء التي رمتها إيران الى الأعلى وقعت على رأسها!
فالمرفأ الخليجي الجديد سيوفر إضافة الى عامل الأمن، جدوى إقتصادية من حيث تقليل تكاليف الإبحار للدول المصدرة بإختصار المسافات.
علاوة على إختصار عامل الزمن بما يقارب (36) ساعة من دخول السفن وخروجها من المضيق الى موانئ جبل علي وأبو ظبي. كما أنه سيقلل من تكاليف التأمين على الشحن.
لذلك فإن وضع إيران الحالي بسبب إعلان وتكرار تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز أشبه بمن يضع نفسه خلف بغل شرس.
http://www.ipairaq.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق